ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: طهران مستعدة للاستمرار حتى آخر حمساوي

إسرائيل اليوم 29/10/2023، عوديد غرانوتطهران مستعدة للاستمرار حتى آخر حمساوي

في نهاية الأسبوع الثالث من هجوم حماس على غلاف غزة، صدر أمر من طهران لكل فروعها في الشرق الأوسط: واصلوا استنزاف إسرائيل بالنار لتجسيد دعم إيران “للمقاومة”، لكن دون حافة الحرب.

هو أمر نفذته عناصر محور الشر بعناية حتى الآن. الثوار الشيعة في اليمن أطلقوا مسيرات وصواريخ جوالة نحو إسرائيل، اعترضت وهي في طريقها؛ ميليشيات مؤيدة لإيران هاجمت قواعد أمريكية في سوريا والعراق، واستجيبت بضربة مركزة من طائرات اف 16 لقاعدة الحرس الثوري؛ ومحافل إرهاب متماثلة مع إيران و”حزب الله” في جنوب هضبة الجولان أطلقت النار نحو الأراضي الإسرائيلية، وهوجمت.

في جنوب لبنان، يواصل “حزب الله” إطلاق صواريخ كورنيت نحو استحكامات الجيش الإسرائيلي، وصواريخ مضادة للطائرات نحو طائرات إسرائيلية، والتعرض للخسائر أيضاً. في فعل غير مسبوق، طلبت المنظمة من رجال اليونيفيل المساعدة في جمع جثامين خلايا إطلاق النار التي صفيت من الجو قرب الجدار مما يمكنه أن يشهد على خوفها من إصابات إضافية. وهم يساعدون، رغم الاحتجاج الشديد من جانب إسرائيل.

منذ 7 أكتوبر لم يظهر نصر الله على الملأ باستثناء صورة مشتركة مع مسؤولين كبيرين من حماس والجهاد الإسلامي، ولم يخطب بخلاف عادته. الناطقون بلسانه يدعون بأنه يكرس وقته لمتابعة التطورات.

بقدر ما هو التفسير ضعيف، نفهم المعضلة؛ إذا ما تلقى أمراً من طهران للانضمام إلى المعركة فسيفعل، لكن مسؤولية ما يحصل في لبنان ملقاة عليه: عشرات آلاف السكان فروا من قرأهم شمالاً وتوقفوا عن فلاحة أراضيهم، الاقتصاد اللبناني محطم تماماً، دول عديدة تخلي مواطنيها، وكل الأطراف السياسية في الدولة يحثونه على الإعلان بعدم الانضمام إلى الحرب؛ لإنقاذ الدولة من خراب نهائي.

لكن ليس مضموناً أن أسياده في طهران قرروا خطوتهم التالية. فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني بأنه لا يريد الانجرار إلى حرب إقليمية، لكنه أضاف أنه لن يستبعد حرباً كهذه وفتح جبهات أخرى “إذا جرى تصعيد في غزة”. بكلمات أخرى: دخول بري واسع للجيش الإسرائيلي.

الحرب الإقليمية ربما تتطور إلى حرب عالمية، وهي سيناريو من ثلاثة عرضها أمس كمال حرازي، وزير الخارجية الأسبق ومستشار خامنئي، في معهد بحوث العلاقات الخارجية الذي يعد المعهد المتصدر في إيران. السيناريوهان الآخران: الثاني – حماس وإسرائيل وحدهما تواصلان القتال “إلى أن تصفي إحداهما الأخرى”، والثالث – حرب في غزة تستمر زمناً طويلاً، فيما يواصل كل طرف تلقي الدعم والمساعدة والإسناد من جهات خارجية.

سطحياً، يبدو أن الإيرانيين حتى هذه اللحظة يميلون باتجاه السيناريو الأخير: استمرار المساعدة لحماس من خلال “التحرش” بإسرائيل من قبل “حزب الله” وآخرين، في إطار “قتل إقليمي محدود”، لكن دون الدخول إلى مواجهة شاملة. ثمة تقارير حول محاولات إيران تهريب سلاح دقيق لـ ”حزب الله” في طائرات مدنية تهبط في سوريا، تعزز هذا الميل الذي يعني في واقع الأمر استعداد طهران وفروعها “للقتال” حتى تصفية مخربي حماس.

أردوغان برز على نحو سيئ

في المحور السني المضاد، ذاك الذي يعارض محور الشر الإيراني، صوتت كل الدول الإسلامية في نهاية الأسبوع الماضي إلى جانب مشروع القرار الذي يدعو إسرائيل لوقف فوري للهجمات في غزة، دون ذكر المذبحة في الغلاف.

برز الرئيس التركي اردوغان على نحو خاص، وهو يتنطح لإسرائيل ودعاها للتخلص من “الجنون” الذي ألم بها “لذبح سكان غزة”، وأعلن بأنه تراجع عن نيته زيارة إسرائيل. أظهر اردوغان، الزعيم الإسلامي المتطرف والمتعاطف مع الإخوان المسلمين، أنه قد غير جلدته وأصبح صديقاً لإسرائيل – يجدر به أن يتراجع.

لكن المصريين والأردنيين والسعوديين صوتوا إلى جانب مشروع القرار، ولا حاجة للعجب. القاهرة وعمان تمقتان حماس، لكنهما تخشيان من أن يثير اجتياح بري للجيش الإسرائيلي إلى غزة مظاهرات واضطرابات في أراضيهم تهز الاستقرار الداخلي. وهذا هو سبب التصريحات المثيرة للحفيظة من جانب الملكة الأردنية رانيا التي نفت قتل الرضع في بلدان الغلاف، وهذا هو سبب موقف الرئيس المصري السيسي الذي يعاني من تبعات صدمة جراء عمليات “داعش”، و”الإخوان المسلمين” والإسلام المتطرف في القاهرة وسيناء.

انتقاد بن سلمان

أما الرياض فتحافظ على ضبط النفس. والشبكات الاجتماعية في العالم العربي تهاجم ولي العهد محمد بن سلمان، ويدعون بأنه رغم شجبه لإسرائيل فإنه لم يتراجع في واقع الأمر عن نواياه لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، وينتظر انتهاء الحرب في غزة.

مصدر غربي رفيع المستوى يكثر من اللقاء مع أصحاب القرار في مصر والأردن والسعودية، يؤكد لي بأن أياً منهم ولا حتى أبو مازن، يذرف دمعة إذا ما شطبت حماس عن الخريطة. المشكلة هي، كما يقول المصدر، أن الزعماء الأربعة كلهم خاب أملهم من فشل إسرائيل في إزالة تهديد “حزب الله” في الشمال وحماس في الجنوب. والآن، ولن يقولوا الآن كلمة حتى تثبت إسرائيل أنها ستفعل ما وعدت به؛ أي الانتصار.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى