يديعوت احرونوت: خطأ ايران
يديعوت احرونوت 2/10/2024، رونين بيرغمان: خطأ ايران
على طول الأيام التي انقضت منذ اغتيال حسن نصرالله نشرت مصادر عن الرئيس الإيراني، وزير الخارجية بل الزعيم الروحي للحرس الثوري تلميحات وتصريحات حادة بان ايران تعد الامكانية التي في اشتعال شامل وليس لها نية للرد. وقالت هذه المصادر انه رغم الكارثة الجسيمة التي وقعت على رأس الجمهورية الإسلامية مع الرحيل قبل الأوان للرجل الذي وصف في الوثائق الداخلية لدائرة البحوث في شعبة الاستخبارات كالايراني الثاني في أهميته – ترى ايران جيدا الضعف الذي احدثتها ضربات إسرائيل بمحور المقاومة كله، وفي هذا الوضع لا تعتزم ادخال نفسها أيضا الى نطاق الخطر. هذا وأكثر قالت مصادر ايران انه ينبغي إعادة النظر في كل المفهوم الذي في أساسه دعم يمتد لعقود لاقامة ميليشيات ومنظمات إرهاب في كل ارجاء الشرق الأوسط وثبت الان على الأقل بانه اشكالي من ناحية طهران.
الهجوم المكثف أمس يقف على نقيض تام مع كل هذه الاقوال وفي تضارب مع الشكل الذي رأى فيه محللون راسخون ايران حتى قبل دقائق تماما من اطلاق النار. لا يزال يتبقى الاستيضاح هل كان هذا تضليلا مقصودا ام عكسا حقيقيا لتردد شديد في النظام وتعبيرا عن ان ليس فقط في إسرائيل يوجد حكام متذبذون. مهما يكن من امر فان أجهزة الاستخبارات الامريكية لم تتفاجأ. وكان فهم بانه سيتعين على إسرائيل ان تدافع عن نفسها ضد رشقة صواريخ أكبر مع إمكانيات فتك اعلى من ايران وانها ستضطر مرة أخرى الى ائتلاف دولي في مركزه الولايات المتحدة – وهذه المرة يحتمل جدا أن تحتاجه في الدفاع وفي الهجوم أيضا.
المعلومة الدقيقة التي جلبتها شعبة الاستخبارات “امان” وفي مركزها وحدة 8200 عطلت بقدر كبير التأثير الذي كان للهجوم الشديد. مع انتهاء التفجيرات ينبغي القول ان الحديث يدور أساسا عن الوجه الرمزي وبقدر أقل عن ضرر حقيقي، وعن الموضوع الرمزي هذا قررت إسرائيل عمليا مسبقا بان لا نية لها لان تواجه الصواريخ مثلما فعلت في الهجوم الإيراني في 14 نيسان.
في عالم الرموز كان للهجوم الإيراني في حينه نوع ما من التبرير بعد أن هاجمت إسرائيل مبنى مجاور للسفارة الإيرانية في دمشق وقتلت هناك جنرال إيراني بالبزة العسكرية. لكن أمس فتحت ايران عمليا حربا ضد إسرائيل، دون أن تستفزها هذه بشكل يسمى في قوانين الحرب Unprovoked (بلا استفزاز). ان حقيقة أن إسرائيل هاجمت خندقا عسكريا لمنظمة توصف كمنظمة إرهاب من قبل معظم دول الغرب وان دماء مواطنين من هذه الدول (وليس فقط إسرائيليون) تتلطخ بها يدا زعيم الحركة الذي جلس في خندقه الى جانب جنرال إيراني جاء ليصب الماء على يديه – لا يمكنها ان تشكل علة باي مستوى قانوني واخلاقي.
لقد توصل الإيرانيون الى الاستنتاج، هكذا حسب مصادر في طهران بانهم اخطأوا في عدم الرد على اغتيال هنية ولم يردوا بقوة كافية ربما على اغتيال مهداوي الذي أدى الى هجوم 14 نيسان. وقد بحثوا عن صيغة تسمح لهم أيضا بان يخرجوا بشرف من الحدث والتأكد أيضا من الا تتدخل الولايات المتحدة بعد ذلك وكذا يؤدي الى رد إسرائيلي معتدل جدا، اذا كان سيكون رد كهذا يتمكن الطرفان بعده من انهاء الجولة.
يبدو أن الإيرانيين اخطأوا بالمستوى، بالقوة وبالعمق – وحدها جملة أخطاء نصرالله في الأشهر ما قبل موته تتجاوزه – ولم يفهموا المزاج والحرارة الساخنة في القيادة الإسرائيلية. كما أنهم فوتوا تماما حاجة الولايات المتحدة، التي أوقفت إسرائيل في المرة السابقة ومنعتها من الهجوم بكل القوة، للوقوف الى جانبها هذه المرة. والان يتبقى أن نستوضح الى أين تتجه إسرائيل. فهل تريد ان تلقن الإيرانيين درسا أم تحاول اسقاط النظام.