ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: كبار في الجيش: بدون صفقة مخطوفين، حماس تتعاظم

يديعوت احرونوت 21/11/2024، يوآف زيتونكبار في الجيش: بدون صفقة مخطوفين، حماس تتعاظم

وجود المخطوفين الإسرائيليين المتبقين على قيد الحياة والموزعين في ارجاء قطاع غزة يمنع عمليا القضاء العسكري على حماس. ويحبط إمكانية عمل المقاتلين من الجيش الإسرائيلي بريا في “جزر متسعة” لا تدخل اليها القوات كي لا تعرضهم للخطر. عمليا، هكذا تنجح حماس في إعادة تثبيت حكمها الجزئي في القطاع. 

بعد ثلاثة اشهر من قتل ستة المخطوفين في النفق في رفح على ايدي مخربي حماس، في الجيش يحرصون من القيام باي عمل قد يؤذي عشرات الاسرى المتبقين على قيد الحياة وتحتجزهم حماس وغيرها من المنظمات في غزة، ولهذا لا يعملون بريا ولا يهاجمون أيضا في مناطق واسعة في قطاع غزة. وتستفيد حماس من ذلك وترمم قدراتها العسكرية في هذه المناطق الكبرى الموجودة في شمال القطاع أيضا وذلك بالتوازي مع الأماكن الوحيدة التي يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي في هذه الأشهر- جباليا وبيت لاهيا المجاورة لها. 

“مسألة المخطوفين الإسرائيليين في أسر حماس اصبح عاملا مركزيا يؤخر ويضيق إنجازات الجيش في القطاع”، يقول مسؤولون كبار في هيئة الأركان في احاديث مغلقة، ويقصدون احد اهداف الحرب التي وضعتها الحكومة – تصفية البنى التحتية العسكرية والسلطوية لمنظمة الإرهاب التي تعاظمت في قطاع غزة، برعاية إسرائيلية وقطرية على مدى الـ 15 سنة التي سبقت 7 أكتوبر. “وجود المخطوفين في قطاع غزة يؤثر ويغير أساليب القتال، أماكن العملية البرية، الهجمات الجوية ويقيد جدا القوات في ضرب حماس بشكل اكبر، بدء باوامر فتح النار البسيطة للمقاتل في الميدان وحتى القرارات الى اين ترسل الالوية”. 

خطر على حياة المخطوفين

لدى الجيش الاسرائيلي معلومات استخبارية معقولة عن وضع المخطوفين تستند أساسا الى معلومات تنتزع من التحقيق مع المخربين المعتقلين، حل لغز ما يعثر عليه في الميدان ككاميرات المتابعة وتحليل المعطيات المتجمعة المختلفة. نوعية المعلومات عن وضع المخطوفين واماكنهم تتغير باستمرار لان حماس تحاول نقلهم من مكان الى مكان وتوزيعهم في القطاع لتصعيب الامر على الجيش لانقاذهم في عمليات خاصة. في الجيش يقدرون بان سياسة حماس في اعدام المخطوفين اذا ما لوحظت حركة قريبة لقوات الجيش لم تتغير ولهذا فان الخطر على حياتهم واضح وفوري وليس فقط بسبب شروط الاسر التي ستتفاقم في الشتاء المقترب.

في الجيش يحاولون ان يوضحوا بذلك للمستوى السياسي بان عدم التوجه الى صفقة لتحرير المخطوفين يمس مباشرة باحتمال الإيفاء بالهدفين اللذين حددتهما الحكومة في بداية الحرب: تقويض سلطة حماس وإعادة المخطوفين. ويقدرون في الجيش بان “حماس شددت الحراسة على المخطوفين. ولولا وجود المخطوفين لكان كل الامر بدا مختلفا في قطاع غزة وعمل الجيش كان سيكون اكثر سحقا ضد حماس دون القيود التي تستفيد منها حماس. هناك فرق بين تفكيك القدرات العسكرية لحماس والمس بحكمها المدني الذي ضعف ولكنه لا يزال قائما في القطاع”. 

في الجيش يوجد من يقدر بان حماس تخلت عمليا عن جباليا في اعقاب الاجتياح الطويل لفرقة 162 في شمال القطاع الذي بدأ قبل نحو شهرين ونصف وصفي في اثنائه او اعتقل اكثر من الف مخرب من حماس بينما فقد الجيش الإسرائيلي 28 ضابطا ومقاتلا منذ بداية العملية. 

المساعدات تصل الى حماس

“الأغلبية الساحقة من الجمهور الغزي لم ترَ جنود الجيش الإسرائيلي في معظم هذا الهجوم الطويل الممتد لـ 14 شهرا من القتال. ولهذا فان حماس لا تزال متجذرة بقوة لدى الغزيين كحكم، لان ليس لها أي منافس”، كما تصف أوساط الجيش وتضيف، “حماس مثلا اخذت الحظوة على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي سمحت إسرائيل بتنفيذها وهي تعمل على قمع جيوب المقاومة لحكمها التي تطل بين الغزيين في مظاهرات محلية. كما نشخص أيضا آلية تعويض مالي من جانب حماس لنشطائها وموظفيها: فمؤخرا عادت حماس لان تدفع لهم اجرا شهريا، وان كانت بضع مئات من الشواكل وليس بالالاف مثلما قبل الحرب، وذلك رغم الضائقة الاقتصادية التي تعيشها. الجمهور في غزة ليس قريبا من الانقلاب على حماس ولم تتراكم بعد الطاقة لذلك لانه لا ينشأ لها بديل. إضافة الى ذلك، فان معظم الجمهور الغزي المتجمع في جنوب القطاع لم يعد يشعر منذ اشهر طويلة بوقع ذراع الجيش وهو مشغول أساسا بالبحث عن خيمة او بطانية للشتاء. وهذا يهمهم اكثر من موت السنوار الذي نسي  هكذا حسب الحوار الذي نلتقطه في الشارع الفلسطيني”. 

تجد حوكمة حماس المتجددة تعبيرها في مؤشرات متجددة في الميدان: في الجيش لاحظوا بان مؤخرا فتحت جمعية خيرية فلسطينية برعاية حماس مدرسة في مدينة النازحين في المواصي قرب خانيونس. كما فتحت حماس مستشفى الرنتيسي في شمال القطاع، في احتفال تدشين اعد لاستعراض الحكم الداخلي. في احياء مدينة غزة ينتشر نحو 200 الف غزي، من اصل قرابة مليون كانوا يعيشون فيها عشية الحرب. تحاول حماس ان تبدي امامهم حكمها في الرقابة على الأسعار في الأسواق التي تتغذى بالمساعدات التي يدفع بها الجيش الإسرائيلي الى شمالي القطاع أيضا عبر معابر البضائع التي أقيمت في ايرز وقرب زيكيم. يكاد لا يمر أسبوع لا يسطو فيه مسلحون على الشاحنات بمن تحاول حماس والجيش أيضا منعهم وصدهم بالنار. الشاحنات التي تصل الى غاياتها تأخذها حماس في الغالب. 

الحكومة لا تقرر

من ناحية البديل لحكم حماس، في الحكومة يواصلون أساسا الرفض ولا يبادرون: يرفضون طلب بعض الوزراء إقامة حكم عسكري إسرائيلي، وبالطبع يرفضون أيضا دخول السلطة الفلسطينية الى المنطقة حتى ولو على سبيل تجربة محلية. المبادرة التي بحثت في الحكومة قبل اكثر من شهر لادخال مقاولين أمريكيين يوزعون الغذاء لا تزال بعيدة عن التنفيذ وتبدو كاحبولة إعلامية اكثر من أي شيء آخر: فلم تصل الى قيادة المنطقة الجنوبية أوامر بالبدء بالخطوة وهذه لا تزال لدى جهات امنية أخرى مجرد “موضع دراسة”. في الجيش يقولون أيضا انه “الى شمال القطاع نحن لا نزال ندخل نحو 50 شاحنة مساعدات كل يوم بل ونقوم بحملات إنسانية خاصة. بمساعدة منظمات إغاثة دولية نحرص على إبقاء الغذاء والماء في مناطق القتال في بيت لاهيا، بيت حانون وجباليا، كي يرى العالم انه لا يوجد تجويع في غزة حتى في الأماكن التي فصلناها. الوقود تدخل الى غزة أسبوعيا واساسا لتفعيل محولات المياه ولاستخدام المستشفيات لكن خط الكهرباء الجديد مثلا الذي سمحنا باقامته ينتج منذ الان 20 الف كيلو واط كل يوم لمئات الاف النازحين في المواصي. الى هناك يصل أيضا الماء والغذاء بشكل سريع في غضون عشر دقائق أيضا من معبر كيسوفيم الذي اقمناه واعدنا فتحه مما يقلل ظاهرة سلب الشاحنات”. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى