ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: إسرائيل لا تستطيع تحرير المخطوفين ولا احتلال كل القطاع

يديعوت احرونوت 20/4/2025، ميخائيل ميلشتاين: إسرائيل لا تستطيع تحرير المخطوفين ولا احتلال كل القطاع

اعلان حماس انها لن توافق على أي صفقة دون البحث لانهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع يسهل ظاهرا على حكومة إسرائيل تحديد استمرار القتال كالخيار المفضل. وينعكس الامر بدعوة سموتريتش نتنياهو لان يستغل رد حماس كي “يبيد المنظمة، يحتل كل غزة وينفذ خطة ترامب”.  على الطريق، هكذا أضاف سيتحرر المخطوفون أيضا، حجة لا تقنع اغلب الإسرائيليين الذين باتوا يفهموا بانه لا يمكن تحقيق “هذا وذاك”، أي النص المطلق وتحرير المخطوفين.  

لقد سيطرت إسرائيل على اكثر من 40 في المئة من أراضي القطاع، لكنها بعيدة عن السيطرة في المنطقة.  لا يزال تحديان مركزيان يقفان امامها في هذا السياق: الأول، الدخول الى المجالات المدينية المكتظة، حيث تنتظر حماس كيف تخوض معركة قوية، والثاني، السيطرة على السكان الغزيين التي معناها فرض حكم عسكري وتقديم خدمات لمليوني انسان مفعمين بالعداء تجاه إسرائيل في منطقة مدمرة تماما، الى جانب توقع لتطور حرب عصابات وإرهاب مثلما كان في العراق بعد الاحتلال الأمريكي. 

القيادة في إسرائيل لا تدير حوارا مع الجمهور حول الاهداف الاستراتيجية للحرب التي بالتأكيد لا يمكنها أن تبقى كـ “سر”، فما بالك اذا كانت الغاية هي احتلال كل غزة، السيناريو الذي سيفرض ثمنا باهظا من جملة مجالات وسيغير دراماتيكيا حياة الإسرائيليين لزمن طويل. إضافة الى ذلك لا يروى للجمهور بانه توجد صعوبة جوهرية لتنفيذ احتلال كامل في ضوء الفجوة المحتدمة في مجال خدمة الاحتياط وانعدام لاجماع الداخلي في الموضوع. 

وهكذا تعلق إسرائيل في واقع “لا تبتلع ولا تلفظ”: من جهة لا يوجد تحرير مخطوفين، ومن الجهة الأخرى يتعزز الشك حول القدرة على احتلال كل القطاع فما بالك السيطرة عليه على مدى الزمن. بدلا من الوعد بـ “هذا وذاك” يرتسم واقع “لا هذا ولا ذاك”، مغلف بجملة شعارات تملأ الخطاب منذ 7 أكتوبر مثل “حماس على شفا الانكسار”، “مزيد من القوة ستؤدي الى تليين المنظمة” و “العرب لا يفهمون الا عندما تؤخذ منهم الأراضي”. والنتيجة هي ان إسرائيل تغرق في حرب استنزاف تجبي ثمنا باهظا مثل أمس، لكن دون أن تلوح مؤشرات على أن حماس تغير السياسة او تفقد السيطرة في المنطقة. 

المطلب الجديد الذي تطرحه إسرائيل لنزع سلاح حماس هو وهم آخر يعرض كهدف قابل للتحقق لكنه يشكل عمليا “عنزة” واضح انها ستؤدي الى جمود المفاوضات او تعكس مواصلة عدم فهم متطرف   لحماس. منظمة الإرهاب أوضحت بالقطع بان هذا محظور تماما من ناحيتها وزعماؤها يجمعون على ذلك. فالكفاح بالنسبة لهم هو حياتهم ولن يتخلوا عن السلاح. 

وبعامة نوصي بالامتناع عن التأبين المبكر لحماس كما يسود عندنا. فمثلا في اعقاب التقارير عن ازمة مالية في المنظمة او في ضوء الاحتجاج الجماهيري ضدها والذي لا يصبح كتلة حرجة تهدد حماس. لقد تعرضت المنظمة لضربات قاسية لكنها لا تزال مستقرة وتشكل عامل القوة المسيطر في غزة. ما لم ينتهِ هو التزمت الأيديولوجي الذي يسمح بالنجاة حتى بعد الضربات القاسية. 

ليس للحكومة عمليا استراتيجية وبدلا من هذا تعرض الحرب نفسها كـ “رؤيا” وتتحول تدريجيا لتصبح نمط الحياة الدائم دون تحديد اهداف واطار زمني واضح. 

لكن “الأرض الاستراتيجية” هذه متهالكة من أساسها كونها لا تقوم على أساس تخطيط مرتب ومباديء وتتميز بانعطافات حادة ومفاجئة: ترامب يبدي اهتماما أقل برؤيا تفريغ غزة، بينما إسرائيل تتمسك بها بتزمت مما يلحق ضررا سياسيا بها. واشنطن فاجأت إسرائيل بفتح حوار مع ايران وتوجد أيضا مهزلة الجمارك التي يجب أن تشعل أضواء حمراء امام من يخطط لخطوات كبرى تضم أجزاء من الضفة على فرض أن “أمريكا معنا بالنار والماء”. 

بعد شهر من استئناف القتال في غزة، عادت إسرائيل الى نقطة البداية بل وربما توجد في وضع اكثر تعقيدا واقل فرصا. الان يوجد بديلان سيئان: الأول هو استمرار القتال دون الوصول الى حسم واحتلال كامل لكنه لن تؤدي الى تحرير مخطوفين. والثاني هو العودة الى صفقة تعيد المخطوفين لكن تلزم بانهاء قتال والانسحاب من غزة. هذا ثمن باهظ لكنه اهون الشرور في ضوء الضرر الكامن في الخيار الأول. إسرائيل ملزمة بان ترى في وجود حماس تهديدا وجوديا يحتاج معركة كبيرة بل وربما احتلال القطاع. لكن هذا السيناريو يستوجب ثلاثة شروط اضطرارية ليست قائمة حاليا. استراتيجية واعية، اجماع داخلي واسع وقيادة نقية من تعقيدات 7 أكتوبر.   

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى