يديعوت: الشرخ الاجتماعي الإسرائيلي يهدد وحدة الجيش

يديعوت 2023-02-11، بقلم: يوسي يهوشع: الشرخ الاجتماعي الإسرائيلي يهدد وحدة الجيش
في الجيش الإسرائيلي قلقون جداً من الشرخ المتسع في المجتمع الإسرائيلي في أعقاب الإصلاح القضائي والاحتجاج ضده، وكذا من التدخل المتصاعد في الاحتجاج لضباط في الماضي ومقاتلين في الحاضر، بعضهم يفعل هذا بينما يحمل رموز وحدته. يوم الاثنين القادم سيسجل الاحتجاج ذروة جديدة في شكل احتجاج جماهيري أمام الكنيست وإضراباً لأجزاء معينة في الاقتصاد، وفي قيادة الجيش توجد مخاوف حقيقية من إمكانية انخراط رجال الجيش في أحداث تؤدي إلى المس بدوافع الخدمة القتالية في النظامي وفي الاحتياط.
من أحاديث مع مسؤولين كبار في الجيش في الأيام الأخيرة يتبين أن هذا تخوف جسيم وحقيقي ومثله لم يُسمع به في الجيش منذ سنين على الأقل منذ فك الارتباط. وبزعمهم فإن الشرخ الاجتماعي العميق يستوجب استيعاباً بأن ليس الاقتصاد الإسرائيلي فقط قد يتضرر في موجة الاحتجاج الحالية بل الجيش أيضا. يروي ضباط بأنهم يسمعون المزيد فالمزيد من الأهالي يدعون بأنهم لن يبعثوا أبناءهم للتجنيد مطلقاً، وآخرون يوضحون بأنهم سيرفضون إرسال أبنائهم الى الخدمة القتالية، أو يهددون بان يرفضوا بأنفسهم الخدمة في الاحتياط.
ويروي مسؤول كبير في هيئة الأركان بأنه صحيح حتى هذه اللحظة لم يلقَ الجيش حالات تحقق فيها هذا التهديد بشكل معلن، لكن هذا لا يعني أن التخوف ليس حقيقياً، والجيش ملزم بأن يستعد لذلك، لا ان يتفاجأ من إمكانية أن نصطدم برفض تجنيد أو خدمة احتياط. كما أن هذا هو السبب لتوجيه التعليمات لقادة كتائب في منظومة الاحتياط للانتباه لما يجري في الميدان ومحاولة تلمس فيما إذا كانت توجد مشاكل، وفي هذه الحالة معالجتها والتبليغ عنها للمستويات الأعلى. إضافة الى ذلك طلب من قادة في الوحدات النظامية إبداء اليقظة الزائدة وعمل كل ما في وسعهم لمنع تسلل الجدال الى صفوف الجيش.
في قيادة الجيش لم يستطيبوا سلوك الضباط الكبار في الاحتياط ممن أموا الاحتجاج ولونوه بالخاكي. وتساءل كبير في هيئة الأركان: “من الواضح أن احداً لم يدّع بأن لا حق لهم في الاحتجاج في اي موضوع لكن لماذا إدخال الجيش؟ فهم على علم بأن هذا قد يمس بالنسيج الحساس للغاية لجيش الشعب، وهذا زائد”.
ويتعرض رئيس الاركان، هرتسي هليفي، لضغوط للاعراب عن موقف ضد مشاركة ضباط الاحتياط، بل وصلت الى مكتبه توجهات من عائلات ثكلى طلبت منه أن يُسمع صوتا ضد ادخال الجيش الى الجدال. ومع ذلك اختار ألا يفعل هذا في هذه المرحلة.
وبالنسبة لمدى التأثير، فلا يدور الحديث بالضرورة عن إجماع: فالكثيرون في قيادة الجيش يختلفون مع الادعاء بان الاحتجاج سيكون له تأثير عميق على الجيش، ويؤمنون بأنه في النهاية لن يكون لهذا تأثير حقيقي على الدافع للخدمة. غير أنه يوجد غير قليل ممن يفكرون بانه في هذه المرة، بخلاف الصدامات السياسية والاجتماعية السابقة، هذه أزمة عميقة أكثر لن تتجاوزها الجيش، إذ انه لا يوجد مجال في المجتمع الإسرائيلي لم يتسلل إليه هذا التوتر.
بعد شهر ونصف سيأتي تجنيد آذار، لكن لن يكون ممكنا الحصول منه على جواب على سؤال تأثير الاحتجاج على الجيش: فالمتجندون الجدد عبؤوا استبيانات التجنيد حتى قبل أن ينشب، وبالتالي فانه لا ينعكس في أجوبتهم. ومع ذلك من غير المستبعد- هكذا يخشون في الجيش على الأقل – انه في أثناء أيام التجنيد نفسها ستلحظ بوادر الأزمة، وقد تلقى صدى في الشبكات الاجتماعية وفي الإعلام، وفي شعبة القوى البشرية لا يعتزمون المساومة وعدم نقل الانطباع بأن الجيش مستعد لأن يحتوي هذا.
سواء استمر الاحتجاج بضعة اشهر أخرى أم لا فإن تأثيراته على الجيش سيكون ممكناً أن نراه في تجنيد آب الكبير. في الجيش يحاولون الإيضاح للجميع بانه من الأفضل إبقاء الجيش خارج هذه المواجهة، ويفضل إعطاؤه الفرصة ليتصدى بهدوء لجملة التهديدات التي يواجهها، لكن يبدو هذه المرة أن احتمالية ذلك متدنية.