ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: وقف التنسيق الأمني قد يقود إلى التصعيد

إسرائيل اليوم 2023-01-28، بقلم: يوآف ليمور: وقف التنسيق الأمني قد يقود إلى التصعيد

تجميد التنسيق الأمني، الذي أعلن عنه رئيس السلطة الفلسطينية، أول من أمس، بشرى سيئة لإسرائيل. فمن شأنه أن يجد تعبيره بارتفاع نطاق “الإرهاب” وإلزام الجيش بأن يخصص في الفترة القريبة القادمة قوات أكبر لـ “المناطق”.

منذ أول من أمس، أرسلت كتيبة أخرى إلى الجبهة، في أعقاب عملية قوات الأمن في جنين، والتي قتل فيها تسعة فلسطينيين. صحيح أن الجيش الإسرائيلي أوضح أن هذا تعزيز موضعي ومؤقت، لكن إذا ما انتقل وقف التنسيق من الأقوال إلى الأفعال فستكون ثمة حاجة إلى أعمال مكثفة أكثر في الميدان لأجل التغطية على أعمال مختلفة، كانت تنفذها حتى الآن أجهزة الأمن الفلسطينية.

هدد أبو مازن في الماضي بأنه سيلغي التنسيق، لكنه لم يفعل هذا إلا مرة واحدة بعد الإعلان عن “صفقة القرن”، التي أعلنها الرئيس ترامب والتي تضمنت موافقة أميركية على ضم إسرائيل لجزء من “المناطق”. واستمر التجميد في حينه بضعة أشهر، كانت إسرائيل فيها مطالبة بتشديد أعمالها في “المناطق”. ووافق الفلسطينيون على العودة إلى التنسيق الأمني، ضمن أمور أخرى، خوفاً من أن تستغل “حماس” الفراغ الناشئ، فتتعاظم في “المناطق”. من المعقول أنهم سيفعلون هكذا الآن أيضاً، انطلاقاً من الفهم أن التنسيق يخدم أمن ومصالح الطرفين.

تنبع خطوة أبو مازن من أن السلطة الفلسطينية تتعرض لانتقاد داخلي قاسٍ في ضوء الأعمال الإسرائيلية التي قتل فيها نحو 30 شخصاً منذ بداية الشهر (استمراراً لنحو 150 قتيلاً فلسطينياً في السنة الماضية). في الجيش يحاولون تقليص حجم المصابين، لكنهم يكونون مطالبين غير مرة بالعمل بعدوانية في ضوء المقاومة بالنار الحية من جانب المطلوبين، وأساساً في شمال “السامرة”.

هذه هي الحالة، أول من أمس. كان الهدف قيماً – خلية من “الجهاد الإسلامي” نفذت عمليات في المنطقة وخططت لتنفيذ عمليات إضافية – وإن كانت حقيقة أن العمل نفذ في وضح النهار، حين كان المخيم في نشاط كامل، ساهمت في شدة المقاومة وحجم الإصابات.

من المشكوك فيه أنه كان في الوضعية التي نشأت في الميدان ممكناً الامتناع عن هذه النتيجة. لكن واجب أن يفحص جهاز الأمن في التحقيقات الداخلية التي سينفذها فيما إذا كان ممكناً تخطيط العمل بشكل أو بتوقيت مختلفين بحيث يكون حجم الإصابات أقل. هذا انطلاقاً من الفهم أن مستوى إصابات عال يؤدي إلى هيجان في الميدان ويزيد الخطر بعملية أخرى وبالتصعيد.

في “الجهاد الإسلامي” هددوا، أول من أمس، بالرد على ضرب رجالهم. فالتنظيم يبذل في الأشهر الأخيرة جهداً خاصاً في تجنيد النشطاء وتنفيذ العمليات، بتوجيه وتمويل إيرانيين، لكن يتعرض الآن لضغط شديد للرد حتى من جانب نشطائه الميدانيين وكذا من قيادة التنظيم في دمشق. معضلة التنظيم هي إذا كان سيرد فقط بعمليات في الضفة أم بنار الصواريخ من غزة. في السنة الماضية سعى “الجهاد” ليربط بين الجبهتين، ما أدى إلى حملة “بزوغ الفجر” حين صفي قادتهم في القطاع. معضلة مشابهة يقفون أمامها الآن أيضاً.

في الجيش الإسرائيلي استعدوا لذلك بتعزيز بطاريات “القبة الحديدية” في الجنوب. وبالتوازي جرت، أول من أمس، اتصالات سياسية مع الولايات المتحدة، مصر، والأردن لتهدئة الخواطر وللإيضاح أن النار من غزة سيرد عليها برد إسرائيلي قاسٍ.

لكن حتى إذا انتهى الحدث دون تصعيد، فإن الواقع لا يبشر بالخير. في السنة الأخيرة يوجد تصعد للعنف في الضفة من شأنه أن يحتدم مع حلول رمضان في آذار القادم، وهذا يستدعي من إسرائيل تشديد الأعمال الأمنية – السياسية حيال عموم الجهات في الساحة الفلسطينية، وهي مهمة غير بسيطة إذا ما أخذنا بالاعتبار تركيبة وخطط الحكومة الجديدة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى