يديعوت احرونوت: محور فيلادلفيا اصبح منذ سيطرة الجيش طريقا سريعا يعج بالحركة
يديعوت احرونوت 13/9/2024، ناحوم برنياع: محور فيلادلفيا اصبح منذ سيطرة الجيش طريقا سريعا يعج بالحركة
مقاتلون نزلوا الى النفق حيث قتل ستة المخطوفين يروون انه في داخل الفضاء الضيق، بعمق 20 متر، سمعوا جيدا دبيب حركة الدبابات من فوقهم. الحي هو تل السلطان، غربي مدينة رفح. عندما انسحبت إسرائيل من سيناء في إطار اتفاق السلام مع مصر، الفلسطينيون في مخيم اللاجئين كندا، في أرض اعيدت الى مصر، اخلوا/نقلوا/جمعوا في تل السلطان، في داخل القطاع. التحول التالي وقع بعد التوقيع على اتفاقات أوسلو: إسرائيل خرجت؛ والسلطة الفلسطينية دخلت. العبور الحر للعمال الى إسرائيل اغلق.
زرت هناك في الفترة إياها، لاتعرف عن كثب، في الميدان، على ما يجري في المثلث الإسرائيلي – المصري – الفلسطيني. الرجال سمعوا العبرية وتجمعوا حولي. لكل واحد منهم كانت قصة: انا عملت في كراج في بيتح تكفا. انا عملت في مطعم في تل أبيب؛ سجلني؛ انا في بئر السبع؛ هذا هاتف رب عملي؛ هذا هو اسم؛ قل له انه اذا رتب أمري فاني ساعود الى العمل غدا.
الشائعة انتشرت في الحي. عشرات رافقوني الى كل مكان. مرافقي، رجل جهاز الامن الفلسطيني، شعر بالضغط: “ليس آمنا هنا”، قال لي بهمس. “انهي ونرحل”. السلطة وأجهزتها لم تشعر في أي مرة بامان في مخيمات اللاجئين، لا في غزة ولا في الضفة.
في السنوات التي انقضت منذئذ، تل السلطان نما الى الأعلى. بنيت عمارات من ثلاثة وأربعة طوابق. مررت بالحي قبل بضعة أسابيع حين سافرت مع قوة من الجيش الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا؛ معظم البيوت دمرت أو تضررت بشدة. على وجه الأرض لا يرى المرء الا الكلاب. اذا ما تبقى أناس، منا أو منهم، فهم محاصرون في الانفاق.
مشكوك أن نعرف في أي مرة كيف شعرت كرمل جات، هرش غولدبرع – بولين، عيدان يروشالمي، اوري دنينو، الموغ ساروسي واليكس لوفانوف حين سمعوا في داخل النفق دبيب حركة دبابات الجيش الإسرائيلي؛ مشكوك ان نعرف كيف شعر القتلة حين سمعوا الدبيب، قريبا قريبا، ما الذي تسبب للقتلة بان يقتلوا، هل فزع لحظي ام مشكلة عملياتية ام نية مبيتة.
حراس فرحان القاضي، المخطوف الناجي، تركوا النفق الذي احتجز فيه بهدف العودة. ولهذا ابقوه على قيد الحياة. عندما صعدوا الى فوق، اصطدموا بمقاتلي الجيش الإسرائيلي، قتلوا مقاتل الناحل عميت فريدمان وقتلوا في طريقهم الى الشمال، الى المواصي.
ميري ريغف، التي سارعت الى نشر الموقع العام للنفق الذي انتشل منه القاضي، ارتكبت مخالفة رقابة – خلل انضباطي حين يدور الحديث عن رقيبة رئيسة سابقة – لكنها بريئة من كل مسؤولية عن مقتل الستة. المخربون في النفق لم يتابعوا منشورات وزيرة المواصلات. في الوضع الناشيء في رفح بعد تصفية سلسلة قيادة المنظمات، كل خلية، كل مخرب يعملون بشكل مستقل في الميدان. كل لروحه.
المسافة في السفر على الأرض بين النفق الذي احتجز فيه القاضي والنفق الذي احتجز فيه الستة هي 700 متر – حي كامل. المسافة في خط هوائي اقل بكثير. مهما يكن من أمر، لا يبدو أنه توجد صلة بين الحدثين. لكن محور فيلادلفيا اصبح منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي طريقا سريعا يعج بالحركة، على مدى كل طوله. الكثير من النشاط، على الأرض وفي الجو؛ الكثير من الضجيح؛ الكثير من الضغط على الاخيار وعلى الأشرار في الانفاق. سحابة انعدام يقين ترافق كل خطوة للجيش الإسرائيلي في غزة. قتل المخطوفين عمدا او التسبب بالقتل بالخطأ قد يحصل مرة أخرى، باحتمال عالٍ. المأساة التالية تنتظر خلف الزاوية.
في هذه الاثناء يتمزق المجتمع الإسرائيلي بين الروايات: الناطق العسكري العميد دانييل هجاري صور فيما، بالعبرية وبالانجليزية، يجسد الظروف التي احتجز فيها المقتولون حتى موتهم. الجيش بادر، على أمل ان يعطي القتال الإسرائيلي شرعية امام الغضب في الغرب على مقتل الطالبة، المواطنة الامريكية، في مظاهرة في الضفة، امام الغضب على قتل غير المشاركين في غزة امام التحقيقات في لاهاي.
العائلات وافقت، من اجل المخطوفين الاحياء. للسبب ذاته ثار ضد الفيلم مغردو الحكم، من غوتليف حتى ريكلين. الفيلم مدوخ، اشتكوا بمرارة، يضر بالمعنويات، الناطق العسكري يعمل في خدمة حماس. مطلوب ان يقال لهم، انه ليس الفيلم بل الواقع، لكن لا يوجد سبيل لايصال الواقع لمن يهرب منه. في النهاية هم سيعينون في الحكومة وزيرا للتدويخ الوطني. لماذا لا؟ الخطوة جربت في دول معينة واجتازن بنجاح. اوريت ستروك؟ شلومو كرعي؟ ميري ريغف؟ يانون مجيل؟ امام مرشحين كهؤلاء الدوخان سيتبدد من تلقاء ذاته.
من تحت نسبة الحسم
الحملة في الضفة، التي حظيت باسم “مخيمات صيفية” انتهت هذا الأسبوع. احد لم يعلن عن انتهائها: القوات خرجت بصمت؛ في موعد ما آخر ستعود الى كل هذه الأماكن، بعد أسبوع، شهر او سنة او في اطار قتال متواصل، ضروري، محدود، ضد شبكات الإرهاب. قبل سنتين ونصف جرت في الضفة حملة تطهير مشابهة، تسمى “محطم أمواج”. في حينه أيضا اعلنوا عن بدايتها وامتنعوا عن الإعلان عن نهايتها. توقعات السياسيين ورجال الاعلام لغزة 2، لسور واق 2 خابت. خير أن خابت: في هذه الاثناء، الضفة ليست غزة.
لكن ثمة من يتآمر لان يجعل الضفة غزة. في بداية الأسبوع تحدثت مع نيتسان ميخائيلي، إسرائيلي يعمل في السنوات العشرة الأخيرة من اجل جماعات الرعاة في شمال شرق الضفة. أنا اعرف المنطقة النائية هذه جيدا، من الخدمة في الاحتياط. في الشتاء باردة وخضراء؛ في الصيف حارة وجرداء. في مركزها حمام المليح، ينابيع ساخنة أجيال من الجنود استحمت فيها.
وصف على مسمعي حجم الضائقة: الإدارة المدنية تمنع القطعان من الوصول الى مصادر المياه، تطردهم، تهدم بيوتهم. بقدر فهمي، قلت له، قواعد اللعب تغيرت. الظواهر التي تشكو منها ليست شذوذا عن القاعدة – هي القاعدة الان. كل شكوى عن تمييز، عن ظلم، تستقبل في الحكومة كثناء، كانجاز. الحرب هي السترة الواقية. فهي تسمح للحكومة بان تحدث تغييرات ذات مغزى في مواضيع ليس لها أي صلة بغزة. استئناف الانقلاب النظامي لروتمان وليفين هو مثال واحد. ضم الضفة لسموتريتش وطائفته المسيحانية هو مثال ثانٍ؛ ويوجد المزيد.
عندما منح نتنياهو من خلال يريف لفين، سموتريتش في الاتفاق الائتلافي السيطرة على الإدارة المدنية في الضفة، افترضت بان ما أعطاه له هو عمليا السيطرة على السكان اليهود. فهو سيضخ لهم المال وسيبيض المستوطنات. لم أفهم معنى التغيير: لقد أعطيت لسموتريتش أيضا السيطرة على العرب. ماذا سيحصل بعد ذلك؟ الطرد هو إمكانية واحدة؛ حرب إقليمية إمكانية أخرى. يدور الحديث عن طائفة مسيحانية.
الحكومة الحالية هي حكومة اصبع في العين: هذا هو القاسم المشترك لمكوناتها؛ هذه غاية وجودها، قلت له. 7 أكتوبر لم يدفعها الى الاعتدال، بل العكس: أعطاها حماية واحساس بالالحاح. المسيرة ستتوقف فقط مع تغيير الحكم او بتدخل فظ من جهات اجنبية. يؤسفني، يا نيتسان: اصدقاؤك في حمام المليح سيتعين عليهم أن ينتظروا.
يوم الاثنين نشرت “يديعوت احرونوت” مقالا سجلت فيه إنجازات سموتريتش في مسيرة الكهانية للضفة الغربية. في الغداة امتثلت مجموعة من شبان الحزب في مكتبه ومنحوه في طقوس احتفالية مكانة درعا وفيه الصفحة الأولى من الصحيفة. اما سموتريتش فوعد بان يعلق الهدية في مكتبه.
انت تعرف ما هي المفارقة، قال ليس رجل مركزي في جهاز الامن. المفارقة هي ان المتضررين الأوائل مما يفعله سموتريتش هم ناخبوه، اليهود في الضفة. وبالفعل، رغم الجهود الكبرى للجيش، الشباك والسلطة الفلسطينية الإرهاب في الضفة يرفع الرأس.
انا أرى المفارقة في مكان آخر: رغم نجاح سموتريتش في الدفع قدما بمشروع الاستيطان وبهدم ما تبقى من السلطة الفلسطينية، هو وحزبه يهبطان دون نسبة الحسم. بن غفير يرتفع كالبالون، مع منتخبين من نوع آخر؛ سموتريتش مشطوب. يوجد هنا احتمال لبشرى طيبة: لا يمكن استبعاد إمكانية ان اغلبية الإسرائيليين الذين يعرفون أنفسهم كصهاينة متدينين ينفرون من التطرف، الشرانية والانقسامية للطائفة السموتريتشية. يمينه ليس يمينهم.