يديعوت احرونوت: تحذير لإيران من اليمن
يديعوت احرونوت 30/9/2024، سمدار بيري: تحذير لإيران من اليمن
من خلف هجوم طائرات سلاح الجو الإسرائيلية، والذي نفذ بمفاجأة مطلقة على الأهداف التي تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، تقف رسالة معدة للوصول الى ايران. رسالة قابلة جدا للاستيعاب، وسهلة على الحل: دوركم أيضا يمكن ان يأتي.
حاليا ليس واضحا اذا كان زعيم الحوثيين، عبدالمالك الحوثي قرر تقليد خامينئي في طهران والدخول هو أيضا الى “مكان آمن”. ليس واضحا اذا كان مساعدو الحوثي توجهوا لرفع الهواتف لطهران او الى مدن في امارات الخليج. عن بيروت قرروا على ما يبدو التخلي، مع العلم ان شركاء الحوثيين في حزب الله تضرروا بشكل شديد جدا في هجمة البيجر، او صفوا، او فروا ودخلوا الى حفرة عميقة مع نصرالله في قلب الضاحية ولم ينقذوا منها.
الهجوم المفاجي لسلاح الجو في اليمن وقع على رأس خامينئي ومستشاريه كالقنبلة، نوع من المفاجأة السيئة على نحو خاص. فهم لم يتمكنوا بعد من طلب جثة نصرالله للدفن في ايران ولم ينجحوا في أن يقرروا ما العمل حيال مظاهرات الفرح للطلاب في المدن الكبرى لإيران بعد سلسلة التصفيات. في نظرة من بعيد يخيل أن شبان ايران يبحثون فقط عن أسباب للخروج للتظاهر في الشوارع. فاليد الطويلة التي يبديها الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان توقف الشرطة وقوات الامن من تنفيذ الاعتقالات.
من المهم الانتباه الى أنه بعد تصفية نصرالله، توجد للزعيم خامينئي لحظة من الارتياح. اذا تبين بما لا يرتقي اليه الشك بان الخليفة، هاشم صفي الدين حي يرزق حقا ولم يصفَ في الضاحية فهو الذي سيحل في المحل الكبير الذي احتله نصرالله. فالزعيم الجديد يعد في نظر قيادة الأجهزة في طهران كـ “رجلهم في لبنان”. فكذي سلسلة فضائية تنفيذية تفوق حتى تلك لدى نصرالله الذي احتل منصبه 32 سنة، الرقم القياسي في قيادة منظمة الإرهاب. صفي الدين قديم ومحنك جدا. وقد دخل الى قيادة شبه فارغة وهو متزوج من المرأة الصحيحة – ابنة الشخصية الإيرانية الأسطورية، قاسم سليمان. والاهم، صفي الدين مقرب جدا من القيادة الإيرانية. تربية خامينئي حقا ورجل الاسرار والاستشارات السرية للدائرة التي تحيط حاكم طهران.
هكذا، من ناحية كل محافل الامن والاستخبارات الإيرانية، هاشم صفي الدين معد لان يكون رسولهم، ممثلهم، منفذ كلمتهم، وبالطبع الأوامر التي تخرج من مكتب الحاكم والضباط الكبار في الحرس الثوري وقوة القدس الإيرانية. تجربته، ذكاءه وتواضعه الشخصي سحرت قلب خامينئي. يقال عن صفي الدين بانه وحشي وذكي، رجل دين يعرف كيف يدير الناس، يعرف الحدود ويسعى منذ الان لان يرص من جديد صفوف حزب الله بعد سلسلة العمليات، والخسائر التي دفعت في الأسابيع الأخيرة. والان، أضيفت الاغتيالات.
السؤال المطروح ولا يلقى جوابا حاليا هو: هل تسريع البرنامج النووي بالتوازي مع إعادة بدء المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة – ام ان تقرر ايران، وهذا يتعلق بمن ينتخب الرئيس التالي للولايات المتحدة، التركيز سرا فقط على البرنامج النووي. الإيرانيون أيضا يعرفون حقيقة أنه لم تعد هناك اسرار كبرى. التقدير هو أنه لا يمكن الدفع قدما ببرامج نووية سرية حين تكون وسائل الرقابة والتصوير تحوم من فوق الرأس، توثق وتصور.
في الفترة القريبة، كنت ساركز العين (الاستخبارية) على رؤساء النظام وقادة قوات الامن الإيرانيين، كي افهم الى أي اتجاه تهب الريح عليهم. اما العين الثانية فكنت سأركز بها على الرئيس بزشكيان. صحيح انه ليس في الحلقة المقربة من خامينئي، وحتى لو بدا ان الحاكم حرص اجمالا على انتخاب الرئيس “الإصلاحي” كي يتسلى به وباصحابه “الثوريين” او كي يشق الطريق لفتح قنوات للعالم الكبير – او في نهاية المطاف، مثلما في الحالات المعروفة سينهون حياتهم بإقامة جبرية او بالسجون في ارجاء ايران. حاليا، وهذا هو الجديد، لا يمكن أن نقول بيقين اذا كانت ايران ستراوح في المكان ام انها تعتزم الصعود الى سكة قطار جديدة.