ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: يسعى نتنياهو لان يعزو تصفية السنوار لقراره المسبق للدخول الى رفح

يديعوت احرونوت 25/10/2024، نداف ايال: يسعى نتنياهو لان يعزو تصفية السنوار لقراره المسبق للدخول الى رفح

لقد كانت تصفية يحيى السنوار لحظة هامة في الحرب. بالنسبة للاسرائيليين، لحظة مرضية من اغلاق دائرة ضروري، مناسب. لكن لم يكن ممكنا الإدمان على إحساس النشوة التي تدور له الرأس. كان هذا متعذرا امام الاخبار. سقوط ستة مقاتلين من وحدة غولاني في لبنان في المعركة. استمرار القتال العنيد في قطاع غزة والضحايا هناك. سقوط قائد اللواء 401، احسان دقسة في جباليا. وفي الجبهة الداخلية، التي ليست جبهة داخلية، استمرار صافرات الإنذار، المُسيرات. الحرب التي تطلب كل شيء ولا تهدأ ابدا. 

لكن مكتب رئيس الوزراء ووكلائه امتلأوا بالنشوة بالتأكيد. ببهجة الحملة. هم لم يكتفوا بفرح وطني على موت العدو القديم على ايدي مقاتلي الجيش الإسرائيلي. هذا يبعث على التثاؤب في نظرهم، ولا يمكن جني المرابح السياسية منه. أسلحة الدعاية وجيوش الخطابات اطلقت مع الفجر كي تربح قدر الإمكان. بعد اطلاع السكرتير العسكري المخلص مكتب رئيس الوزراء بتصفية السنوار بدأت تتسرب الانباء. في جهاز الامن وفي الجيش الإسرائيلي غضبوا وخافوا على مصير القوات في الميدان. صاروخ مضاد للدروع واحد او تفجير عبوة كانا سيؤديان الى مصيبة. لكن التسريبات كانت حرجة لاناس نتنياهو. نتنياهو، شخصيا تكبد عناء الاتصال ليبشر باحتفالية أناسا معينين، قبل ساعات طويلة من بيان الجيش الإسرائيلي.

ومن هذه اللحظة، بدلا من النظر بثبات الى الامام والسؤال ماذا سيفعل المستوى السياسي بهذا الإنجاز العظيم، ثمرة التصميم في قيادة المنطقة الجنوبية، كانت النظر كلها الى الوراء. كانت الرسالة واضحة كالشمس: فقط بفضل نتنياهو دخلنا الى رفح والسنوار مات. يحيى بيبي والى الامام لاغلاق الحسابات. 

إذن أولا يجب ان نكتب ما هو صحيح: اذا كنا نعتبر رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الأركان مسؤولين عن اخفاق 7 أكتوبر، فيجب أن نعطيهم الحظوة أيضا عن النجاحات بعده. نتنياهو يستحق الثناء كرئيس وزراء في النجاحات العملياتية: هو ليس الأول الذي يفعل هذا. لكن هذه النجاحات لا تغطي القصور الرهيب إياه. وفي نفس الوقت: يجدر بنا أن نتذكر من المسؤول عن ماذا. الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن يفترض بهم أن يجلبوا إنجازات في ميدان المعركة. وهم يفعلون هذا باستمرار بعد أن فشلوا على نحو رهيب في 7 أكتوبر. اما الزعيم الذي هو أيضا فشل فشلا رهيبا، فيفترض به أن يحول الإنجازات لتصبح تغييرا استراتيجيا – نصرا حقيقيا في الحرب. مثلا، استبدال نظام حماس في قطاع غزة بنظام آخر. منذ بداية الحرب، كان الإنجاز الأكبر للمستوى السياسي هو صفقة المخطوفين الأولى. وهذه حصلت في نهاية تشرين الثاني 2023. اما الان فنحن في أكتوبر 2024. 

من الخسارة أن نستطرد في الحديث عن الكذبة وكأن نتنياهو هو الذي دفع نحو العملية في رفح في الوقت الذي عارضت فيه كل المنظومة. لاجل السجل التاريخي، ها هو موجز قصير: كان غانتس وآيزنكوت هما اللذان حثا على ذلك بداية لانهما شعرا بانه يوجد تركيز زائد على شمال القطاع، ونتنياهو نفسه أخر وعرقل؛ نتنياهو أيضا لعب بفكرة “وقف نار دائم” في قطاع غزة منذ شهر أيار، كجزء من تسوية لاعادة المخطوفين؛ وبخلاف ما يفهمه الجمهور، فان إسرائيل بقيادته تعهدت للامريكيين الا يدخل الجيش الإسرائيلي الى معظم منطقة مدينة رفح (بخلاف حي تل السلطان، الذي كان معروفا كمعقل لحماس)، واوفت بكلمتها؛ والاهم – لنفترض ان نتنياهو كان سيصل الى وقف نار لبضعة أسابيع، كما أراد، وتحرر المخطوفون. بالضبط مثلما في الصفقة الأولى، يمكن الافتراض في أن النار كانت ستستأنف بعد ذلك، أيضا، واساسا في منطقة رفح. والسنوار، أخيرا، كان سيقتل بنار الجيش الإسرائيلي. باستثناء أنه في مثل هذه الحالة، كان سيكون في أيدينا إضافة الى ذلك، عشرات الإسرائيليين الاحياء أيضا ممن كانوا عادوا الى الديار من أنفاق التعذيب في غزة. 

عدد لا يحصى من التناقضات الداخلية: نتنياهو عرض رفح المعقل الأخير لحماس في قطاع غزة. اذا ما احتليناها، وصفينا الكتائب المتبقية فاذا بكل شيء سينتهي. لكن في الأسابيع الأخيرة وحدها قتل عشرات المقاتلين الإسرائيليين في غزة، بعد اشهر عديدة من استيلاء الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة رفح. تصفية كبير المخربين السنوار تعرض كالنصر المطلق، وفي نفس الوقت يقول نتنياهو ان الحرب لم تنتهي. 

وفضلا عن كل هذا، توجد بالطبع الكراهية. الشروع في رقصة اتهامات كاذبة، صيد ساحرات يستند الى مقاطع جزئية وانصاف جمل؟ خوض حملة كهذه في دولة يوجد فيها اجماع بان السنوار هو ابن موت؟ لا حدود للتهكم. بعد رفح شرح نتنياهو بان فيلادلفيا هو صخرة وجودنا. بعد قليل من يدري، لعل لهذا سيكون شريط الامن في لبنان، او نتائج ناجحة لهجوم في ايران. 

ان اختبار نتنياهو ليس استخدام جيوش الدعاية الرخيصة لديه بل خلق حل إقليمي قابل للتطبيق والانفاذ، يوقف النار في كل الجبهات في ظروف نصر لإسرائيل، واولا وقبل كل شيء إعادة المخطوفين. 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى