يديعوت احرونوت: في إسرائيل يستعدون لوصول الجهاديين الى الحدود في الجولان

يديعوت احرونوت 8/12/2024، رون بن يشاي: في إسرائيل يستعدون لوصول الجهاديين الى الحدود في الجولان
هجوم الثوار الجهاديين السُنة، واساسا العجز الذي ابداه جيش النظام السوري أدى الى رد متسلسل لكل الجماعات الاثنية والدينية في سوريا التي تحاول في هذه اللحظة – وفي معظمها تنجح – السيطرة على مناطق عيشها. اذا نظرنا الان الى الصور كلها فهذا تطور جيد لإسرائيل.
اعلن الثوار السوريون أمس عن سيطرتهم على محافظة القنيطرة التي تقع على الحدود مع إسرائيل. يدور الحديث عن قرى كانت لنا علاقات معها ضمن أمور أمور لأننا ساعدناها بمعالجة الجرحى في اثناء الحرب الاهلية. ومع ذلك يوجد خطر ان يحتل الثوار الجهاديون السُنة المنطقة من ايدي القرويين الذين يسيطرون فيها الان. وعليه فان إسرائيل تجري كل الاستعدادات لحالة تغير الوضع.
من خلف الكواليس توجد تطورات مفاجئة. من يدعم الجماعتين الاساسيتين للثوار هو الجيش التركي والرئيس رجب اردوغان. ومع ذلك، يتبين ان إدارة بايدن والولايات المتحدة تجندتا لجهد هاديء، شبه سري، ليس فقط لصد تطلع اردوغان للسيطرة على الجيب الكردي في شمال سوريا، بل – وهذا ما هو اهم – لاجل السيطرة على معقل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران على نهر الفرات.
هام لإسرائيل التأثير على الأمريكيين، الذين واصلوا دعم الاكراد كي لا يسمح اردوغان للثوار الجهاديين بالوصول الى منطقة الجولان: من جهة، لن يخرج الامريكيون قواتهم وسيواصلون دعم الاكراد، ومن جهة أخرى ستؤثر الولايات المتحدة على اردوغان كي يبقى الثوار الجهاديون في أماكنهم.
اذا تواصل هذا الوضع، فهذا من ناحية أمن إسرائيل تطور استراتيجي إيجابي اول في سموه. تطور استراتيجي إيجابي آخر من زاوية نظر إسرائيل هو سيطرة الثوار في منطقة درعا على جنوب غرب سوريا، التي تحد إسرائيل والأردن. وما هو أهم من كل هذا هو ان الثوار الذين سيطروا هم أبناء المكان: قرويون سُنة وقرويون دروز من محافظة السويداء المجاورة. وحسب منشورات أجنبية كانت لإسرائيل معهم علاقات طيبة في فترة الذروة للحرب الاهلية السورية ويمكن الافتراض بانهم لن يسارعوا الى العمل ضد إسرائيل، بل وربما العكس.
نشأ وضع سيطر فيه النظام والجيش السوري على المنطقة كجزء من ترتيب روسي – سوري اعد لانهاء الحرب الاهلية. وقضى الاتفاق ان يراقب عسكريون روس عودة الحياة الى طبيعتها ومنع العمليات ضد إسرائيل وضد سكان المنطقة من جانب الجيش السوري. هذه التسوية نجحت وكذا أيضا تسوية الاعمال الجوية في المنطقة التي يشرف عليها الروس ومنعوا في معظم الحالات الصدام بين سلاح الجو الإسرائيلي وبين الطائرات الروسية والسورية التي تطير على مقربة من الحدود. لكن الاستحكامات الروسية على الأرض، حسب تقارير في وسائل الاعلام العالمية فككت في الأيام الأخيرة والمعنى هو ان الروس لم يعودوا يراقبون الموقف، والمحافظة توجد تحت سيطرة الثوار المحليين، وغير الجهاديين في معظمهم.
ينبغي أن نأخذ بالحسبان انه اذا ما وصل الثوار السُنة الى قرب معين من منطقة دمشق، فسيكون تدفق كبير للاجئين نحو الحدود الإسرائيلية، بالضبط مثلما كان في العقد الماضي. في حينه تواجد عشرات الاف اللاجئين تماما على الجدار الحدودي مع إسرائيل في الجولان وإسرائيل استعدت لمنع اقتحامهم لاراضيها – في اعقاب محاولتهم الفرار من الخطر الذي شكله الثوار، ام للمس بإسرائيل بالهام الثوار. حاليا، لا يلحظ بعد لاجئون او جماعات جهادية مسلحة على خط الحدود في الجولان، لكن التهديد قائم. التطورات في سوريا سريعة بحيث ينبغي الاستعداد لكل تطور محتمل، حتى وان بدا الوضع حاليا إيجابيا من ناحيتنا في المناطق المجاورة لحدود إسرائيل في الجولان.
حاليا، الصورة من زاوية نظر إسرائيل ليست سيئة. لكن لما كانت الأمور تتغير بسرعة ولما كانت ايران وتركيا لم تقولا الكلمة الأخيرة، يحتمل كل تحول سريع. بعد الهجوم المفاجيء والمذبحة في 7 أكتوبر الماضي، إسرائيل ملزمة بان تكون في حالة تأهب على الأرض في الجولان، واساسا استخباريا وجويا لكل تطور غير مرتقب في سوريا. الأمور تتشكل ولم تصدر بعد الكلمة الأخيرة.