ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: نبحر في المتاهة السورية

يديعوت احرونوت 4/5/2025، رون بن يشاي: نبحر في المتاهة السورية

لهجمات سلاح الجو في الأراضي السورية في نهاية الاسبوع كان هدفان. الأول هو تدمير منظومات سلاح استراتيجي تبقت من جيش بشار الأسد وقد تستخدم ضد إسرائيل، والثاني هو اطلاق رسالة لحاكم سوريا الجديد احمد الشرع (أبو محمد الجولاني) ورجاله، تحذرهم من مواصلة المواجهات الاجرامية التي يبادرون اليها حيال الدروز. 

ان الحاجة لضرب منظومات سلاح استراتيجية سورية، كالمدافع، مخازن السلاح واساسا منظومات الدفاع الجوي، تنبع من التخوف من ان يبدأ الشرع في ان يجند لصفوف الجيش الجديد الذي يقيمه في سوريا رجال من جيش الأسد، يمكنهم أن يستخدموا منظومات سلاح كانوا مسؤولين عنها في الماضي، ضمن أمور أخرى ضد إسرائيل أيضا.

بالمقابل، ليس لإسرائيل مصلحة للعمل بتواصل في الأراضي السورية كي لا تتهمها الاسرة الدولية بتخريب فرص إعادة البناء تحت الحكام الجدد. وعليه ففي هيئة الأركان يفضلون جمع كمية من الأهداف ومهاجمتها دفعة واحدة حين تنشـأ ظروف تبرر هذا، كالهجمات الحالية على الدروز. 

ان جذر المواجهات بين الجهاديين السُنة الذين يحكمون اليوم في سوريا وبين الدروز هو ديني ويعود الى الوراء الى القرن الـ 11 الميلادي. في نظر الجهاديين السُنة فان الدروز ومباديء الدين التي يبقون على سريتها بتزمت، هم كفار من الواجب اعادتهم الى الطريق المستقيم – واذا ما رفضوا فيجب ازالتهم عن وجه البسيطة، تماما مثل العلويين الذين يعيشون في سوريا في منطقة الشاطيء في اللاذقية وفي طرطوس، والذين كانوا أساس قوة نظام عائلة الأسد. 

في مقابلة مع شبكة “الجزيرة” قال في الماضي الجولاني انه يسره أن يعيد الدروز الى “الطريق الصحيح”، فيما يقصد التيار الصحيح في الإسلام. من يعرض الدروز للخطر الان هم ليسوا فقط الميليشيات السُنية الجهادية التي تعمل في هذه اللحظة في منطقة دمشق وتنتمي الى هيئة تحرير الشام بل وأيضا منظمات جهادية تنتمي لداعش وتعمل في منطقة مدينة درعا في جنوب الجولان السوري قرب الحدود مع الأردن ومع إسرائيل.

سبب آخر للهجمات على الدروز في سوريا الان هو حقيقة أنه يوجد لهم حكم مستقل، مثابة حكم ذاتي مسلح، في منطقة السويداء. يحاول الشرع الان بسط حكمه على كل سوريا، بما في ذلك على مناطق الاكراد في الشمال الشرقي وعلى مناطق العلويين في غرب سوريا كونه عمليا هو ورجاله بالكاد يسيطرون على 60 – 70 في المئة من أراضي الدولة. لاجل بسط حكمه، يطلب من الدروز ان يدير رجال من جهته الحكم المدنية في الإقليم بدلا من وجهاء الطائفة الدرزية واساسا ان ينزعوا سلاحهم. وافق الدروز في السويداء على الطلب الأول لكنهم لا يوافقون على الطلب الثاني لنزع سلاحهم، لانهم يقدرون وعن حق بانهم اذا فعلوا ذلك فانهم سيبقون بلا حماية امام الجهاديين السُنة ممن سيهاجمونهم أساسا من منقطة درعا. 

ان الإعلانات المتواترة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتب والتي بموجبها إسرائيل ستأتي لمساعدة الدروز ولن تسمح بالمس بهم – والتي دوافعها سياسية داخلية في إسرائيل – تستخدم كذخيرة دعائية ناجعة للغاية من معارضي الدروز ومعارضي النظام الجديد في سوريا كي يوجهوا إسرائيل والدروز ضد نظام الشرع وبذلك يتسببون بمواجهة عنيفة قد تتطور حتى الى حرب – وتسقط نظام الشرع. 

في هذه الاثناء تتصاعد في إسرائيل الأصوات من خارج جهاز الامن والتي تدعي بان التدخل في هامش القوى المعقد، التي تتصادم الواحدة بالاخرى في سوريا تعرض للخطر دون حاجة مقاتلي الجيش الإسرائيلي – ويجرنا باسم الولاء العاطفي الى مواجهة قد تصبح حربا علنية مع حاكم سوريا الحالي. 

في جهاز الامن يدعون بالمقابل بان لاسرائيل توجد سياسة واضحة صاغها رئيس الوزراء حين قال ان إسرائيل لن تسمح بمحافل إسلامية مسلحة التموضع في المنطقة جنوب دمشق وغير طريق درعا – دمشق، على مسافة نحو 85 كيلو متر عن الجولان الإسرائيلي، في ظل ادراج الضغوط الدبلوماسية. 

في جبهة أخرى، اطلق الحوثيون امس صاروخا باليستيا آخر نحو إسرائيل، وتم تفعيل الصافرات في عشرات البلدات في منطقة القدس، بيت شيمش، الخليل، عراد والبحر الميت. بعد ذلك تم أيضا اعتراض مُسيرة في منطقة الحدود المصرية. قبل هذا اطلق صاروخان آخران نحو الشمال في يوم الجمعة وكذا مُسيرة اطلقت نحو إسرائيل. 

في القدس يقدرون بان الارتفاع في وتيرة اطلاق الحوثيين للصواريخ على خلفية الحملة الامريكية في  اليمن ينبع من خليط من الضربات المركزة لمخازن السلاح الى جانب احباط تهريب المُسيرات والصواريخ من ايران الى اليمن. كنتيجة لهذين السببين، يسارع الحوثيون لان يطلقوا الصواريخ والمُسيرات قبل ان تهاجم.  وهم يفعلون هذا في ساعات النهار، حين تكون الشمس مشرقة، لانه في الليل يسهل على الولايات المتحدة تشخيص نقطة انطلاق الصاروخ ولهيبه وعندها ضربة بدقة عالية. 

في إسرائيل شرحوا في الأسبوع الماضي بان القرار بعدم الرد على الحوثيين ينبع من أن الولايات المتحدة هي التي تعمل ضدهم. “حملة الأمريكيين ناجعة جدا”، كما تقول مصادر امنية إسرائيلية “لا تزال للحوثيين قدرة على اطلاق الصواريخ لكنهم لا ينجحون في اطلاقها بكميات. معظمها يعترض او يسقط في الطريق. من ناحية إسرائيل التهديد الحوثي هو كالذبابة اللجوجة أساسا”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى