ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: في منتدى أوسلو لاحظت أن العرب غيروا رؤيتهم لكل من ايران وإسرائيل

يديعوت احرونوت 13/6/2025، ناحوم برنياع: في منتدى أوسلو لاحظت أن العرب غيروا رؤيتهم لكل من ايران وإسرائيل

أوسلو، النرويج. “منتدى أوسلو” هو مؤتمر سنوي لمندوبي دول، منظمات دولية، محللين وخبراء، يبحثون في السبل لتسوية الحروب بطرق سلمية. وهم يتقاسمون الواحد مع الاخر كميات مبهرة من النية الطيبة، التجربة والتفاؤل. الزعماء يفترض بهم أن يتخذوا قرارات عقلانية ويفترض بالدول أن تساوم وبالنزاعات أن تنتهي. ما يقال في هذا المؤتمر ليس معداً للنشر. الامل هو ان يخفف المتحدثون من حدة المواقف اذا كانوا يعرفون بان اقوالهم لن تنشر على الملأ. لكن هذا ليس صحيحا دوما.

الدرس الأول الذي تعلمته هو ان شيئا ما أساسيا تغير في فكر بعض الدول العربية مثل مصر، العراق، الأردن وربما أيضا الامارات والبحرين. انا لا اتحدث عن المشاعر – بل أتحدث عن الاستراتيجية. في الماضي يرأت هذه الدول في ايران تهديدا وجوديا وفي إسرائيل نوعا من الكابح في وجه التطلعات الإيرانية، بل وربما حتى الجهة التي تستلقي من أجلهم على الجدار. اما اليوم فهم يرون في ايران جهة ضعفت – ضعفت أساسا بفضل الإنجازات العسكرية لإسرائيل في الحرب – وفي إسرائيل تهديدا على استقرارهم. إسرائيل تحولت من حل الى مشكلة.

التقارير عن الاستعدادات في إسرائيل لهجوم في ايران صبت مضمونا في هذا التخوف. فما الذي يسعى نتنياهو لان يحققه بالضبط، يسألون، هل ترامب يستغل نتنياهو كي يخفف من حدة موقف ايران، يسمح له بان يهدد لكن لا يسمح له بان يعمل، ام ان نتنياهو يستغل ترامب، يتعاون معه بهدف جره الى حرب مع ايران لا يريدها. فمن يلعب بمن.

الى المؤتمر وصل وزراء خارجية ايران، مصر، السعودية، عُمان وسوريا. اللقاء المشوق كان بين عباس عرقجي، وزير الخارجية الإيراني، واسعد الشيباني، وزير خارجية النظام السوري الجديد. ظاهرا، مندوبان لحكومتين خصمتين في الروح. هذا لم يمنعهما من أن يجلسا على طاولة صغيرة ويجريا حديثا طويلا فيما أن دائرة صامتة من الفضوليين تحيط بهما.

هبط الاثنان في أوسلو في اطار حملة تسويقية يسعى كل منهما، على طريقته، بان يمنح حكومته شرعية في أوروبا. حملة “شوفوني يا ناس”، أنا الطف بكثير مما اعتقدتم. وهكذا أيضا حكومتي: حكومة متطرفة ما كانت لتعين شابا لطيفا مثلي ليمثلها.

اما الإيراني فقد كان محوطا بحاشية من الرجال الذين كانوا يرتدون كلهم مثله: بدلة انيقة سوداء وقميص ابيض ناصع البياض بقبة عالية بلا ربطة عنق. وبدوا معا كفريق رياضي سافر الى مباراة في الخارج. فوجئت بان أرى كم هي حزينة، تكاد لا ترى، الحراسة حوله. فقد بدا كمن يمكن الوصول اليه دون ان يكون كذلك.

عندما استعد السوري لمحاضرته توجهت اليه، صافحته وعرضت نفسي، باسم الدولة وباسم الصحيفة. اقترحت عليه أن اجري لقاء معه او على الأقل ان تكون هذه محادثة خلفية. لم يسحب يده من يدي: لطيف؛ لم يرد: اقل لطفا. تبادلنا بضع ثوان من الصمت قبل أن يتوجه اليه احد ما وينقذه من لحظة حرج.

جاء الشيباني كي يقول للناس ما يتوقعون سماعه. دون الدخول الى مضمون أقواله، لم تكن فيها نقطة واحدة موضع خلاف. كل سؤال طرح عليه، في مواضيع داخلية سورية دامية ومع مواضيع خارجية، وكذا في مواضيع تتعلق بإسرائيل، اجيب بجواب معلل، اديب، أساسه: توجد مشاكل ينبغي حلها؛ لا توجد حروب. فمن كان يصلي او يتصور بان تسمع هذه الرؤيا الواعية، الحيادية جدا، الموضوعية، الاسكندنافية بالذات على لسان من كان بالأمس فقط جهاديا.

احد الخبراء في الشؤون السورية ممن شاركوا في المؤتمر شخص يعرف النظام السوري الجديد عن كثب، ادعى بعد ذلك بان هذه صورة النظام الحقيقية: الجولاني، الرئيس، مثله مثل الشيباني. الجهاد كان بالنسبة لهم وسيلة وليس هدفا. الهدف كان الاستيلاء على الحكم في دمشق. والان حين يكون يترتب عليهم ان يديروا دولة مفككة، منقسمة، بلا مقدرات، فانهم يبقون التزمت الديني من خلفهم. فهم يريدون أن يرضوا الجميع، دون استثناء، بما في ذلك نحن.

ثمة شيء مقلق في الخفة، التحبب، الحماسة التي يستقبل فيها في أوروبا ممثلو أنظمة ظلامية. يوجد احترمه؛ لا يوجد اشتبه به. خطاياهم تغتفر، باثر رجعي ومسبقا: والنادي يعفيهم من فترة اختبار. من فقد عضويته في النادي؟ روسيا وإسرائيل.

لم يكن مندوب إسرائيلي رسمي في المؤتمر. حكومتا إسرائيل والنرويج، اللتان كانتا ذات مرة، منذ قبل أوسلو صديقتين قريبتين، شريكتي سر، تتنكر الواحدة للاخرى: النرويج اعترفت بدولة فلسطينية؛ إسرائيل بعثت الى الديار بالدبلوماسيين النرويج الذين عملوا مع السلطة الفلسطينية من القدس. بمفهوم ما، النرويج هي من تبقى من مسيرة أوسلو: المكان المركزي الذي نسب لها في طبخة الاتفاق إياه جعلها حاملة علم رؤيا الدولتين، العمة الطيبة والسخية للسلطة.

الفلسطينيون جاءوا الى المؤتمر ليصرخوا صرختهم. وقد سمعت. لكن أعضاء الوفد الإيراني الذين كل خطابهم هو فلسطين، لم يتكبدوا عناء الدخول في النقاش. بالنسبة لهم فلسطين هي رافعة، حجة، قصة تغطية، ليس اكثر.

من الذي أبدى اهتماما حقيقيا؟ اليمنيون. خمسة يمنيين جاءوا الى المؤتمر، كلهم يرتبطون بالنظام في جنوب اليمن وليس بالحوثيين. احدهم شرح لي بان المشكلة الفلسطينية ترافق اليمنيين من الصبا. هي جزء من التعليم الديني الذي تلقوه. فان تكون مسلما صالحا هو أن تقدس فلسطين. لا غرو، قال، في أن الحوثيين في ذروة قوتهم. كل أعداء إسرائيل، حماس، حزب الله، ايران حاولوا ضرب مطار بن غوريون، وفقط الحوثيون نجحوا. هم سيضربون سياحة الصيف لإسرائيل.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى