ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: مفترق الطرق بعد تصفية السنوار

يديعوت احرونوت 18/10/2024، رونين بيرغمان: مفترق الطرق بعد تصفية السنوار

مقتل يحيى السنوار يضع امام حكومة إسرائيل إمكانية أن تتخذ قرارين تاريخيين حاسمين: الأول هو عقد صفقة مخطوفين تنقذ في اللحظة الأخيرة قبل أن يصبحوا رون أراد العشرات العديدة ممن لا يزالون على قيد الحياة في غزة وجثامين الاخرين ممن لن يصار الى البحث عنهم الى الابد. الثاني هو السعي الى انهاء الحرب في غزة إذ بعد أن أعلن الجيش منذ زمن بعيد عن النصر، ما الذي يمكنه أن يحصل في ميدان المعركة ليشكل هذا النصر.

ستثبت الأيام القادمة هل وجهة حكومة إسرائيل لاستغلال اللحظة التاريخية التي وقعت في ايديها كي تبادر الى خطوة شاملة، لعقد صفقة وانهاء الحرب متعددة الساحات باتفاق يلبي احتياجات الامن لإسرائيل لكن يتضمن أيضا تنازلات، واساسا في ما يتعلق بمطالب أعضاء الائتلاف المتطرفين ام ستسير بطريقهم وتستغل اللحظة كي تواصل المناوشة على طول وعرض الشرق الأوسط، الى مزيد من القتلى، الاسرى وترك المخطوفين لمصيرهم، ربما الى الابد.

في 25 آب صدح كالبرق نبأ اولي من عمق مراكز النار ومقرات القيادة في الجنوب وفي الشباك: يحتمل أن يكون يحيى السنوار لاقى حتفه في قصف شديد وجه الى المكان الذين اعتقد أنه يحتمل أن يكون يختبيء فيه مع مسؤولين كبار في لواء حماس في منطقة تل السلطان.

لكن بعد وقت قصير من ذلك تجاوز الجيش النبأ بخيبة أمل. هذا لم يكن هو. ربما مسؤول آخر لكنه ليس كبيرا جدا. خط واضح لا بد سيكون الحديث عنه لاحقا يربط بين هذا الحدث والعثور على المخطوف البدوي بعد يومين من ذلك قرب المكان، والبحث عن السنوار في المنطقة، واعدام ستة المخطوفين على مسافة بضع مئات الأمتار عن هناك والعثور المفزع على جثثهم. 

الخط إياه يمر أيضا في طريق العثور على غرض كان واضحا أنه يرتبط بالسنوار في ذاك النفق، عبر إضاعة كل إشارة حياة من السنوار ابتداء من 25 آب إياه، عبر اضاعة كل مؤشر الى أن كان هناك من كانوا مقتنعين بانه بات في الطريق لان يلتقي نصرالله، عبر تلقي إشارة حياة منه – رسالة الى الدوحة بانه يوافق على موافقة حماس على منحى قطر في 3 تموز وحتى موته بالصدفة يوم الأربعاء، واكتشاف جثته في الغداة بالصدفة أيضا. 

للمطلعين على التاريخ العسكري ذكرت لحظة الصدفة هذه على الفور بلحظة أخرى غير ذات صلة بها. ففي بداية كانون الثاني 1948، بعد نحو شهر من بداية حرب الاستقلال وقبل الإعلان عن الدولة، أمرت القيادة القطرية للهغناة بتنفيذ امر “زرزير” الذي يسجل أسماء 22 زعيما فلسطينيا بهدف للمس الفوري. قائد وحدة المستعربين تلقى امرا بان “يصفي دون إذن آخر، الشخصيات التالية”.

“كان المقصود المس عند الحاجة باهداف محددة في داخل بلدات عربية شكلت مراكز نشاط ضدنا وكذا شخصيات وقادة عرب معادين والامتناع قدر الإمكان عن العقاب الجماعي”، كما شرح ايسار هرئيل، قائد الاستخبارات في الهغناة ولاحقا رئيس الموساد. 

الاسم الأول، المسلم به في القائمة، كان اسم المفتي الحسيني. والثاني في القائمة كان ابن عمه، عبدالقادر الحسيني الذي كان يعتبر الزعيم العسكري للطرف العربي. والثالث: قائد القوات الجنوبية حسن سلامة، ابن عائلة كادحة من قرية أولا على السهل الساحلي وجبال يهودا. جهود جبارة، بتعابير ذلك الوقت، بذلك لاجل قتل القائدين العسكريين. تنصتات، كمائن، أشجار اسقطت على الطريق لاجل استقبال المركبات التي كانا يستقلانها، الارتباط بخطوط الهاتف من داخل مبان زراعية، قوات الهغناة التي خرجت في اعقاب معلومات استخبارية الى مبنى الجيش البريطاني قرب الرملة. المبنى فجر على المتواجدين فيه، لكن المطلوبين لم يكونا هناك.

فقد أفلتا المرة تلو الأخرى، تلو الأخرى نتيجة انعدام المهنية العملياتية. انعدام التجربة لدى قوات الاستخبارات والعمليات اليهودية، وكذا نتيجة الحظ والحرص من الطرف الاخر. لكن عندها، وبالصدفة تماما، في معركة قرب القسطل أصيب الحسيني بالنار دون أن يعرف من أطلقوا النار عليه على الاطلاق من اصابوا.

لقاءات التقويم التي أجريت أمس بعد أن علم بتصفية السنوار انتجت استنتاجات غامضة. في المدى الزمن الفوري لا يبدو مستقبل لامع لموضوع المخطوفين. الى جانب الفرح الواضح لتصفية السنوار، والذي يتشارك فيه الجمهور، فهموا أيضا بان حماس أدخلت الى حيز التنفيذ خطتها في حالة مقتل السنوار – واخوه، الذي يبدو أنه يوجد في خانيونس، امسك على الفور بدفة القيادة. اخوه يعتبر منفلتا ومتطرفا ومتوحشا اكثر منه، لكن الأهم من ذلك: زعيم جديد في حماس، في الداخل او في الخارج لن يتمكن من الموافقة وبالتأكيد ليس في المرحلة الأولى، على اقل مما وافق عليه السنوار. 

موضوع آخر يقلق جدا قادة جهاز الامن واسرة الاستخبارات هو أن موت القائد الكاريزماتي الذي بكلمته تتقرر الأمور من شأنه أن يتسبب في نهاية الامر بتفكك ما للسيطرة في المنظمة او لان تقرر خلايا الحراسة على المخطوفين ان تفعل ما تشاء، وربما أن تثأر من المخطوفين. 

موضوع آخر هو فقدان السيطرة على مصيرهم في المستقبل القريب جدا. ينبغي ان نتذكر بان ليس كل المخطوفين يوجدون تحت سيطرة حماس، وبعضهم لدى الجهاد او لدى جهات أخرى. وعدم التوقيع الفوري على اتفاق، وعدم دخول جهة حاكمة ذات مغزى الى غزة، حتى وان كان هذا شيء ما بشراكة حماس، كفيل بان يؤدي الى خلق عشرات من امثال “رون أراد” مساعد الطيار الذي اختفى هو الاخر في اطار صراعات السيطرة بين الأطراف في لبنان.

لا توجد مؤشرات على وجود مخطوفين الى جانب السنوار او فتحة تحت أرضية خرج منها، ويبدو أنه اخطأ إذ صعد لتنفس الهواء النقي واعتقد أنه لا توجد قوات معادية في المنطقة. 

السطر الأخير في المدى الزمني الفوري هو أن هذه “فرصة محظور تفويتها باي حال” على حد تعبير مصدر امني كبير جدا. “البديل هو ان نفقد السيطرة على الحدث حيال خلايا فردية او حيال شخص متطرف يفرض إمرته. على كل العقول في دولة إسرائيل أن تفكر الان كيف نرفع الهواتف كي نحرك صفقة كي تقبل حماس أيضا ان ترفع الهاتف وتجلس وتتحدث”.

وأضاف أيضا وقال: “لاسفي أخشى ان تفعل حكومة إسرائيل العكس تماما وان اعلان نتنياهو يعطيهم إحساسا بان إسرائيل لا تقصد صفقة على الاطلاق وان هذا هو الوقت لتشديد المواقف، وان نتنياهو سيعقد مداولات تتظاهر بالبحث في الموضوع لكنه يقول مثلما في الماضي عندما أراد التسويف، لا تعودوا الى الاقتراحات السابقة، فلا داع الان لتقويتهم ويجب تنزيل الثمن لأننا نحن الان متفوقون”.

وقال: “انتبه، كل رجال 7 أكتوبر يتصورون الان ويعقدون مؤتمرات صحفية لان هذا حدث يغلق دائرة لنا جميعا لكن لهم أساسا. الرغبة في هزيمة حماس، في امتطاء الموجة، في فرض نظام جديد، هي أيضا ما يعطلنا. نريد أن نضربهم وهذا ما لا يرتبط بالضبط مع الصفقات”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى