يديعوت احرونوت: تفكيك القدرة النووية لإيران تغيير دراماتيكي وابادة النظام مهمة اخلاقية

يديعوت احرونوت 17/6/2025، بن درور يميني: تفكيك القدرة النووية لإيران تغيير دراماتيكي وابادة النظام مهمة اخلاقية
تغيير النظام في ايران ليس واحدا من أهداف الحملة الحالية ضد القدرة النووية لإيران. لكن لا خلاف في أن هذا هدف مرغوب فيه بقدر ما يمكن تحقيقه، حتى بدون الإعلان عنه. فقد بدأت الحملة الحالية مع سلسلة تصفيات مركزة، لقيادة الحرس الثوري وعلماء النووي المتصدرين.
رغم أن إسرائيل تحظى، كشأن دائم، بموقف مختلف واكثر عداء بكثير مقارنة بدول أخرى، في أوضاع مشابهة – في الأيام الأخيرة لم نسمع تذمرا عن التصفيات. كل شيء بالطبع يمكن أن يتغير، وسبق ان كنا في هذا الفيلم، لكن يبدو ان المرحلة الأولى مرت بنجاح.
غير ان المعضلة لا تزال على حالها، لان القمة السياسية لإيران مثلما هي مؤسسات الحكم أيضا – بقيت محصنة. ليس واضحا ان يؤدي ضربها الى تغيير النظام، لكن واضح ان هذا يمكنه أن يكون خطوة في الاتجاه الصحيح. فسكان ايران أنفسهم، حسب تقارير عديدة، يمقتون الحكم. وفي الأيام الأخيرة، بالضبط مثلما في موجات احتجاج سابقة تسمع هتافات “الموت للدكتاتور، الموت لخامينئي”.
في إسرائيل نفسها وكذا في دول الغرب جرى بحث واسع في مسألة التصفيات المركزة. لا يوجد موقف موحد. تكاد تكون كل المنشورات الاكاديمية في هذا الشأن تتناول أيضا قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية في هذا الشأن. فقد كتب أهرون باراك في حينه: “لا يمكن ان نقرر مسبقا بان كل احباط مركز محظور حسب القانون الدولي مثلما لا يمكن أن نقرر مسبقا بان كل احباط مركز مباح حسب القانون الدولي”. وأضاف أيضا: “إصابة جانبية لمواطنين أبرياء ستكون قانونية فقط اذا كانت تجتاز مطالب التوازن”.
فما هو ذاك التوازن؟ البحث في الموضوع كان بالنسبة لقيادات عسكرية. ماذا عن زعماء سياسيين؟ وبالفعل، وقفت الإدارة الامريكية امام المعضلة ذاتها في اطار الحرب ضد الإرهاب. مارك جرلسكي كان مسؤولا عن التصفيات المركزة في البنتاغون. بعد أن ترك المنصب أجريت مع جرلسكي مقابلة مع البرنامج الاعتبار “60 دقيقة”. وقال هناك ان “عددنا كان 30. مثلا، صدام حسين. اذا كنتم ستقتلون حتى 29 شخصا في هجوم ضد صدام حسين، فهذه ليست مشكلة”. هذا لا يعني انهم ما كانوا سيقتلون اكثر أيضا. غير أنه عندها روى جرلسكي كانوا بحاجة الى إذن الرئيس. جرلسكي نفسه، بالمناسبة، كان مسؤولا عن قتل مئتي بريء، مع صفر نجاح في تصفية مطلوبين. هذا لم يمنعه من أن ينتقل الى منصب رفيع في HRW (هيومان رايتس ووتش) ونشر تقارير لاذعة على نحو خاص ضد إسرائيل.
في ظروف تلك الأيام للحرب ضد الإرهاب، كان صدام حسين هدفا شرعيا للتصفية. جرائمه لم تكن ضد الولايات المتحدة. جرائمه كانت أساسا ضد أبناء شعبه. هكذا بحيث ان شيئا واحدا ينبغي أن يكون واضحا: بافتراض انه كان للولايات المتحدة، بعد فتوى قانونية، إذن لتصفية زعيم العراق الذين لم يعلن عن رغبته في إبادة الولايات المتحدة، لإسرائيل يوجد حق مضاعف ومزدوج بتصفية خامينئي الذي يهدد بابادة إسرائيل. وبالتأكيد عندما تكون الدولة التي يقف على رأسها تطور سلاحا نوويا رغم أنه لا يوجد عليها ذرة تهديد خارجي.
هل هذا يعني ان على إسرائيل ان تصفي زعيم نظام آيات الله؟ من المجدي التفكير بأمرين. أولا بالشرعية الدولية التي محظور الاستخفاف بها، يوجد تاريخ نفاد. الكثير جدا من الأمور المسموح بها، ينبغي ويمكن عملها في الأسبوعين الاولين – بما في ذلك ضرب مبنى التلفزيون الإيراني – تكاد تكون متعذرة بعد شهرين. وثانيا، هل تصفية خامينئي ستخدم مصالح إسرائيل؟ هذا ليس بسيطا. يوجد فارق بين هتلر وصدام وبين خامينئي. لان الاولين كانا حجر رأس نظام الرعب الذي كانا هما نفسيهما على رأسه. تصفية هتلر في مرحلة مبكرة كانت اغلب الظن ستمنع الحرب العالمية الثانية والمحرقة. كما ان تصفية حسين، زعيم وحشي ومتعطش للدماء كان يمكنها أن تمنع قتلا جماعيا. اما خامينئي فيوجد في مكان آخر. لان أيديولوجية النظام الابادية ستبقى على حالها. خليفته قد يكون مجنونا بالضبط مثل سلفه. لان الجنون هو للنظام كله وليس فقط للزعيم.
هكذا بحيث يجب للهدف ان يكون كل قيادة النظام، مع خامينئي على رأسه. ليس فقط لا توجد حصانة لمن يؤيد إبادة إسرائيل بل انه ابن موت. على أمل ان تحقق مثل هذه التصفية تغيير النظام. عندما تكتب هذه الأمور تبدأ ايران بالتراجع. دبلوماسي إيراني يدعي في مقابلة مع موقع “ايران واير” مستعد للتخلي عن تخصيب اليورانيوم، وترامب اكد منذ أمس انه يوجد بالفعل توجه إيراني. يحتمل ان يكون هذا تضليلا، لاجل وقف الهجمات الإسرائيلية. “التقية” أي الخداع هي عنصر أساسية في الأيديولوجيا الإسلامية. واذا كان ممكنا الوصول الى تفكيك حقيقي للقدرة النووية لإيران هذا تغيير دراماتيكي. لكن اذا ما تواصل العناد الإيراني، فان خامينئي ورفاقه في الحكم ليسوا فقط هدفا شرعيا. ابادتهم هي مهمة أخلاقية.