ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الزمن لا يعمل في صالح اسرائيل

يديعوت احرونوت 20/8/2024، بن درور يميني: الزمن لا يعمل في صالح اسرائيل

الولايات المتحدة هنا. حتى عندما تكون مخطئة، وأحيانا تكون مخطئة، لا يمكن بدونها. هي توجد هنا بكل قوتها كي تدافع عن إسرائيل. وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن أوضح أمس بان ثمة حاجة لصفقة مخطوفين. في هذه الاثناء، حسب اقوال بلينكن نتنياهو يقبل المقترح الأمريكي. هذه انباء طيبة. الكرة في يد السنوار، ومشكوك فيه ان تأتي من هناك انباء طيبة.

وفي هذه الاثناء محور الشر، ايران وحزب الله، يؤخر الرد على التصفيات في بيروت وفي طهران. رائع؟ حقا لا. زعماء الامة التي اخترعت لعبة الشطرنج اتخذوا خطوة لا تفعل أي خير لإسرائيل. إسرائيل اتخذت خطوة صحيحة: تهديد برد مضاد، وليس مجرد رد مضاد، بل مع اسناد امريكي. فلماذا إذن سيهاجمون الان، الان بالذات، حين تكون الولايات المتحدة قد حشدة قوة غير مسبوقة في المنطقة؟ هم في حالة انتظار. فالامريكيون لن يبقوا هنا الى الابد. هكذا أيضا حزب الله. هذا هو التوقيت الأكثر بؤسا. منظمة الإرهاب الشيعية نجحت في اقتياد لبنان الى الإفلاس. إذ ان هذا هو مصير كل دولة وكل تجمع أهلي يسيطر عليه الإسلام المتطرف. غير أن الوضع تفاقم. من جهة، عرض حزب الله في نهاية الأسبوع منظومة أنفاق الصواريخ لديه، والتي كلفته مئات ملايين الدولارات وربما مليارات.  لكن من جهة أخرى، في لبنان نفسها، نفد الوقود لمحطات توليد الطاقة. لا كهرباء. الدولة مطفأة. العراق يطلب 700 مليون دولار، والبنك المركزي اللبناني يرفض التعهد بمال ليس لديه، رغم ضغط رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. إضافة الى ذلك، حسب استطلاع نشر قبل بضعة أيام، 88 في المئة من اللبنانيين يعارضون استمرار المواجهة مع إسرائيل. يمكن الافتراض بان نسبة اكبر تعارض مغامرة المواجهة الشاملة التي يهدد حزب الله بجر لبنان اليها. 

“الثأر يقدم وهو بارد”. كتب رفعت عودة في صحيفة “الميادين”، المتماثلة مع حزب الله لاجل تبرير التأخير. لكن لا يوجد تأخير. وذلك لانه منذ اكثر من عشرة اشهر يوجد اطلاق مُسيرات، صواريخ، مقذوفات صاروخية – كل يوم بيوم. فلو كان حزب الله يطلق ادواته الساحقة في أسبوع واحد، بدلا من عشرة اشهر، لاعتبر هذا الهجوم الأكبر على إسرائيل منذ الازل. اكثر بكثير من الهجمة الإيرانية في منتصف نيسان. لكنهم يجرون علينا تعذيبا صينيا. وإسرائيل تتجلد. وتتجلد. وتتجلد. والان هم يصنعون لنا معروفا حين ينضمون الى ايران ويؤخرون الرد. مشوق أن نرى الكثيرين ممن يشترون الخدعة. 

هكذا بحيث أن هذا التأخير هو خطوة استراتيجية من محور الشر. هم سينتظرون الى أن يرحل الامريكيون. محور الشر وعد بالرد. هم لن يتخلى عنه. مسألة شرف. لكن ليس حين يكون الامريكيون، مع قوتهم النارية الهائلة، للدفاع وللهجوم، مع التعزيز النادر جدا من طائرات اف 22، يوجدون هنا مع اليد على الزناد. فايران وحزب الله يقدرون، وربما عن حق، بانهم قادرون على توجيه ضربة قاسية لإسرائيل، حتى وان لم تكن قاضية وان يحتملوا أيضا ضربة مضادة – شريطة أن تقف إسرائيل وحدها امامهم. يوجد لهم صبر.

كما أن اتفاق المخطوفين يوجد في حالة انتظار. الامريكيون يريدونه بأسرع وقت ممكن انطلاقا من الفرضية بان وقف نار مع حماس يوجد في متناول اليد وهو سيمنع حربا إقليمية. هذا وهم. احتمال تحقيق اتفاق هو بين صفر وهامشي، واليد ترتعد عند الاضطرار لكتابة هذا. السنوار لا يريد أي صفقة. فهو يرى الاضرار المتراكمة التي تلحق بإسرائيل. يرى الشرخ الداخلي. يرى العداء الدولي، الذي يتسع فقط. وهو يفرق يديه فرحا. الدمار والخراب في قطاع غزة هما ثمن جدير بالدفع مقابل الضرر لإسرائيل. هو لا يحتاج لان ينتظر ردا اشد من رفاقه في محور الشر. من ناحيته الإنجازات آخذة في التراكم، وبالذات لهذا السبب، فان الجواب الإيجابي من نتنياهو لحل وسط الوسطاء، مثلما بلغ بلينكن امس هو خطوة صحيحة لاجل عدم فقدان الدعم الأمريكي. هذا دعم سبق أن اثبت نفسه. إسرائيل مدينة بالكثير جدا للجنرال مايكل كوريلا، قائد المنطقة الوسطى، كما قال ليس صديق امريكي. هو محق. بدون القيادة الوسطى كان يمكن للضربة ضد إسرائيل في ليلة المُسيرات من ايران ان تكون اكبر بكثير.

ولا يزال، فان المواجهة مع محور الشر محتمة. المصلحة الإسرائيلية العليا تستوجب أنه من الأفضل ان تقع بينما تكون القوة الامريكية الهائلة هنا، حتى وان كانت هذه “فقط” لغرض الدفاع. رفض نتنياهو صفقة الوسطاء كان سيخدم محور الشر. والتنازلات المطلوبة من إسرائيل، بما في ذلك تنازلات ذات مغزى في محور فيلادلفيا ومحور نتساريم ليست بسيطة. لكنها حيوية حتى لو لم تؤدي الى صفقة. لانه من الأفضل الانحناء امام الولايات المتحدة في موضوع المخطوفين، كي تكون الى جانب إسرائيل في المواجهة مع محور الشر.

ينبغي الاعتراف بان قرارات نتنياهو الاستراتيجية منذ سنوات طويلة تورط وتضعف إسرائيل فقط. ينبغي الامل بان الان حين تكون المواجهة الكبرى على الاعتاب ان يتخذ رئيس الوزراء القرارات الصحيحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى