يديعوت احرونوت: التهديد الدولي: عقوبات على إسرائيل على مسافة خطوة من تسونامي سياسي

يديعوت احرونوت 21/5/2025، ايتمار آخنر: التهديد الدولي: عقوبات على إسرائيل على مسافة خطوة من تسونامي سياسي
بعد 593 يوما من نشوب الحرب، وصلت إسرائيل الى قعر دبلوماسي: بعض من اصدقائها الأهم في العالم – بريطانيا، فرنسا وكندا – يسمحون لانفسهم بنشر بيان يهدد إسرائيل بالعقوبات اذا ما واصلت الحرب في غزة. لم يسبق أبدا أن صيغ بيان بهذه الحدة ضد إسرائيل يجعلها دولة منبوذة. القسم الأكثر اقلاقا: الولايات المتحدة، تلك التي منذ الازل استقلت على الجدار من اجل إسرائيل، تصمت. لقد سبق أن اتهموا ترامب بانه يلقي بإسرائيل تحت عجلات الباص، والان هذا يتلقى تعبيرا علنيا في الساحة الدولية. ماذا ستفعل الولايات المتحدة اذا ما وصلت المطالبات بوقف الحرب الى مجلس الامن؟ فهل لا يزال محفوظا لنا فيتو تلقائي؟ لقد صرحت إدارة ترامب في عدة مناسبات بانها لن تسمح بالاساءة الى إسرائيل في الأمم المتحدة وفي منظمات دولية وستحميها.
أمس ادخل الى قطاع غزة عبر معبر كرم سالم 93 شاحنة مساعدات إنسانية، تضمنت الدقيق، الغذاء للرضع، عتاد طبي وأدوية. بالتوازي، تحدثت وسائل اعلام في هولندا بان الدولة حققت دعما كافيا يسمح لها بان تجري بحثا في الاتحاد الأوروبي في مسألة الغاء اتفاق الشراكة بينه وبين إسرائيل. مثال آخر على التدهور هو الصحافي البريطاني فيرس مورغن الذي يعتبر مؤيدا كبيرا لإسرائيل في الماضي وخرج جبهويا ضد الحكومة والحرب. فقد اتهم امس الوزير سموتريتش بتأييد الإبادة الجماعية وكتب: “على حكومة إسرائيل سيطر أناس مثله ونتنياهو يسمح لهم بان يفعلوا ما يشاءون. من سيوقفهم؟”. إضافة الى ذلك أعلنت بريطانيا امس عن فرض عقوبات ضد بضعة إسرائيليين، بينهم رئيسة حركة “نحالا” للاستيطان دانييلا فايس بدعوى انهم أيدوا العنف ضد الفلسطينيين. وتضمنت العقوبات منع دخول الدولة وتجميد ممتلكات.
خطوة فرنسا
كيف وصلنا الى مثل هذا الوضع؟ التفسير المنطقي الأول هو ان فرنسا تقف خلف الخطوة. عمانويل ماكرون يستعد للاعتراف بدولة فلسطينية في مؤتمر دولي مع السعودية يعقد في نيويورك في الشهر القادم. إسرائيل ردت الدعوة الفرنسية للمشاركة في المؤتمر. وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى بان هذا تدويل للنزاع، وإسرائيل لن توافق على ذلك. التقدير هو أن ماكرون يعد لموجة اعتراف من عدد من الدول لدولة فلسطينية، استمرارا للموجة السابقة التي كانت في أيار 2024 حين اعترفت بالدولة الفلسطينية النرويج، ايرلندا واسبانيا. في اعقاب هذه الخطوة اعادت إسرائيل السفراء من الدول الثلاثة. وفي ايرلندا إسرائيل أغلقت السفارة تماما. نقلت إسرائيل رسائل حادة الى باريس، تقضي بان عليهم أن يأخذوا بالحسبان رد فعل إسرائيلي حاد جدا. بين الإمكانيات: اغلاق القنصلية الفرنسية في القدس وخطوة فرض السيادة في الضفة. “الفرنسيون يعرفون بانهم اذا ما فعلوا هذا فسيكون له ثمن”، قال مسؤولون في إسرائيل. كما أوضح وزير الخارجية جدعون ساعر هذا في حديثه مع نظيره الفرنسي، جان نويل بارو.
دبلوماسي غربي كبير قال ان السعوديين أرادوا الاعتراف بدولة فلسطينية في المؤتمر: “ابن سلمان بحاجة الى شيء ما. هو يريد ان يقوم بخطوة واراد ان يستغل القوة الدبلوماسية لفرنسا. والنية هي ان تشمل الدولة الفلسطينية غزة أيضا. الفصل في هذا الموضوع بين غزة والضفة سيضعف فقط قوة الحكومة الفلسطينية”. وعلى حد قوله، ستعترف بالدولة الفلسطينية فرنسا، بريطانيا، هولندا وبلجيكا. كما أن لوكسمبورغ قد تنضم. رئيس وزراء بلجيكا اعلن مؤخرا بانه لن يعترف بدولة فلسطينية لكن ماكرون يضغط عليه.
وأضاف الدبلوماسي الكبير بان “80 في المئة من الأعضاء في الأمم المتحدة فعلوا هذا على أي حال، لا تنظروا الى الاعتراف بانه الموضوع المركزي. تعالوا نحاول ا لتذكير بشيء آخر يمنع النزاع لـ 30 او 40 سنة أخرى. فكروا بالفضائل الاقتصادية للدولتين وباستئناف العلاقات مع دول أخرى. إسرائيل آمنت خطأ واقنعت دولا أخرى بعدم حل المسألة الفلسطينية، تركها تحت الطاولة وادارتها بفكرة ان حماس مردوعة”.
تفسير آخر لماذا الان بالذات تأتي خطوة بهذه الحدة من جانب هذه الدول الثلاثة، هو صور الأطفال القتلى والجوعى في غزة والتي تؤثر جدا على جماعات عديدة في هذه الدول. في بريطانيا وكندا يدور الحديث عن حكومات يسار معروفة كنقدية جدا تجاه إسرائيل. صحيح أن ماكرون ليس يسارا لكنه يغمز لمصوتي الوسط واليسار والنبرة الان في فرنسا هي ان يكون المرء ضد إسرائيل. محظور أن ننسى أن بريطانيا، فرنسا وكندا سبق أن اعلنوا عن حظر سلاح جزئي او كامل على إسرائيل منذ نشوب الحرب في غزة.
الرأي العام في كل هذه الدول ضد إسرائيل آخذ في الاحتدام وذلك أيضا لانه الى جانب التقارير التي تأتي من غزة، فان كل ما يسمعوه من إسرائيل هو تصريحات سموتريتش وبن غفير عن التجويع والحسم. لا يوجد صوت معتدل يعرض خطة كيف تنهى الحرب ويسوى الوضع ولا توجد محاولة حتى وانت كانت تظاهرية لاشراك الاتحاد الأوروبي لتسوية لليوم التالي (في الجرف الصامد في 2014 اعلن الاتحاد الأوروبي بانه سيؤيد ويساعد في تجريد غزة وتجاهلناه). وعليه فان الضغط المتزايد للاعلام والرأي العام يلزم الحكومات بعمل ما.
“احباط الكمين الدبلوماسي”
يوجد تفسير إضافي: زعماء أوروبا يزقون اصبعا في عين ترامب بعد أن قطع ارتباطه بهم. يحتمل أن يكونوا أيضا يشخصون الفجوات بين نتنياهو وترامب ويقدرون بان الولايات المتحدة لن تساند إسرائيل.
هل هذا سيصل الى إعادة سفراء وربما قطع علاقات؟ يبدو أن لا. حتى اردوغان لم يقطع العلاقات مع إسرائيل. لكن يحتمل أن نرى خطوات كاعادة السفراء للتشاور، عقوبات إضافية ضد مستوطنين متطرفين وتهديدات بتعليق الاتفاقات التجارية – التي من المعقول الافتراض بان اصدقاءنا هناك، هنغاريا وتشيكا سيمنعان ذلك في الاتحاد الأوروبي. لكن التهديدات بالعقوبات من شأنها أن تعطي ضوء اخضر لتعميق “المقاطعة الهادئة” ضد إسرائيل: الامتناع عن ارتباطات اقتصادية من القطاع الخاص دون تعليمات من فوق.
وقال مصدر في وزارة الخارجية “نحن امام تسونامي حقيقي سيواصل الاحتدام، في الوضع الأسوأ الذي نعيشه في أي مرة. العالم ليس معنا، هو يرى على شاشات التلفزيون منذ تشرين الثاني 2023 فقط أطفالا فلسطينيين يموتون وتدمير البيوت وقد ملوا ذلك. إسرائيل لا تعرض أي حل، أي تسوية لليوم التالي، المقاطعة الهادئة كانت هنا من قبل وهي ستتعاظم، محظور الاستخفاف بذلك. احد لا يريد أن يكون متماثلا مع إسرائيل”.
ومع ذلك، امس ادعى مصدر سياسي بان “الكمين الدبلوماسي احبط. كل ما رأيناه في ا لـ، 36 ساعة الأخيرة هو جزء من خطوة مخططة، عرفنا بها واستعدينا لنا جيدا. في السطر الأخير لغة القرار جد معتدلة. ليس لك لغة تعليق. لا يحطمون القواعد بل يتحدثون بتعبير “المراجعة والمسيرة. النتائج استثنائية في نجاحها: 17 ضدنا، 10 معنا. النوعية تقرر. المانيا، إيطاليا، تشيكيا، اليونان، قبرص، هنغاريا، بلغاريا وكرواتيا معنا. وزير الخارجية ساعر عمل بكد وأجرى ميراتون مكالمات هاتفية مع وزراء خارجية، وكذا سفراء إسرائيل انتحروا على هذا. بريطانيا، فرنسا وكندا عليهم أن يخجلوا. من ايد بيانهم كانت حماس. فهذه دعوة صحوة في أن حماس تؤيدك”.