ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: على مسافة خطوة من هزيمة سياسية

يديعوت احرونوت 18/5/2025، بن درور يميني: على مسافة خطوة من هزيمة سياسية

نحن نعاني من العمى. ما يراه العالم – يصعب علينا نحن أن نراه. نحن مشغولون – وانا أيضا – بغضب مقدس على العالم مزدوج الوجه، الذي لا يفهم حقنا. لا يفهم اننا نقاتل منظمة إرهاب تريد أن تبيد كل اليهود واذا كان ممكنا المسيحيين أيضا. لا يفهم ان حماس، حتى قبل داعش تتطلع الى احتلال العالم كله، لغرض إقامة خلافة إسلامية ظلماء. لا يفهم ان إسرائيل لم تبادر الى هذه الحرب اللعينة. لا يفهم انها لم تندلع بسبب الاغلاق. لا يفهم ان في اللحظة التي تحرر فيها حماس المخطوفين وتوافق على نزع السلاح – لن يكون اغلاق ولن تكون حرب. لا يفهم ان الحرب هي ليست حرب إسرائيل ضد حماس بل حرب العالم الحر ضد الجهاد بصفته هذه، بما في ذلك داخل الغرب.  

يمكن أن نواصل. يوجد أيضا متحدثون ممتازون، أناس الحقيقة، يعرفون قول هذه الأمور وغيرها وغيرها، حتى في القنوات الأكثر اعتبارا في العالم. من بغلس مارييه وحتى عينات ويلف. من نوعا تشفي وحتى غيل ماهر. وكثيرون آخرون يقصر اليراع عن ذكرهم ممن يقومون بعمل مذهل حيال كم هائل من الافتراءات والاكاذيب. وحدة خاصة لاصحاب العمود الفقري، قلة حيال كثرة ممن رغم ذلك – كما ينبغي الاعتراف – لا ينجحون.

في الأسبوع الماضي غضبنا على الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون الذي تحدث عن الجوع في غزة. مرت ثلاثة أيام والان هذا هو الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، الصديق الأهم لإسرائيل الذي هو قلق من الجوع في غزة. فهل سنتهجم عليه هو أيضا؟ هل هو أيضا لاسامي يكره إسرائيل؟ هل يوجد زعيم واحد في العالم، ربما باستثناء فيكتور اوربان، لا يقول الأمور ذاتها؟

نحن في وهم دائم بان الحديث يدور عن “اعلام موجه”. فليسمح لي أن أقول، بالذات كمن كرس جزء هاما من عمله في العقود الأخيرة لدحض الأكاذيب والافتراءات ضد إسرائيل – بان الحديث لا يدور عن “اعلام موجه”. لان أساس الأسس هو السياسة. في الأسابيع الأولى للحرب، كل من دافع عن إسرائيل في قنوات تلفزيونية اجنبية يعرف ان في النصف الثاني من الشاشة عرضت مبان مدمرة واحيانا أيضا جثث أطفال مخلصة من بين الأنقاض. إذن صحيح حماس تستخدم الأطفال والنساء كدرع بشري، حيث أن هكذا كان في كل حرب، وان الصور الافظع كانت في الفالوجه وفي الموصل. لكن هذا لا يجدي نفعا. إسرائيل هي ليست الولايات المتحدة. نحن نبحث، وبخفة لا تطاق نجد أيضا.

في الأسبوع الماضي، في اعقاب العملية لتصفية محمد السنوار في انفاق تحت المستشفى الاوروبي ظهر عنوان في البي.بي.سي: “42 فلسطينيا قتلوا في قصف إسرائيلي على مستشفى”. يوم الجمعة بعد الظهر عنوان رئيس في اعلى زاوية اليسار في الصفحة الأساس لتلك القناة: “خمسين على الأقل قتلوا في هجوم إسرائيلي في شمال غزة”، سرعان ما استبدل بعد وقت قصير الى قرابة “100”. العنوان الثاني في الصفحة: “”فوضى تامة”: طبيب بريطاني يشرك الناس بصور من مستشفى في غزة بعد الهجوم الإسرائيلي الفتاك”. والتقرير الأقسى منها جميعها: “أهالي في غزة يائسون لان أطفالهم جوعى نتيجة للاغلاق الذي فرضته إسرائيل”. التقرير الصحفي المرفق صعب على المشاهدة. أطفال يبدون كالهياكل يستجدون الطعام. لا يوجد بني بشر يبقى لامبالٍ “احد لا يكترث”، قال النائب تسفي سوكوت. لا احد؟  لندع ترامب. هو في بعض النشوة بعد هدية الطائرة من قطر واستثمارات 1.2 تريليون من الدولة إياها، ومن 152 مليار آخر من السعودية، وغيرها وغيرها. لا يزال، ماركو روبيو، وزير الخارجية، هزم المرة تلو الأخرى كل ادعاء من منطقة الاتصال التقدمية. وبالفعل في العنوان الرئيس في اخبار البي.بي.سي عن النزاع في غزة يقول روبيو في نهاية الأسبوع انه “قلق من الوضع الإنساني في غزة”. ترامب يكترث. روبيو يكترث. معظم اليهود يكترثون. انا أيضا اكترث. وفقط اليمين المناهض للصهيونية الذي سيطر على الحكومة هو الذي يعيش في فقاعة ولا يفهم ما الذي يفعله بنا – لا يكترث. 

هذا ليس فقط الاخلاق، هذا ضمير. لان أناس التيار الانعزالي في الحزب الجمهوري يضغطون لوقف المساعدات. بسبب سوكوت وامثاله يمكن ان ينجحوا. ادعاءات ضد إسرائيل في المعركة الأولى هي قيود على بيع السلاح في المعركة الثالثة. أصدقاء إسرائيل اكثر فأكثر، لا ينجحون في أن يفهموا ما الذي يفعله نتنياهو بالضبط، ومع كل الرغبة في التمييز، نتنياهو هو إسرائيل. يمكن الافتراض بان لاسامية خفية كانت في الغرب دوما ام الان فهي تتفجر. حماس تتكبد المزيد فالمزيد من الخسائر، سنوار وسنوار آخر، لكنها تحظى بمزيد من الإنجازات في الساحة الدولية. نحن على مسافة خطوة عن الهزيمة. وليس بسبب مشكلة في الاعلام الموجه.  

كان يمكن خلاف ذلك ايضا. لا اعلاما موجها، بل سياسة. عروض سخية وعلنية لحماس في أن كل ما تريده إسرائيل يتلخص في تحرير مخطوفين وتجريد القطاع، بالضبط وفقا لاقتراحات الاسرة الدولية. أحيانا يكون من الأفضل المبادرة الى توقفات للنار، وقف النار، لاجل الكشف عن رفض ومسؤولية وحماس، ولاجل عدم فقدان أصدقاء إسرائيل. هم على الأقل. لكن عندما يكون في إسرائيل نفسها توجد اغلبية تعتقد، وعن حق، بان اعتبارات نتنياهو هي اعتبارات الكرسي وليس اعتبارات قومية فكيف بنا نشكو من أن هكذا أيضا يفكر أصدقاء إسرائيل. نحن على مسافة خطوة من الفشل. ليس بسبب العالم. ليس بسبب اللاسامية. بسبب استراتيجية خرقاء تسجل فصلا جديدا لمسيرة السخافة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى