ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الحرب هي الاستراتيجية

يديعوت احرونوت 8/4/2025، ميخائيل ميلشتاين: الحرب هي الاستراتيجية

أسبوع عادي في إسرائيل. في مركزه -الثنائي  “قطر غيت” والازمة بين الحكومة ورئيس الشباك، فيما أن في الخلفية “الروتين”: استمرار الحرب في غزة، التي في اثنائها سيطر الجيش الإسرائيلي منذ الان على ثلث أراضي القطاع (حتى الان، بلا مؤشرات تنازلات واستسلام من جانب حماس)؛ اتساع الهجمات في سوريا، في ظل تشديد النبرات تجاه تركيا؛ نار الصواريخ من اليمن؛ هجمات في لبنان؛ مواجهات في الضفة؛ وتحفز لهجوم في ايران. 

الحرب أصبحت معطى دائم في إسرائيل، ومن ناحية أصحاب القرار هي الجواب على السؤال المتواصل: ما هي في الواقع الاستراتيجية. القيادة إياها التي خلقت مفهوم 7 أكتوبر الذي استند الى الاحتواء، السلام الاقتصادي وإدارة النزاعات قررت انعطافة حادة تعرض مثابة “درس” من الإخفاق الذي تفجر قبل 18 شهرا: حفظ المواجهة دون تحديد غاية واضحة او إطار زمني. يدور الحديث عن عناد مبدئي بعدم تطوير استراتيجية، ضمن أمور أخرى، انطلاقا من الفهم بان مجرد البحث سيرفع الى السطح معاضل حادة ويستوجب قرارات حاسمة تضعضع سلامة الائتلاف.

وعندما لا تكون استراتيجية ينثرون الخيالات: النصر المطلق في غزة يستند الى الفرضية بان مزيدا من القوة سيؤدي الى تليين حماس، وانه كل الوقت تظهر “مؤشرات انكسار” للمنظمة؛ الايمان الثابت في أن خطة ترامب حول غزة قابلة للتحقق، رغم أنه لا توجد أي دولة مستعدة لان تتعاون معها وواشنطن نفسها تفقد الاهتمام بها؛ ان ننجح من خلال قصف وتفريغ مخيمات اللاجئين في الضفة في ان نقتلع من وعي الفلسطينيين ذكرى اللجوء، ونحقق إعادة تموضعهم؛ واننا في الطريق الى تصميم شرق أوسط جديد – اكثر استقرارا وودا تجاه إسرائيل. 

انعدام الاستراتيجية الإسرائيلية يقوم على أساس عنصر جديد – قديم: الاستيلاء على الأراضي.  غزة وسوريا وبشكل محدود أكثر لبنان أيضا، يجسد المفهوم الجديد الذي يدعي ان يكون استنتاجا من تجربة علمية جدية: “العرب لا يفهمون الا عندما تأخذ منهم ارضا”. كل هذا في ظل تجاهل دروس التاريخ، مثل حرب 1967 الذي اثبت بان احتلال الأرض لا يؤدي الى الردع.                     

في الخلفية يتعزز الاشتباه في أن دوافع أيديولوجية – دينية حول وحدة البلاد تتخفى في شكل مبرر امني – استراتيجي، مثلما يظهر بشكل واضح في إعلانات قادة الصهيونية الدينية وعلى رأسهم الوزير سموتريتش الذي سبق أن أوضح بان هدفه هو تغيير الـ DNA مناطق الضفة وأنه متحفز لاقرار امريكي لضم أراض في المنطقة. 

من خلف السِمحة الواثقة يختبيء انعدام فهم عميق للعدو والمحيط: استخفاف عميق بحماس، حزب الله والإيرانيين الذين وان كانوا تعرضوا لضربات قاسية لكنهم نجوا؛ سوء فهم للجوهر والمنطق الأساسي لديهم، وغير مرة احتواء مفهوم عسكري كلاسيكي عن الصراع ضدهم؛ او افتراض بانه يمكن تحقيق التطبيع مع العالم العربي وبخاصة السعودية، رغم أن هذه توضح بلا انقطاع بان الامر لن يتحقق الا اذا جرى حوار سياسي مع الفلسطينيين والتخلي عن فكرة افراغ القطاع. 

يبدو أن الإنجازات الاستراتيجية الدراماتيكية التي حققتها إسرائيل قبل نحو نصف سنة تتآكل في ضوء إصرارها على مواصلة القتال دون أن تعرض بالتوازي استراتيجية واضحة ورؤيا للمستقبل. 

كل هذه الدرامات تجري بلا حوار بين الجمهور والقيادة التي تتعاطى مع الهزات الأرضية التي تخطط لها كـ “سر”، وكأن الحديث يدور عن عملية كوماندو سرية وليس عن تحولات ستؤثر على مدى السنين. في المركز توجد بالطبع إمكانية ان تتقدم إسرائيل الى احتلال القطاع ما سيلزم بتخصيص مقدرات هائلة. كل هذا، دون اجماع داخلي على الخطوة ودون الشرح للاسرائيليين اثمان مثل هذه الخطوة بما في ذلك التنازل عن المخطوفين الذين من غير المعقول أن يتحرروا في اثناء حرب إبادة في القطاع.

هذه المهمة لا يمكنها أن تتم على ايدي قيادة كانت مسؤولة عن 7 أكتوبر، ليس واضحا كم من بقايا المفهوم اقتلعت من عقولها، والتي يصعب عليها نيل الـتأييد من البيت، كما تكشف الاستطلاعات التي تجري في أوساط منظومة الاحتياط ووجود انطباع دائم بان دوافع البقاء السياسي سائدة في خطواتها. 

في الحرب العالمية الثانية ادار تشرتشل حوارا صادقا ومباشرا مع شعبه ووعد بـ “الدم، العرق والدموع” نوصي القيادة في إسرائيل التي تنتظر مدى التضحية الجماهيرية الأعلى الذي انكشف بعد 7 أكتوبر ان تتخذ شفافية مشابهة: ان تهجر الشعارات والخيالات التي توقع ضررا جسيما وتعرض غاية استراتيجية في كل ساحة. الجمهور من جهته ملزم بان يوضح – كدرس مركزي من 7 أكتوبر – بانه لم يعد “يشتري” الحجة التي تقول ان “الحكماء هناك فوق يعرفون ما يفعلونه”، وان يطالب بتفسير دقيق لخطوات الحاضر واهداف المستقبل.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى