يديعوت احرونوت: على شفا التصعيد في الشمال: الصفقة لتنحية غالنت
يديعوت احرونوت 17-9-2024، يوفال كارني: على شفا التصعيد في الشمال: الصفقة لتنحية غالنت
كان هذا هو اليوم السياسي الأهم منذ 7 أكتوبر. في ذروة حرب طويلة، وقبيل حسم دراماتيكي على الجبهة في الشمال، انكب رئيس الوزراء أمس على خطوة سياسية غير مسبوقة: تنحية وزير الدفاع القائم يوآف غالنت وضم جدعون ساعر الى الحكومة – أحد السياسيين الأكثر كرها على نتنياهو وعائلته – وذلك لتوسيع الائتلاف بأربعة نواب آخرين.
الاتصالات السرية التي جرت في محورين – ساعر شخصيا مع وزير العدل يريف لفين، النائب زئيف الكين مع الحريديم – نشرت في وقت ابكر من المتوقع وبقدر كبير أدت الى التجميد وإعادة احتساب الأطراف للمسار من جديد. اللغم الأساس كان الشرط الذي طرحه ساعر على نتنياهو في اثناء المفاوضات: الانضمام الى الحكومة فقط مقابل حقيبة الدفاع. وقالت مصادر في الليكود ان نتنياهو ابدى مرونة وكان مستعدا لان يتخذ خطوة مزدوجة تتمثل بتنحية غالنت وتعيين ساعر، لكنه في اللحظة الأخيرة “ارتعدت فرائصه” وتراجع، وذلك اغلب الظن بتأثير عقيلته وابنه. صحيح حتى كتابة هذه السطور تواصلت الاتصالات بين ساعر ونتنياهو. غالنت، الذي في اثناء النهار ادار مداولات مشتركة ومغلقة مع نتنياهو، لم يسمع منه حتى ولا كلمة واحدة عن إمكانية تنحيته. التقارير طارت من فوق رأسه فيما ان نتنياهو نفسه أدار الاتصالات السياسية من خلال بطاقات وهمسات مستشاريه – بينما غالنت في الغرفة.
الصفقة على قانون التجنيد
وتأتي التنحية المرتقبة أيضا على خلفية معارضة وزير الدفاع تأييد الصفقة السياسية لنتنياهو والحريديم ولاقرار قانون التجنيد أي الاعفاء من التجنيد. غالنت ورئيس لجنة الخارجية والامن يولي ادلشتاين يرفضان ان يكونا جزءا من صفقة سياسية على التجنيد، ونتنياهو فهم بان محور غالنت – أدلشتاين يجعل من الصعب جدا عليه أن يفي بالوعود للحريديم.
في اثناء الاتصالات أجرى الكين مفاوضات مع الحريديم الذين قالوا انه سيسهل عليهم تأييد تعيين ساعر اذا ما أيدت كتلته قانون تجنيد يكون مقبولا على الأحزاب الحريدية. رغم الاتصالات، في حزب ساعر نفوا الادعاءات. “لم تجرى أي مفاوضات على قانون التجنيد”، كما جاء عنه، “موقفه كان ولا يزال هو ان كل تشريع ينبغي أن يستند الى احتياجات الجيش وينسق مع جهاز الامن”.
التأييد والنقد
تلقى ساعر أمس تأييدا من ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. ونشر نواب صغار في الليكود الواحد تلو الاخر بيانات تدعو نتنياهو لتنحية غالنت وضم ساعر. وشرح مصدر في الليكود بان هذه مصلحة سياسية ضيقة: نواب من الصفوف الأخيرة في الليكود يقدرون بان ساعر سيمنح استقرارا سياسيا للائتلاف حتى الانتخابات في تشرين الثاني 2026. انتخابات مبكرة كفيلة بان ترحلهم الى بيوتهم.
لكن خطوة نتنياهو حظيت أمس بالنقد من داخل الائتلاف والليكود أيضا. فقد قال وزير رفيع المستوى ان “نتنياهو وساعر يعقدان صفقة سياسية في ذروة الحرب – اعفاء من التجنيد مقابل حقيبة الدفاع”، فيما أن مسؤول كبير آخر في الائتلاف سخر قائلا: “اذا استبدل وزير دفاع في الحرب فسيكون صعبا التفسير لماذا لا تستبدل كل الحكومة”. وادعى مصدر في الليكود بان نتنياهو يعمل باعتبارات سياسية تهكمية وان ساعر ليس مناسبا على الاطلاق لمنصب وزير الدفاع: “فاستبدال وزير دفاع في منتصف الحرب لاجل تعيين غِر ليس لديه أي فهم عسكري – هو انتحار”.
في المعارضة هاجموا الخطوة بشدة وحذروا من الضرر الأمني. بيني غانتس قال ان هذا انقطاع عن الواقع. رئيس الوزراء ينشغل بخلطات حقيرة وباستبدال وزير دفاع قبل معركة قوية في الشمال”. اما يئير لبيد فنشر سلسلة تصريحات ساعر في الماضي تعهد فيها الا ينضم مرة أخرى الى حكومة نتنياهو.
مصلحة ساعر
أربعة النواب من اليمين الرسمي اختفوا أمس عن الأنظار. مستشارون وناطقون قطعوا الاتصال. فقد أمر ساعر بتعتيم كامل على الاتصالات. وكان له سبب وجيه لذلك: هذه المرة الاتصالات كانت جدية وهامة، بخلاف النفي القاطع الذي أصدره ساعر في الأسابيع الأخيرة.
كما اسلفنا في الماضي تعهد الا يرتبط بنتنياهو، لكن ساعر فهم في الأيام الأخيرة بان نتنياهو مصمم على اقالة غالنت فقرر تسريع الاتصالات كي يتلقى حقيبة الدفاع. “ليس واضحا على الاطلاق هل هذه هي إعادة لنواب اليمين الرسمي لليكود، لكن في هذه المرحلة مؤكد أن الحديث يدور عن انضمام الكتلة الى الائتلاف”. وادعى مسؤول كبير في الليكود بان ساعر معني بالعودة الى الليكود لانه يفهم بان هذا هو السبيل الوحيد لان يكون مرشحا لرئاسة الوزراء في حالة ان اضطر نتنياهو للاعتزال او الاستقالة.