ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: التوقيت ليس صدفة: حماس تخشى مما ينتظرها في المرحلة الثانية

يديعوت احرونوت 11-2-2025، رون بن يشاي:  التوقيت ليس صدفة: حماس تخشى مما ينتظرها في المرحلة الثانية

الازمة التي خلقتها حماس حين أعلنت انها لن تحرر مخطوفين في السبت القريب هي على ما يبدو رافعة ضغط على إسرائيل للدفع قدما بالمفاوضات على المرحلة الثانية من صفقة المخطوفين مقابل وقف القتال. اغلب الظن، حماس لا تعتزم كسر الاواني بل فقط انتزاع تنازلات مختلفة من إسرائيل ومن الوسطاء. يمكن ملاحظة مؤشرين يدلان على ان المنظمة الإسلامية كفيلة بان تتراجع عن قرارها حتى السبت اذا ما حصلت على بعض مما تطلبه على الأقل.

أحد المؤشرين هو حقيقة أن حماس اختارت النشر منذ امس، في بداية الأسبوع، للبيان الدراماتيكي عن وقف تحرير المخطوفين مع علم واضح بان هذا يترك ما يكفي من الوقت للوسطاء، للامريكيين ولاسرائيل، للدخول معها في مفاوضات في نهايتها تتراجع حماس عن قرارها وتلتزم بشروط الاتفاق. كما ينبغي الانتباه الى أن حماس لا تقول انها توقف تماما تحرير المخطوفين بل فقط المخطوفين الذين يفترض أن يتحرروا في السبت القريب القادم، أي يدور الحديث عن أزمة محدودة الزمن. صحيح أن مثل هذه الازمة كفيلة بان تتطور وتتصاعد، لكن واضحة نية حماس في أن تكون هذه الازمة محدودة في مداها وفي تداعياتها. هذه مناورة معروفة في المفاوضات: خلق أزمة لاجل تحسين المسار.

المؤشر الثاني هو ان من أعلن عن الغاء تحرير المخطوفين هو الناطق بلسان الذراع العسكري القسام، أي قيادة حماس في القطاع، برئاسة محمد السنوار وقائد لواء غزة عز الدين الحداد. يبدو أن السنوار هو من يقف خلف هذه الخطوة فيما ان قيادة الخارج من حماس التي تتفاوض مع الوسطاء تبقى الى هذا الحد أو ذاك في الظل ولا تتدخل. يحتمل حتى انها لم تكن عالمة بالازمة التي خلقتها القيادة الغزية كي تنتزع تنازلات من إسرائيل.

في وضع أزمة كهذه التي نشأت امس لا حاجة للإسراع والرد مثلما فعل وزير الدفاع الذي سارع لان يهدد بعملية عسكرية وببيان فارغ من المضمون في أنه “وجه الجيش للاستعداد لكل سيناريو. بدلا من الخروج في إعلانات كان ينبغي أن يستوضح ما الذي تحاول حماس تحقيقه حقا وهل يمكن انهاء الازمة دون السماح للمنظمة الاجرامية بتحطيم إطار الاتفاق وتحقيق امتيازات او انتصارات وعي أخرى. وذلك انطلاقا من رؤيا شاملة تقضي بانه ينبغي عمل كل شيء لاجل تحرير المخطوفين بسرعة، أولئك الاحياء على الأقل دون إضاعة الوقت على انزال الايادي والإجراءات العابثة. ومن المهم التشديد مرة أخرى: الاستسلام لمطالبات حماس، اذا لم تكن مشمولة على أي حال في الاتفاق غير وارد كون إسرائيل ستكون موضع ابتزاز لا يتوقف. وعليه، فينبغي تجنيد الوسطاء وكذا رجال الرئيس ترامب لاجل انزال حماس عن السلم حتى يوم السبت.

يمكن التقدير بان حماس أعلنت عن الغاء تحرير المخطوفين في السبت القريب القادم لانها تخاف جدا مما تعده لها إسرائيل والولايات المتحدة في المرحلة الثانية من الصفقة. فجر إسرائيل للارجل حتى هنا، مضاف اليه اعلان ترامب عن خطة الاخلاء – البناء خاصته والتصريحات القتالية لسموتريتش. كل هذه تخلق لحماس غزة الإحساس بان إسرائيل تعتزم اجمالا ان تمدد قليلا المرحلة الأولى من الصفقة، تحرر اكبر عدد ممكن من المخطوفين وبعدها تخرج الى معركة كبيرة في كل أراضي القطاع.

تهديد حماس هو مسدس يمكن إخراجه من الجارور اذا ما أبدت إسرائيل عنادا، بمعنى الا تبدأ المفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة واستخدامها مع علم واضح أن إسرائيل لن تتصرف مثلما تصرفت في الصفقة التي كانت في تشرين الثاني 2023، والتي فيها ردا على امتناع حماس عن تحرير النساء اللواتي وعدت بتحريرهن استأنفت إسرائيل الحرب. كيف تعرف حماس أن إسرائيل لن توقف الصفقة؟ هي ترى صراخات النجدة والضغط الجماهيري الذي تعاظم على الحكومة في اعقاب الوضع الجسدي الخطير للمخطوفين الذين تحرروا في السبت الأخير.

تفهم حماس بان الضغط الجماهيري على الحكومة هو فرصة لها لان تنزع من إسرائيل ليس فقط مفاوضات سريعة على المرحلة الثانية من الصفقة وعلى انهاء الحرب بل وأيضا أمورا صغيرة، أساسا امتيازات للغزيين الذين ينبشون في أمواج الخرائب وتواقون للكرافانات بدلا من الخيام المسربة للمياه. حماس غزة تريد أيضا ان تتوقف مُسيرات سلاح الجو عن مهاجمة الشاحنات والغزيين الذين يتحركون قرب منطقة الفصل وفي المسارات الى شمال القطاع التي ليست المسارين اللذين اتفق عليهما.

لكن لحماس يوجد هدف آخر لا نشخصه دوما نحن الإسرائيليون الا وهو إيقاع ألم ومعاناة نفسية للجمهور الإسرائيلي كله. حماس تستمد منفعة من صراخات النجدة التي تندلع من إسرائيل ومن قصص العائدين عن التنكيل بهم. حماس تريد ان نسمع هذا، ليس فقط لانها تريد أن تمارس الضغط بل ببساطة لان المنظمة الإسلامية وعلى ما يبدو أيضا مؤيديها الكثيرين في القطاع يريدون أن يشددوا المعاناة الإسرائيلية التي هي على حد نهجها، النصر المطلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى