يديعوت احرونوت: مفاعل صفقة الاسرى
يديعوت احرونوت 5/12/2024، آفي كالو: مفاعل صفقة الاسرى
تصريح وزير الدفاع كاتس حول الاحتمالات العالية لتفاهمات مع حماس تنضم الى أمل إقليمي متجدد باختراق، لأول مرة منذ اشهر طويلة. في قلب الدينامية التي بين الأطراف توجد الامكانية لتخفيف حدة الشروط المبدئية التي رافقت المفاوضات المتعثرة في السنة الأخيرة وعلى رأسها مسألة انهاء الحرب – وذلك في ضوء تفكيك فكرة “وحدة الساحات” التي وضعها امين عام حزب الله المصفى نصرالله.
وفقا للمقترح المصري الذي طرح على جدول الاعمال مثابة “صفقة مراحل” أخرى في اثنائها يتحرر على مدى بضعة أسابيع مخطوفون بالتدريج فيما يوقف الطرفان النار ويسحب الجيش قواته جزئيا من مواضع هامة في ارجاء القطاع بشكل يضع أساسا على الأقل لوقف نار دائم في سياق الطريق.
كما هو معروف تعتمد صفقة المخطوفين على الإرادة السياسية للأطراف لتحقيقها. حماس من جهتها تواقة لهدوء يسمح لها بان تنعش ولو قليلا صفوفها وتستعد لليوم التالي للساحة الفلسطينية الداخلية أيضا، بينما في إسرائيل يمسك الضغط لاعادة المخطوفين باهداب عباءة رئيس الوزراء نتنياهو مثلما هو أيضا طلب الرئيس المنتخب ترامب لانهاء الحرب في القطاع، قبل دخوله الى البيت الأبيض.
منذ الان يتبين ترامب كمفاعل يمكنه ان يحدث حراكا ويكسر الجمود المتواصل في الاتصالات في الموضوع. ومع ذلك يخيل أنه لا يزال من السابق لاوانه قص الشريط حين تكون صخرة الخلاف بين الطرفين توجد في ملعبين: الأول، حول آلية الانهاء للصفقة – بينما تطلب إسرائيل الإبقاء على بعض الغموض في مسألة انهاء الحرب، حماس كفيلة بان تصر على اتفاق واضح يفترض تحرير مخطوفين طويل ومتواصل في نهايته تنتهي المعارك. وذلك بهدف توجيه إسرائيل الى وقف نار دائم بروح وأمر الرئيس المنتخب.
الثاني، يكمن في كمية واهمية (“نوعية”) السجناء الامنيين الذين سيتحررون في الصفقة – موضوع امام حكومة إسرائيل الصقرية – بشكل يستوجب مناورة سياسية تؤدي الى معارضة جزء من وزراء الحكومة للصفقة، لكن مع تطلع نحو عدم استقالتهم ممكن في ظل الإبقاء على مظهر للرؤيا المسيحانية لاستيطان يهودي في قطاع غزة او لجوائز ترضية من مدرسة الانقلاب النظامي. مهما يكن من امر، فان الحفاظ على الإطار الائتلافي يضع الأساس لصفقة مرحلية لاعادة جزء من المخطوفين في المرحلة الأولى، وفي مرحلة لاحقة – إعادة الجميع مقابل انهاء المعركة.
في السطر الأخير، يتبين أن للجميع مصلحة الان في صفقة إنسانية جزئية مقابل وقف نار محدود لبضعة أسابيع دون تعهد لانهاء الحرب: حماس بحاجة الى هدنة بغياب اسناد من حزب الله وايران؛ رئيس الوزراء نتنياهو بحاجة لصرف الانتباه الجماهيري عشية شهادته في محاكمته الجنائية؛ الرئيسان بايدن وترامب عطشان لانجاز يقرب انهاء الحرب؛ والوسطاء اكثر منهم.