ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: خطط كبرى، سطور فارغة

يديعوت احرونوت 12/6/2025، يوسي يهوشعخطط كبرى، سطور فارغة

بينما كانت العيون على مدى أيام طويلة تتطلع الى الكنيست لترى اذا كان وكيف يمكن إرضاء الأحزاب الحريدية في موضوع التملص من الخدمة العسكرية، يجدر بنا أن نستمع الى ما قاله رئيس الأركان الفريق ايال زمير الأسبوع الماضي في كلية القيادة والاركان، وأمس في قلب قطاع غزة. رسائل رئيس الأركان الواضحة هي القصة الحقيقية للامن القومي الان وفي المستقبل. وفي اليوم الذي تهب فيه رياح التوتر في الشرق الأوسط والولايات المتحدة تخلي سفارات، تلقى هذه الاقوال سندها. “دولة إسرائيل لا يمكنها أن تعيش على أساس عدد حد ادنى من القوات بل تحتاج الى هوامش أمن واسعة”، قال زمير في غزة، “مزيد من القوات في النظامي وفي الاحتياط سيقلل العبء عن الخادمين”. التلميح الواضح للمستوى السياسي ظهر أيضا في الأسبوع الماضي من الكلية العسكرية: “سنعمل على تقصير المعركة وننتقل الى اشكال قتالية جديدة تسمح لاستيفاء اهدافنا وتقليص العبء الملقى على المقاتلين… سنعمل على ان تكون هذه السنة سنة استقرار امني، تخفيف العبء العملياتي، الترميم، تعزيز الاهلية والعودة اليها”. هذا الخطاب لا يستهدف تهدئة الأمريكيين والأوروبيين بل كل أطياف الجيش: النظامي، الاحتياط ورجال الخدمة الدائمة. فالكل في حدهم الأقصى.

رئيس الوزراء ووزير الدفاع لا يفترض بهما أن يتفاجآ: زمير يطلق الرسائل إياها – وبشكل مفصل اكثر بكثير – في المداولات الأخيرة مع الاثنين. المعنى العملي هو انه يحتمل الا تستمر حملة عربات جدعون بصيغتها الحالية لزمن طويل آخر. فالعبء على قوات النظامي والاحتياط، الى جانب الاستعدادات لامكانية هجوم في ايران، ببساطة لن يسمح بذلك. كما أن الساعة السياسية تدق، مثلما أوضح ذلك في المحادثة الأخيرة التي اجراها الرئيس الأمريكي مع بنيامين نتنياهو: قبل ثلاثة أسابيع قدر قائد المنطقة الجنوبية ينيف عاشور بان هنالك حاجة لثمانية أسابيع لتحقيق هدف السيطرة لى 70 حتى 75 في المئة من أراضي القطاع. تبقت 5 أسابيع، الا اذا تحقق وقف نار قبل أن ينتقل الجيش الإسرائيلي الى “اشكال قتالية جديدة” إياها.

وفقا للتحديات التي لا تنتهي للسنوات القادمة، وتحت قيود القوة البشرية، أقر زمير خطة واسعة النطاق لبناء القوة وترتيبات المبنى والتنظيم في الجيش. المشروع الذي يتصدره نائب رئيس الأركان تمير يداعي ورئيس شعبة التخطيط ايال هرئيل، يفترض أن يتضمن إقامة فرقة أخرى، لواء دبابات، لواء مشاة واطر أخرى. “جيش صغير وذكي” – آوت. “جيش كبير وذكي” – إن: مزيد من الاليات، مزيد من الأطر، مزيد من التكنولوجيا والحد الأقصى من الفتك. واساسا، وذلك حسب مصادر رفيعة المستوى، “عودة الى الاساسات”، أي دفاع ذي مغزى عن الحدود واستعداد لتهديدات من بعيد.

الفرقة النظامية الجديدة ستكون “فرقة التأهيلات”: فهي ستعمل تحت قيادة الذراع البري وتضم قواعد التأهيل القتالي للذراع، مثلا قاعدة باهد 1 و”بسلح”. لواء الدبابات الجديد سيقام بالتدريج ابتداء من 2026 وسيتلقى دبابات جديدة من النايلون. كما ستقام ثلاث سرايا دورية مدرعات جديدة، وذلك شريطة أن يقر القانون الذي يمدد الخدمة في النظامي الى 36 شهرا. الى جانب ذلك ستقام كتيبة هندسة نظامية وكذا كتيبة مختلطة، خامسة في عددها، في لواء النجدة في قيادة الجبهة الداخلية. كما أن منظومة الدفاع الجوي ستوسع في اعقاب تزايد التهديدات، وستقام وحدة خاصة لاعتراض المُسيرات والحوامات. وفي ضوء دروس هجمة المُسيرات الأوكرانية في روسيا، ينبغي الامل الا يكون فات الأوان.

في الجيش يبلغون عن أنه حتى الان اعيد نحو 10 الاف مقاتل احتياط سقطوا من الخدمة ومعظمهم ادرجوا في فرقة الحدود الشرقية. وهذه يفترض أن توفر جوابا فوريا على حدث متفجر، مثل 7 أكتوبر – وفقا لمكان سكن رجال الاحتياط. بالتوازي، أقيمت حظائر دفاع في المستوطنات والتي عززت بالوسائل وبالقوة البشرية.

غير ان كل هذه الخطط، الكبيرة والهامة، ستقوم وستسقط على مسألة من بالضبط سيملأ شواغرها. أحيانا يبدو الجيش كرجل اصلع يختار في كل صباح تمشيطة “استقراض وتوفير” رغم أنه بحاجة عاجلة الى زراعة شعر. وعليه فان السطر الأخير لا يتغير: اذا لم يوجد حل لازمة القوة البشرية، فلا يمكن لرئيس الأركان ان يستوفي الخطط. منذ الان العبء والانهاء هما الحديث المركزي في كل المستويات: جنود الالزامي لم يعودوا يسألون “حتى متى”، رجال الاحتياط يحافظون على البيت والعمل باسنانهم ورجال الخدمة الدائمة يضربون عيونهم نحو الحياة المدنية. اذا لم يتغير هذا وبسرعة، المشكلة لن تكون “مبنى القوات” بل المبنى كله.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى