ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: يجب أن يتمكن نتنياهو من اقناع ترامب باستغلال فرصة ضرب ايران 

يديعوت احرونوت 5/2/2025، بن درور يميني: يجب أن يتمكن نتنياهو من اقناع ترامب باستغلال فرصة ضرب ايران 

قرار ترامب استئناف العقوبات على ايران قد يكون أغلب الظن هو القرار الأكثر أهمية منذ تسلم مهام منصبه. يدور الحديث عن ضربة قاسية للنظام الإيراني. العقوبات لم تبدأ اليوم. الكونغرس الأمريكي قررها، في قانون خاص منذ صيف 2010 تحت الإدارة الديمقراطية لاوباما. وقد اشتدت في 2012. هذه لم تكن عقوبات الولايات المتحدة فقط. من خرقها تلقى وقع الذراع الأمريكي. هكذا مثلا بنك BNP الفرنسي اجبر على ان يدفع في العام 2024 مبلغا طائلا، 8.9 مليار دولار، كغرامة على خرق العقوبات. 

الثمن الأساس دفعته بالطبع ايران نفسها. فالناتج القومي انخفض قرابة 20 في المئة. بعد مفاوضات طويلة ومضنية، في تموز 2015 وقع الاتفاق النووي مع ايران والذي أدى الى رفع الغالبية المطلقة من العقوبات. الاقتصاد الإيراني انتعش. في الاتفاق لم تكن بنود تتعلق بدعم الإرهاب بحيث أن دعم ايران لوكلاء مثل حزب الله والحوثيين، الكتائب الشيعية في العراق، الجهاد الإسلامي وحماس – آخذ في الارتفاع. 

فصل إضافي في الحبكة جاء في 2018، عندما الغي الاتفاق تحت رئاسة ترامب واستؤنفت العقوبات على ايران. مرات عديدة ينطلق نقد لاذع على قرار ترامب. والحجة الأساس هي ان الغاء الاتفاق سرع السباق الإيراني نحو النووي. النتائج العلنية هي أن الاقتصاد الإيراني تعرض لضربة قاسية. في نهاية 2019 اعترف حسن روحاني، الذي كان في حينه رئيسا لإيران، بان استئناف العقوبات الحق بايران ضررا اقتصاديا بمقدار 200 مليار دولار. في نهاية 2020 اعترف وزير الخارجية جواد ظريف بان الضرر لإيران بات يبلغ 250 مليار. وكان التأثير على نفقات الامن فوري، مع انخفاض بمعدل 28 في المئة في ميزانية الدفاع. 

مع دخول بايدن الى البيت الأبيض سجل فصل جديد. بعد شهر من تسلمه المنصب الغى بايدن العقوبات. لا شك أنه كانت له نية طيبة. فقد أراد المصالحة. لكن المصالحة لا تنجح بالضبط مع نظام آيات الله. إضافة الى ذلك أعاد بايدن روب مالي لمنصب رئيس الفريق المفاوض مع ايران. مالي يعتبر أب نهج المصالحة. في مرحلة معينة لم يكن واضحا بالضبط من كان يمثل – ايران حيال الولايات المتحدة ام الولايات المتحدة حيال ايران. اثنان من الفريق المفاوض، نائبه ريتشارد نافيو وايليان طبتباي، إيرانية في اصلها، انسحبا من الفريق على خلفية التنازلات المبالغ فيها والخطيرة لمالي. المصالحة لم تجدي نفعا، فهي لم تحقق اتفاقا، وانزل عن منصبه لاسباب لم تنشر مع سحابة مخالفات امنية فوق رأسه. امس نشر نافيو وطبتباي مقال جاء فيه ان “ترامب هو اغلب الظن الرئيس الأخير الذي سيحصل على فرصة لمنع ايران من بناء ترسانة نووية”. 

كما توجد ايران في نقطة ضعف استراتيجية غير مسبوقة، في اعقاب الضربات التي تلقتها هي ووكلاؤها من إسرائيل، وكذا في النقطة الأقرب للاقتحام الى سلاح نووي والى “مجموعة السلاح” التي تسمح بترجمة الاختراق الى قدرة عسكرية. فادارة بايدن اقترحت الجزرة أساسا، اما العصا فلم تكن هناك. هنا وهناك كانت تصريحات بصيغة “لن نسمح لإيران بسلاح نووي”، اما عمليا – فايران تقدمت الى النووي بل وواصلت التآمر الإقليمي الذي أدى الى هجوم 7 أكتوبر والى حرب مع وكلائها.

النهج الإيراني يجعل من الصعب الفهم بان ايران يقودها حكم مسيحاني. نعم، له مصالح. نعم، يفهم في المفاوضات على نحو ممتاز وقد نجح في اخضاع الدول الغربية. ولا يزال، هذا نظام مستعد لن يضحي بالكثير جدا بما في ذلك بضرر اقتصادي شديد بمواطنيه كي يحقق هدف الهيمنة الإقليمية. التصريحات عن تصفية إسرائيل ليست خطابية استعراضية. هذه نية حقيقية لنظام مجنون. 

العقوبات التي وقع عليها ترامب امس هي خطوة بالاتجاه الصحيح. خطوة هامة. خطوة نتيجتها ستكون ضررا إضافيا في الاستثمارات الإيرانية مع الوكلاء في المنطقة. لكن العقوبات كوسيلة وحيدة لن توقف السباق الى النووي. العقوبات لن توقف الأيديولوجية المسيحانية التي هي أيديولوجية إبادة. الهدف يبقى على حاله. يمكن التصدي لايران الحالية. سيكون هذا صعبا حتى متعذر التصدي لإيران نووية.

وبالتالي، فات الخيار العسكري يجب أن يكون على الطاولة. ساعة الرمل تنفد. يحتمل أن بعد بضعة اشهر يكون فات الأوان. إسرائيل يمكنها أن تهاجم النووي الإيراني وحدها أيضا. لكن هذا سيكون صعبا، صعبا جدا. ان إزالة التهديد النووي سيكون قابلا للتحقق بالتعاون مع الولايات المتحدة. واذا كان على إسرائيل ان تدفع الثمن فستكون تنازلات في المستوى الفلسطيني، من الإعلان عن افق سياسي للفلسطينيين وحتى التنازل في هذه المرحلة عن تصفية كل من تبقى من حماس، فبالتالي فلندفع الثمن. لان ايران هي رأس الافعى. اما حماس فيمكن ان تنتظر. إسرائيل يمكنها ان تضرب ما تبقى منها بعد سنة او سنتين أيضا. اما ايران فلن تنتظر. بعد سنة سيكون هذا متأخرا بل وربما بعد بضعة اشهر. نحن في نافذة الفرص. يجب الامل في أن يتمكن نتنياهو من اقناع الولايات المتحدة باستغلالها. ليته.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى