ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: نوصي ببديل الصفقة في ظل الاعتراف باثمانها الباهظة

يديعوت احرونوت 11/8/2024، ميخائيل ميلشتاين: نوصي ببديل الصفقة في ظل الاعتراف باثمانها الباهظة

يكاد لا يكون باحث أو محلل إسرائيلي او عربي لم يتفاجأ من اختيار يحيى السنوار لرئاسة المكتب السياسي لحماس محل إسماعيل هنية الذي صفي في طهران. فقد اتخذت المنظمة خطوة واضحة أنه لا يمكن تنفيذها: من داخل انفاق القطاع الذي يضرب في الحرب لن يكون ممكنا عقد لقاءات قيادية واتصالات مع زعماء دوليين او اصدار تصريحات لوسائل الاعلام.

فما هو إذن السبب لهذه الخطوة الغريبة؟ يمكن أن نحصي ثلاثة أسباب محتملة. الأول – ضغط شديد من جانب ايران، في ضوء تقديرها بان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي حتى تعيين هنية، كفيل بان يعين مرة أخرى في المنصب. طهران تنفر من مشعل في ضوء انتقاده لنظام الأسد منذ الحرب الاهلية في سوريا. 

إمكانية ثانية هي ان تكون هذه خطوة قطرية ذكية غايتها حمل السنوار على مغادرة غزة ما يتيح انهاء الحرب. إمكانية أخرى، تبدو معقولة للغاية، هي ان هذه مثابة “بادرة طيبة رمزية” من قيادة حماس في الخارج تجاه “الاخوة في الجبهة”، فيما هو واضح ان السنوار لن يكون قادرا على أن يؤدي عمليا مهام المنصب، والمنظمة ستواصل كونها تقاد من المسؤولين الكبار في قطر.

مهما يكن من أمر، يبدو ان اليوم التي لتعيين السنوار لن يكون مختلفا دراماتيكيا عن ذاك الذي قبله، بما في ذلك في مسألة “الصفقة”. حتى قبل تصفية هنية، كان السنوار هو من يصدر النبرة المركزية في كل ما يتعلق بإدارة الحرب وكذا “الصفقة”. 

يحاول مسؤولو حماس في الخارج ان يبثوا إحساسا بان الاعمال كالمعتاد بعد التعيين ويشددون على أن السنوار انتخب بالاجماع؛ إذ من ناحية المنظمة بقيت بوابات المفاوضات مفتوحة؛ وان السنوار سيبدي مرونة طالما كانت على كفة الميزان مصلحة الشعب الفلسطيني. 

في أوساط الفلسطينيين وفي العالم العربي تسود رواية مغرضة، وبموجبها فان تصفية زعيم “معتدل” يسعى لتحقيق صفقة تؤدي الى تعزيز قوة الجناح الصقري في حماس وتقلل الفرصة لـ “صفقة”. أولا، لا يمكن وصف هنية بالمعتدل، وثانيا، كما اسلفنا منذ البداية كان تأثير هنية على المفاوضات محدودا. 

رغم ميل التواصل الذي يلوح في الأفق بان مجرد التعيين كفيل بان يؤكد مركزي توتر قديمين في حماس. الأول – بين الجناح المؤيد لإيران وعلى رأسه السنوار وأولئك المقربين من قطر وتركيا برئاسة مشعل. الاخيرون يخشون من اتساع النفوذ الإيراني في المنظمة. مصدر التوتر الثاني هو بين الزعماء الذين من اصل الضفة وعلى رأسهم مرة أخرى مشعل وأولئك الغزيين. 

إسرائيل تقف في النقطة إياها التي كانت فيها قبل تصفية هنية، فيما انها تواجهة معضلتين تستوجبان جوابا واقعيا وليس شعارات فارغة ونظريات منفصلة عن الواقع. الأولى، هي هزيمة حماس، غير القابلة للتحقق دون تحكم مباشر في الميدان، الوضع الذي يبدو في هذه اللحظة لا رغبة ولا قدرة على تحقيقه. المعضلة الثانية، هي تحقيق الصفقة. في الخلفية، توجد نظرية نتنياهو وبموجبها تشديد الضرب لحماس سيؤدي الى قبول المطلب ببقاء الجيش الإسرائيلي في محوري نتساريم وفيلادلفيا في اليوم التالي. الموضوع يلوح كخط احمر من ناحية حماس لن تقبله المنظمة. 

تصفية السنوار نفسها كفيلة بان تكون انعطافة استراتيجية في المعركة وستكون ذات تأثير رمزي وعملي كبير. لكن هنا أيضا من الضروري اتخاذ نهج واع ينبع من فهم عميق لحماس: المنظمة لن ترفع علما ابيض، ومعقول ان “اللاعبين الاحتياط” الذين سيحلون محل المسؤولين الذين صفوا وسيصفون يتبنون التزمت الأيديولوجي ذاته. حتى لو كان “قطع اضلاع” من ناحية تنظيمية معقول ان تنجح حماس في البقاء. فيما ان الامر الوحيد الذي يمكنه ان يؤدي الى تقويض النظام الذي تمثله سيكون السيطرة على كل القطاع والقاء في المنطقة لفترة زمنية. وطالما مثل هذا السيناريو ليس ممكنا او مرغوبا فيه، وفي ضوء الاعتراف بان “عقيدة الاجتياحات” لا تؤدي الى شطب حكم حماس، فاننا نوصي بالفحص بعناية لبديل “الصفقة” في ظل الاعتراف باثمانها الباهظة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى