ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: هل ننتظر الى أن تصبح ايران نووية

إسرائيل اليوم 21/4/202ايال زيسر: هل ننتظر الى أن تصبح ايران نووية

قرابة عقدين وإسرائيل وايران تتبادلان بينهما الضربات سواء بعمليات الإرهاب بتوجيه إيراني ضد اهداف إسرائيلية في ا رجاء العالم أم التشجيع والمساعدة لهجات الإرهاب من حزب الله وحماس على أراضينا. بالمقابل، إسرائيل أيضا لن ترفع يدها عن الصحن: في السنوات الأخيرة نسبت لها، كجزء من المعركة ما بين الحروب التي ادارتها ضد ايران سلسلة من الهجمات امتنعت عن اخذ المسؤولية عنها ضد اهداف بل وضد مسؤولين إيرانيين كبار في ارجاء الشرق الأوسط وبخاصة على أراضي سوريا وحتى في داخل ايران نفسها. ومع ذلك، اتخذت الدولتان جانب الحذر من الوصول الى مواجهة عسكرية مباشرة وعلنية بينما، ليس عبر وكلاء وبالتاكيدليس في هجمات بالصواريخ والطائرات.

كل هذا تغير الأسبوع الماضي، حين هاجمت ايرانإسرائيل بمئات الصواريخ والمسيرات التي اطلقت من اراضيها كي تزرع الدمار وتوقع خسائر كثيرة. مقدمة لذلك كانت هجمة إيرانية مباشرة نحو إسرائيل في أيار 2018 ردا على تصفية المسؤول عن منظومة المسيرات الإيرانية في سوريا قبل شهر من ذلك. ردا على التصفية اطلق الإيرانيون لأول مرة، هم انفسهم وليس كما في الماضي عبر الوكلاء، عشرات الصواريخ نحو هضبة الجولان. في حينه كان هذا حدثا شاذا وغير مسبوق، في أيامنا هذا امر اعتيادي. وتجدر الإشارة الى أن رد إسرائيل على الهجمة الإيرانية على الجولان كان طفيفا، وعلى عادتنا هاجمنا أهدافها مهجرة وفارغة من البشر ومن العتاد. فضلا عن ذلك، حقق الإيرانيون ما أرادوا، إذ ان إسرائيل امتنعت منذئذ عن تصفية مسؤولين إيرانيين على أراضي سوريا ولبنان.

غير أن هجمة الإرهاب في 7 أكتوبر غيرت السياسة الإسرائيلية. في اعقابها وجدت إسرائيل نفسها في معركة متعددة الجبهات، من لبنان عبر سوريا والعراق وحتى اليمن وكله بإدارة طهران، وان كانت هذه بقيت في الخلف، ظاهرا غير مشاركة. وبالتالي كان منطق في القرار الإسرائيلي في البدء في ان يجبى من ايران أيضا ثمن على ما فعلته بنا.

ان المواجهة التي نوجد فيها حيال ايران وارتفعت درجة تقع في الوقت الذي لا توجد لإيران فيه بعد قدرة نووية، الامر الذي يقيد خططها وخطواتها. من المخيف التفكير ما الذي كانت ايران ستتجرأ على عمله وحتى اين كانت ستشد الحبل لو كانت اليوم دولة نووية قادرة على أن تردع إسرائيل والولايات المتحدة من مهاجمتها أو الرد على استفزازاتها في اثناء الشرق الأوسط.

فضلا عن ذلك، هل يمكن الاعتماد على تفكر نظام ايات الله الذي قرر أن يهاجم إسرائيل بشكل مكثف وغير مسبوق الا يستخدم السلاح النووي حين يوجد هذا تحت تصرفه.

المعضلة التي تقف امامها إسرائيل في الأشهر والسنوات القريبة القادمة واضحة. فهل ننتظر الى أن يكون السيف على رقابنا مثل حصل في 7 أكتوبر وعندها فقط الخروج الى حرب “اللامفر” ام لعلنا نستبق الضربة بالعلاج ونخرج الى حرب “يوجد مفر”.

المرة الأخيرة التي خرجت فيها إسرائيل الى حرب “يوجد مفر” بادرت هي اليها، كانت حرب لبنان الأولى في حزيران 1982. غير أن نتائج الحرب شلت لسنوات طويلة الساحة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، وهذه امتنعت عن الخروج الى حرب مبادر اليها وانتظرت الى أن يضرب بها اعداؤنا أولا وتخوفت من ان تلقي بقوات برية الى المعركة وفضلت جولات مواجهة قصيرة مع العدو انتهت بلا حسم.

ينبغي الاعتراف الى أنه في أساس خروج إسرائيل الى حرب سلامة الجليل، مثلما الى حرب السويس في أكتوبر 1956، كان فكر مرتب وتفكير ابداعي وجريء حتى لو لم ينجح لا يزال يثير اشواقا شديدة لازمنة كان تفكير القيادة الإسرائيلية فيه لا تحركه نظرة ضيقة للرد والدفاع بل محاولة للمبادرة والاقتحام الى الامام.

ان احداث الأسبوع الماضي، التي تضاف الى هجمة 7 أكتوبر هي إشارة تحذير لما سيكون وتستوجب تفكيرا قبيل اللحظة التي نجد فيها انفسنا ويبدو في وقت ابكر مما كنا نعتقد، نتصدى لإيران نووية.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى