ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: في شعبة الاستخبارات ينظروا الى التهديدات الجديدة في اعقاب سقوط الأسد

يديعوت احرونوت 16/12/2024، يوسي يهوشع: في شعبة الاستخبارات ينظروا الى التهديدات الجديدة في اعقاب سقوط الأسد

حتى لمن يعيش الشرق الأوسط لسنوات طويلة يصعب عليه أن يصدق ان ما نراه لا يصدق قبل ساعتين يصبح طبيعيا في غضون دقائق. ما أن يحصل هذا لا مجال الا النظر الى الامام نحو التحدي التالي إذ مثلما هي التحولات سريعة جدا هكذا هي التهديدات الجديدة. 

في شعبة الاستخبارات يجتهدون الا ينظروا الى انهيار المحور الشيعي كنهاية المطاف بل ان ينظروا الى التهديدات الجديدة التي نشأت في المنطقة في اعقاب سقوط الاسد وهزيمة حزب الله والعيون تتطلع الان الى بؤرتين: الأردن والضفة.

المؤشران اللذان يدلان على التطورات في هاتين الساحتين هي معارك السيطرة في جنين بين السلطة ورجال حماس والزيارة الاستثنائية في الأردن لرئيس الشباك ورئيس شعبة الاستخبارات. عن مضمون السفر المفاجيء لرونين بار واللواء شلومي بندر الى الأردن تعتم جسيم لكن معقول اكثر الافتراض انهما تناولا الخوف من تضعضع المملكة الهاشمية ومحاولات محلية لمحاكاة نجاح الثوار في سوريا. عمل كهذا، كما يعتقدون في الجيش يمكن أن ينتقل بسرعة شديدة الى المدن الفلسطينية أيضا. أثر دومينو الربيع العربي في 2011 ليس سيناريو خيالي في الظروف التاريخية الناشئة. التخوف واضح حين نرى كيف ان انهيار نظام الأسد يقوض حقا أساسات المحور الشيعي التي بدت متينة جدا بعد هجوم 7 أكتوبر. 

في خطاب استثنائي القاه الأسبوع الماضي زعيم ايران خامينئي بدا هذا وكأنه يجري حسابا للنفس. فقد كرس الزعيم نفسه ليشرح لماذا استثمرت على مدى السنين عشرات المليارات في نظام دكتاتور فاشل تبين في لحظة الحقيقة كهش وضعيف. الحقيقة هي أن الإيرانيين يتعين عليهم ان يجروا حسابا للنفس اعمق بكثير: فاستراتيجية “الوكلاء” التي استثمروا فيها كثيرا تلقت انعطافة واسعة. فالكيانات التي يفترض بها أن تحمل ايران اذا ما ارادت إسرائيل احباط المشروع النووي وعلى رأسها حزب الله ليس فقط لم تنجح في ذلك بل فشلت في حماية ايران في اثناء القتال مع إسرائيل. سقوط الأسد يمثل ضربة يتعين على ايران في اعقابها أن تعيد النظر في نواياها. يتبقى الان ان نرى اذا كانت ستقتحم الى النووي ام الى صفقة سريعة مع ترامب الذي يتحدث بقوة لكنه يمتنع عن حرب ستؤثر على الاقتصاد الأمريكي الذي يريد إنقاذه.

فضلا عن خامينئي فان نعيم قاسم أيضا يبدو دائخا في ظهوره الأخير حين اعترف بان فقدان نظام الأسد معناه فقدان خط التموين اللوجستي الأهم للمحور. فنظام الأسد لم يمرر فقط السلاح لحزب الله بل انتج بنفسه الكثير من الصواريخ التي اطلقت نحو إسرائيل في اثناء الحرب. فضلا عن ذلك فان كل المحور الاقتصادي لحزب الله يقوم في أساسه على نفط تحوله ايران الى سوريا يبيعه السوريون والمرابح تنتقل الى حزب الله. أي ان سقوط النظام هو ليس فقط ضربة لقدرات حزب الله العسكرية بل ولقوته الاقتصادية أيضا. ان الاصداء الهائلة تجد تعبيرها أيضا في الضفة حيث نرى مواجهات شديدة في جنين مع السلطة. وليس صدفة ان انعقد الكابنت امس في قيادة المنطقة الوسطى: ثمة قلق متزايد من عمليات وشبكات تستمد الالهام من سوريا. السلطة الفلسطينية شرعت بحملة واسعة ضد المسلحين في جنين لنزع قدراتهم العسكرية. في السلطة استيقظوا ليس صدفة ليكتشفوا تهديد الإرهاب: فالتخوف هناك هو ان يحاكي المسلحون الثور من سوريا ولهذا فانهم يستبقون الامر ويحاولون اثبات حوكمتهم بحيث انهم سيتمكنون من فرضها أيضا في قطاع غزة في اليوم التالي. وبالتالي هذه حالة اختبار هامة بالنسبة لهم. وعلى إسرائيل أن تتابع ذلك باهتمام. اثر سوريا من شأنه ان يلاقي الخوف القديم من سقوط النظام الاردني. في الماضي علم بمحاولات إيرانية لاستخدام الساحة الشرقية كقاعدة جديدة للانطلاق ضد إسرائيل. خير فعل الجيش الإسرائيلي إذ اقام فرقة شرقية إضافية على الحدود ويعمل على إقامة جدار جديد. على أي حال زيارة بار وبندر الى الأردن تناولت هذه المسألة الحساسة أيضا. 

كل هذه تضاف الى التحديات الواضحة الناشئة عن حرب لا تنتهي: فرض التسوية في لبنان، الاستعداد لمعركة مباشرة مع ايران والوصول الى صيغة تنهي الحرب مع حماس في القطاع وتحرير المخطوفين. في هذه المرحلة ازعاجات الحوثيين لم تهدأ تماما ولهذا واضح لماذا شرح كاتس ضرورة ميزانية إضافية للجيش. التحديات الأمنية قد تتغير لكنها تزداد فقط. وبالتالي لا مجال لاحتمال حقيقة أن الجمهور الذي لا يخدم في الجيش لا يحظى بالموقف المناسب. فثقل الحمالة بات شديدا جدا وعلى الجميع ان يقف تحتها. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى