ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: أبو مازن يريد استعادة السيطرة على مناطق السلطة الفلسطينية

إسرائيل اليوم 10-8-2023، بقلم دانا بن شمعون: أبو مازن يريد استعادة السيطرة على مناطق السلطة الفلسطينية

قرر أبو مازن أنه مل. يحب أن يفعل الآخرون ما يقوله الرئيس. بعد فترة طويلة كان فيها المحافظون في الضفة يفعلون كل ما يروقهم ويخرجون عن الخط الذي يرسمه لهم، نفد صبره.

قراره بإقالة المحافظين يدل على أنه فقد الثقة بأقرب الناس إليه. هكذا يبدو زعيم يعيش في حالة جنون اضطهاد وثمة من سيقول إنها مبررة.

تقول مصادر فلسطينية مطلعة على ما يجري، إن الفزع الذي ألم برئيس السلطة ازداد بالتدريج عقب ظهور المسلحين، والصعود في قوة حماس و”الجهاد الإسلامي” بخاصة في شمال الضفة الغربية.

وشرحت هذه المصادر تقول: “يعتقد أبو مازن بأن المحافظين فشلوا في مهمتهم لمنع حماس والميليشيات من السيطرة على مناطق واسعة في ظل سحب البساط من تحت أقدام السلطة. لو أبقاهم في مناصبهم، لفقد السيطرة واقترب من وضع انهيار السلطة.

اجتياز خط أحمر

القشة التي قصمت ظهر البعير، على حد قولهم، كانت تلك التقارير المضللة التي كان يرفعها المحافظون لرئيس السلطة في موضوع الصراع ضد الميليشيات المسلحة. “فهم أن المحافظين يضللونه، فالمعلومات والتقديرات التي يعرضونها عليه لا تتطابق مع ما يحصل في الواقع، وأنهم لا يعملون كما ينبغي للقتال ضد حماس.

وتصاعد التخوف مع تكاثر حالات إطلاق نار من المسلحين ضد قيادات السلطة الفلسطينية. وهنا تم اجتياز الخط الأحمر، وفي رام الله سعوا لرسم الوجهة التي تمر الحدود بشكل واضح هذه المرة.

ما كان للزعيم في المقاطعة أن يتخذ خطوة بهذا القدر من التطرف لو لم يشعر بأن الأرض تشتعل من تحت أقدامه. لا يبدو أنه اختار هذه الخطوة لاعتبارات العلاقات العامة، فلو أن هذا كان يقبع في عمق قراراه لحرص منذ زمن بعيد على إعفاء المحافظين من مهامهم في ضوء الشكاوى الكثيرة من جانب الجمهور الفلسطيني على أعمال الفساد وسوء استخدام مناصبهم العليا.

قصقصة أجنحة المحافظين

لا يمكن أيضاً استبعاد أن يكون هذا على صلة بصراع الخلافة الجاري من خلف الكواليس. فرئيس السلطة يسعى لضمان ولاء الأشخاص الذين يعينهم دون موضع شك. لا يوجد في هذا الأمر مكان للرحمة تقريباً.

لقد قرر قصقصة أجنحة المحافظين الذين يتولون مناصبهم منذ سنوات طويلة، أولئك الذين “عشقوا المنصب” وراكموا قوة عظيمة لدرجة أنهم بدأوا يسمحون لأنفسهم بالتوقف عن فرض النظام بصرامة.

هم أيضاً يستعدون لليوم التالي، لذا لا يريدون حرق أنفسهم، وبالتأكيد ألا يتورطوا مع حماس أو مع أي جهات أخرى، وذلك كي يحتفظوا لأنفسهم بكل الخيارات مفتوحة للحظة التي يرحل فيها أبو مازن عن الساحة. حقيقة أن بعضهم معروفون كمن لهم علاقات مع محافل أمن في إسرائيل، لم تقف في طريق أبو مازن.

وثمة محاولة من الرئيس أيضاً ليؤشر لإسرائيل والأمريكيين بأنه المسيطر، وأنه لا يتردد في إقالة “أولئك الذين يؤمنون بمكافحة العنف. ثمة من سيرون في ذلك فرصة ومدخلاً لتغيير إيجابي، لكن بالمقابل يتعلق الأمر بقدر كبير بالجهات التي سيعينها وبقدرتها على النجاح في المكان الذي فشل فيه أسلافه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى