ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: حماس راضية عن خطوات إسرائيل، واستئناف القتال لا يقلقها

يديعوت احرونوت 4/3/2025، بن درور يميني: حماس راضية عن خطوات إسرائيل، واستئناف القتال لا يقلقها

إسرائيل لم تخرق أي اتفاق مع حماس، مثلما ادعى، عاد وادعى، محللون كثيرون. لانه مع حماس يوجد، في اقصى الأحوال، توافق مؤقت، تكتيكي، لغرض تحقيق هدف محدد. فعندما يدخل ساط الى البيت، يقتل أبناء عائلة ويحتجز آخرين كرهائن، مسموح مع الوصول معه الى “اتفاق” يسمح بتحرير كامل او جزئي للرهائن. لكن لا يوجد واجب لاحترام اتفاق مع قاتل يعلن على رؤوس الاشهاد بانه يعتزم العودة الى مسرح الجريمة ومواصلة القتل والاختطاف. 

القاتل، في حالتنا، لا يزال يحتجز رهائن. هذه هي اقوى الأوراق لديه. كما أنه يحتجز تحت رعايته قرابة مليوني نسمة، هم أيضا رهائن طائفة إرهاب تسيطر في القطاع، وهم أيضا يؤيدون، معظمهم، ليس كلهم – طائفة القتلة إياها. لهذه العقدة على إسرائيل أن تتصدى. وهدفها مزدوج. ان تهزم، قدر الإمكان، طائفة القتلة وان تحرر المخطوفين وان تمس، باقل قدر ممكن، أولئك الذين لا يساعدون عصبة القتلة. 

على هذه الخلفية ينبغي السؤال هل الخطوات التي قررها كابنت الحرب، وعلى رأسها الاغلاق، تساوي الورق الذي كتب عليه. الجواب هو لا. ليس كثيرا. لانه رغم المفهوم الذي قادنا الى كارثة 7 أكتوبر، ورغم أنه مر منذئذ 515 يوما، نحن أسرى لمفهوم لا يقل سوءاً. هذا هو المفهوم الذي بموجبه لإسرائيل توجد مسؤولية حصرية عن القطاع. ليس حماس. ليس مصر. ليس الاسرة العربية او الدولية. فقط إسرائيل. لسنوات وهم يطلقون الصواريخ، وحسب المفهوم إسرائيل ملزمة بان توفر الكهرباء لمنتجي الصواريخ. 

وإسرائيل بالفعل تسمح بمساعدة إنسانية بلا قيد. وعليه، بخلاف كل الاساطير والحكايات – لم يكن جوع ولا تجويع وبالتأكيد ولا إبادة جماعية. لكن كان عدد لا حصر له من المنشورات بان هذا بالضبط ما تفعله إسرائيل. بانه حسب المفهوم – إسرائيل تتحمل المسؤولية. احدى النتائج هي ان طغاة القطاع، حتى بعد هجومهم الاجرامي، نالوا توريدا هائلا للوقود والغذاء. يوجد لهم ما يكفي لعموم السكان لاشهر الى الامام. ومن اجل أنفسهم – مونة لسنوات. القطاع لن يصبح متسادا. 

ماذا سيفعل الاغلاق إذن؟ بالضبط ما تريده حماس. لان حماس تفكر استراتيجيا. تريد ان ترفع مستوى الكراهية لإسرائيل ولليهود. “نحن في ذروة غير مسبوقة من اللاسامية”، قال هذا الأسبوع جوناثان غرينبلات رئيس العصبة ضد التسهير. بالتأكيد. في الجامعات تقدم عروض الكراهية لليهود، من قبل محاضرين وطلاب، والمقاطعة الخفية والعلنية على إسرائيل تتسع، رغم المراسيم الرئاسية لترامب لمكافحة اللاسامية. والاعلان عن اغلاق يوفر لحماس بالضبط ما تريده. 

نعم، نحن في عبث. لا يوجد في تاريخ الشعوب ولا في القانون الدولي واجب لدولة تتعرض للاعتداء لان توفر الغذاء، الكهرباء ووسائل الاعمال للكيان المعتدي. الا اذا كانت الدولة المعتدى عليها تصبح كيانا احتلاليا. لكن اسرائيل، حتى بدون احتلال، نجحت في وضع نفسها في وضع هي التي تتحمل فيه المسؤولية. هذا اخفاق مع قبل وما بعد 7 أكتوبر. هكذا بحيث انه لا يوجد جوع في القطاع لكن توجد دعاية عن الجوع. والان ستكون اكثر. لان الاغلاق هو وقود لشعلة الكراهية. حماس ستصور أطفالا جوعى. الـ “سي.ان.ان”، الـ “بي.بي.سي”، “الجزيرة” والـ “نيويورك تايمز” ستنقض عليهم من كل صوب كي تنشر الاكذوبة عن “الإبادة الجماعية” و “التجويع”. بكلمات بسيطة وواضحة: الاغلاق الذي أعلنته إسرائيل لا يمس بحماس. هو يخدم حماس. واذا ما استؤنفت اعمال القصف في الأسابيع القريبة القادمة، وشهدنا مرة أخرى صورا مفزعة لمبان منهارة – وابرياء يقتلون – حماس ستبعث بالورود.

صحيح، يوجد تغيير. يوجد حكم جديد ومؤيد في الولايات المتحدة. لكن لا يوجد حكم جديد في معظم النخب السياسية، الاكاديمية، الإعلامية والثقافية في معظم مراكز القوى في العالم. حماس تعمل للمدى البعيد. بخلاف المحللين، في إسرائيل أيضا، وليسمح لي الادعاء بان حماس ليست فقط راضية عن خطوات إسرائيل، التي في المدى البعيد لن تمس الا بها، بل ان استئناف القتال أيضا لا يقلقها. فماذا بالضبط ستفعل إسرائيل ما لم تفعله حتى الان؟ أي ارنب يوجد لنتنياهو في جيبه؟ ففي 7 شباط من العام الماضي قال لنا “الزعيم الأعلى”، كما وصف نير بركات نتنياهو، ان “النصر المطلق على مسافة لمسة”. بعد شهرين قال “اننا على مسافة خطوة عن النصر”. فماذا الان إذن؟ اغلاق آخر؟ قصف آخر؟ هذه هي السخافة الإسرائيلية التي تصر على ان تتجاهل ما قاله البرت آنشتاين: “الغباء هو أن تكرر العمل ذاته وفي كل مرة تتوقع نتيجة أخرى”.

حماس يجب أن تباد. واجب أن تباد. واذا كان ثمة شيء ما محبط في الحكومة الحالية فهو يكمن في أنها تفعل كل خطوة ممكنة كي تمنع أو تعرقل إبادة حماس. حقيقة ان جزءاً من المخطوفين لا يزالون في الانفاق، يذوون لكن احياء، تمس بقدرة عمل إسرائيل. إذن حرروهم. نعم، حتى بثمن عال. ليس لاجل منح جائزة لحماس، بل العكس. وذلك كي يكون ممكنا أخيرا إزالة العائق الذي يمنع المس الجدي اكثر لحماس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى