ترجمات عبرية

يديعوت: المــقــامـــرة بحـــيـــاة المخـطــوفـين

يديعوت 2024-01-18، بقلم: رونين بيرغمانالمــقــامـــرة بحـــيـــاة المخـطــوفـين

دولة إسرائيل، جهازها الأمني، الجيش، «الموساد»، «الشاباك»، وزارة الدفاع ومحيط رئيس الوزراء كلهم على ثقة ذاتية عالية مثل من يدخل إلى ساحة القمار ويبدأ باللعب. هكذا شبه، امس، أحد أكثر المطلعين على بواطن الحرب الأخيرة الوضعية الحالية.

هو يعرف جيدا المعلومات الحساسة، التخطيطات العملياتية للقوات، لأجل تحقيق واحد على الأقل من أهداف الحملة – قتل السنوار أو تحرير المخطوفين. لكن هذا لم يتحقق حتى الآن ودولة إسرائيل تقف أمام ماكينة الحرب وتواصل اللعب رغم أنها تخسر المرة تلو الأخرى. وهي تواصل العمل نفسه بالضبط على أمل أن تأتي اللحظة وينقلب الحظ فيكون الفوز الأكبر. 100 يوم وبهمس فقط يتحدثون في الجيش وفي الاستخبارات عن إمكانية انه حصل في اكثر من مرة ما كان الجميع يخافونه كل الوقت – أن يقتل المخطوفون في ظروف ترتبط مباشرة بالمناورة البرية التي يفترض أن تنقذهم.

من المهم أن نقول ما هو واضح. لا يهم كيف يموت إسرائيلي ما لدى «حماس»، فمن اللحظة التي اختطف فيها يكون المذنب في موته هي «حماس» وفقط «حماس» وهي التي جلبته إلى هذا الوضع وهي المسؤولة الحصرية عن كل مس به.

لكن في نهاية الأمر فإن مخطوفا ما قتل وإذا ما مات في سياق الحملة – سواء سقط عليه البيت أم اختنق في نفق قصف أم قتلته «حماس» في اطر حملة إنقاذ له أو شخصه الجيش كمخرب فقتله رغم أنه رفع علما ابيض، فإنهم لأول مرة يتحدثون الآن بهمس عن الإمكانية، عن الحاجة لإعادة التفكير في أنه ربما ليس هناك احتمال حقا للوصول إلى الفوز الأكبر في ماكينة القمار هذه ومواصلة اللعب فيها هي كضرب الرأس في الحائط، غير انه في هذا الواقع لا يدور الحديث فقط عن مال يمكن أن نخسره بل عن بشر يجتازون عذابات مضنية بل ومن شأنهم أن يدفعوا الثمن بحياتهم.

سرعان ما تبين بأن احتمال الإنقاذ بالقوة طفيف جدا، في ضوء الاستعدادات المتشددة من جانب «حماس» لكل إمكانية محاولة إنقاذ كهذه، والأوامر التي يبدو أنها صدرت لمن يحتجز الرهائن انهم إذا شكوا للحظة بمحاولة إنقاذ، فإن أول ما سيفعلونه هو قتل المخطوفين، دون حساب، دون تفكير في إمكانية التفاوض، رصاصتان في الرأس بوحشية قصوى.

موضوع المخطوفين لم يكن في البداية في رأس سلم أولويات القادة. كما أنه لم يندرج كهدف من أهداف الحرب. في 16 أكتوبر فقط، بعد ضغط جماهيري شديد وانتظام أهالي المخطوفين، أضاف «كابينت» الحرب سرا موضوع المخطوفين كهدف ثان للحرب. وبعد وقت قصير من ذلك بدأ أيضا الحديث عن أن الخطوة البرية ستساعد في تحريرهم. أما عمليا فيحتمل أن يكون حصل العكس – فاستخدام هذه الذريعة أتاح إطالة مدى المناورة.

لكن لا يمكن أن نقول، إن مجرد التفكير بممارسة الضغط العسكري عديم المنطق، وأساسا إذا لم يكن يأخذ بالحسبان ما يعرفه – كم نفقا عميقا وطويلا ومتطورا، وصعبا تدميره يوجد لـ»حماس».  

المناورة خلقت بالفعل لدى «حماس» أزمة في ثلاثة مجالات – القتال الشديد في الشمال لدى «حماس» هناك، حاجة السنوار لجمع كميات اكبر من الوقود والغذاء مما اعتقد بداية، وضائقة المدنيين، التي تزعجه أقل لكنها تمس أيضا بمصلحة «حماس».

المشكلة هي انه حتى لو لم تتوقف المعركة وواصل غالانت خطوة عسكرية تتضمن احتلال جزء على الأقل من القطاع، فإن أحدا لا يمكنه أن يضمن بأن تنتهي في غضون وقت قصير في ظل تحقيق الأهداف. عمليا يقول الجيش، انه سيستغرق سنتين حتى يكمل هذه الخطوة، وذلك دون أن يشرح على الإطلاق ماذا سيحصل للمخطوفين في هذا الوقت. هدفان متعارضان الواحد مع الآخر.

لأجل ألا يكون الهدفان متعارضين، تعمل إسرائيل بأمل أن تقع معجزة فتنجح في أن تجسر بين الهدفين وتطول ابتكارا يسمح لها بكشف وتفكيك الشبكة المعقدة الهائلة للإنقاق فتصل إلى السنوار دون أن يصاب المخطوفون بأذى فيضطر السنوار تحت الضغط بأن يوقع على صفقة يمكن لإسرائيل أن تهضمها وتسمح لها أيضا بأن تقتله في إطار ذلك دون أن يتمكن من الضغط على الزر الذي يطير الجميع إلى السماء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى