ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – العلاقة بين ما يخفيه “بيغاسوس” واستمرار الجريمة في الوسط العربي؟

اسرائيل اليوم 9/2/2022 – بقلم: جلال البنا

 الهزة التي مرت بها الشرطة عقب كشف استخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” وتشكيل لجنة تحقيق أو لجنة فحص، يجب أن تؤدي إلى تغيير دراماتيكي، خصوصاً بتحول مهني بصفتها شرطة مدنية. فعلى مدى بضعة عقود والمجتمع العربي في إسرائيل يصرح بأن الشرطة تتجاوز الخطوط في سلوكها في حالات عديدة، لكن الأمر لم يؤثر ولم يهم معظم مواطني الدولة اليهود، مثلما فعلت القضية الحالية، التي من الصعب قطعها عن الثقافة التنظيمية للشرطة.

 واضح للجميع أن للشرطة وظيفة مهمة لحماية المواطنين، وفي حالات عديدة يقوم أفراد الشرطة بعملهم بإخلاص، ولكنها لا تزال بحاجة إلى تحسن وتحول مهني بصفتها الجهاز الأمني المدني الأهم في الدولة، وهناك انطباع بأنه تطورت فيها ثقافة طمس للقضايا وإخفاء للمعلومات عن الجمهور وعن المسؤولين عنها.

 رغم قائمة الشخصيات الطويلة التي غرس برنامج التجسس في أجهزتهم، حسب الاشتباه، فمن المذهل عدم انكشاف أي معلومة عن استخدام البرنامج تجاه زعماء سياسيين واجتماعيين أو دينيين في الوسط العربي. يمكن الوصول إلى استنتاجات عدة: إما أن يكون زعماء الجمهور العربي غير مهمين في كفاح الشرطة ضد الفساد، أو أن يكون الفساد في السلطة المحلية العربية غير قائم، وربما الحكم المحلي العربي يعمل وفقاً للكتاب، وهو أمر شاذ في إسرائيل.

 إن الثقافة التي انغرست في الشرطة في السنوات الأخيرة ولا سيما مع تعيين الفريق شرطة روني ألشيخ، تبدو ثقافة جهاز استخبارات، تلائم جهاز الأمن العام أكثر، وهذا بحد ذاته يستوجب مراجعة داخلية عميقة. ربما سعى ألشيخ لغرس الثقافة التي تربى عليها وعمل بموجبها على مدى ثلاثة عقود على الأقل، لكن الفرق أن معظم الملاحقة وفق “الشاباك” لا تجرى لمواطني إسرائيل.

 ثلاثة عقود والجمهور العربي يدعي بأن الشرطة لا تؤدي مهامها بإخلاص في المواجهة وفي مكافحة الجريمة في الوسط، والدليل الأكبر على ذلك هو أكثر من 1.700 قتيل عربي في العقدين الأخيرين. نحو نصف الحالات على الأقل لم يحل لغزها، ومن هنا يبدأ الفشل.

 من الأحداث المهمة في تاريخ علاقات الدولة والجمهور العربي، في تشرين الأول 2000، تشكيل لجنة تحقيق رسمية، لجنة أور، التي قضت بأن الشرطة فشلت في معالجة الاضطرابات، بدءاً من سلسلة القيادة العليا في حينه، إلى آخر أفراد الشرطة. 13 مواطناً عربياً لاقوا حتفهم في أثناء المواجهات، كانت اليد على الزناد رشيقة، ولكن كل الملفات أغلقت.

 يجب تعزيز الشرطة كي تحافظ على المواطنين والدولة وعلى الديمقراطية، وتنفيذ الحوكمة. لهذا الغرض فإنها تحتاج لأن تكون مهنية ومصداقة، وأن تعمل وفقاً للقواعد وتقيم آلية رقابة داخلية تحرص على أن تخرج من صفوفها كل من تساعد على ارتكاب مخالفات ضد المواطنين، وإلا فستفقد غايتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى