ترجمات عبرية

يديعوت أحرونوت: يستعدون لانهيار وقف النار، حماس تعيد تنظيم نفسها والجيش الإسرائيلي يستعد للقتال

يديعوت أحرونوت 25-2-2025، يوآف زيتون: يستعدون لانهيار وقف النار، حماس تعيد تنظيم نفسها والجيش الإسرائيلي يستعد للقتال

أزمة تأخير تحرير المخربين والشكوك المتزايدة حول استمرار وقف النار في صالح المفاوضات على المرحلة الثانية من صفقة المخطوفين، تتوافق مع رفع حالة التأهب في حدود قطاع غزة – نحو إمكانية استئناف القتال. إضافة الى ذلك، معقول أن حماس هي الأخرى تستعد للقتال او للمبادرة بهجوم من جانبها. 35 يوما من وقف النار حتى الان ساعدت المنظمة على إعادة تنظيم نفسها، بناء السرايا والكتائب التي تضررت في الـ 14 شهرا من المعارك وبالاساس عدم التخلي عن خطة الهجوم لديها، تلك التي استخدمتها على نحو مفاجيء في 7 أكتوبر.

الشهر الطويل من الهدنة في القتال أدى بالاف نشطاء حماس الصعود الى شمال قطاع غزة، في اعقاب انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور البتر نتساريم وبرعاية نحو نصف مليون فلسطيني عادوا الى مدينة غزة ومحيطها. عشرات الالاف من أولئك الغزيين وجدوا مبانٍ مدمرة أو خربة، بلا مياه او كهرباء وعادوا على اعقابهم الى مدن النزوح غربي خانيونس. الاف النشطاء انضموا الى الاف المخربين الاخرين الذين بقوا في شمال القطاع، ولا سيما في احياء مدينة غزة قبل وقف النار. في جهاز الامن يقدرون بان هؤلاء نظموا أنفسهم في اطر عسكرية جديدة، وان لم يكن في المستوى ذاته الذي كان للذراع العسكري في 6 أكتوبر 2023.

إعادة التنظيم المتجدد كفيلة بان تتضمن تغيير قادة الأقسام، السرايا والكتائب، استخدام الانفاق التي لم يعثر عليها الجيش الإسرائيلي وخلق فضاءات تحت أرضية جديدة، تنظيف أماكن عاد اليها مواطنون فلسطينيون من العبوات الناسفة التي زرعتها حماس، واساسا خلق ساحات عبوات جديدة. في بعض الأماكن لوحظ أيضا إخفاء منصات اطلاق صواريخ وعثر على نشر كاميرات متابعة لاستخدام المخربين. في الأسبوع الماضي اطلق ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ من البريج، وامس من رفح على ما يبدو بالخطأ وكجزء من ذاك الاستعداد المتجدد لحماس. كما لوحظ اطلاق حوامات الرصد التابعة للمنظمة في الشهر الأخير إضافة الى الحوامات التي حاولت جهات عربية إسرائيلية تهريبها الى غزة ولكنها فشلت.

يمكن الافتراض بان حماس استخلصت دروس عديدة من المناورة العسكرية الإسرائيلية ومن الاجتياحات المتكررة مع سطر واحد أخير: حماس لن تستخدم كل ألـ 30 الف نشيط المسجلين لديها عشية الحرب ولم تستخدمهم على مدى سنة وشهرين من المواجهة البرية مع الجيش الإسرائيلي لفهمها انها تبقت وحدها ولا تتمكن من مواجهة مناورة عسكرية إسرائيلية كامنة – بعد أن تركها حزب الله ولم تفتح ضد إسرائيل حرب من عدة ساحات بالتوازي.

إضافة الى ذلك، يلاحظ الجيش ان حماس تستغل المحور المدني – السلطوي كي تعيد بناء نفسها عسكريا واقتصاديا. في أسابيع وقف النار تمسكت المنظمة بالبلديات في ارجاء القطاع والخدمات التي تقدمها للفلسطينيين، بما في ذلك مؤسسات التعليم والرفاه. كما نشر نشطاء حماس حواجز كثيرة في القطاع لاستباق عشائر محلية واجرامية والسيطرة على مئات أطنان الغذاء، الوقود والمياه التي تدخلها إسرائيل كل يوم الى القطاع كجزء من الاتفاق. كما استأنفت المنظمة جهاز الضرائب وهي تجبي من المواطنين الدفعات على خدمات المساعدات الإنسانية لاجل استئناف دفع الرواتب لنشطائها. ويقول الجيش ان “كل يوم من وقف النار يساعد حماس على تحريك نشطاء وقادة وإصدار تعليمات. توجد لديها فجوات كبيرة في العتاد القتالي، بالاشخاص وفي القيادة والتحكم بسبب عملية الجيش الإسرائيلي وانعدام المقدرات الجديدة. لكن الشهر الأخير اثبت بانه لا يزال يوجد عمل كثير في الطريق الى هزيمة حماس”.

بالمقابل، وفي ضوء انعدام الدافعية الواضح في الحكومة للسير في المرحلة الثانية من الصفقة في الجيش يستكملون الاستعدادات لاستئناف القتال البري في قطاع غزة. وسيكرس الجيش قوات كبيرة في صالح استئناف القتال، وقد جمع أهدافا جديدة للهجوم في القطاع ضربها سيضعف السيطرة المدنية لحماس في غزة. مثل هذه الخطوة ستستند الى قوات كبيرة والى سلاح الجو الذي يستعد لذلك أيضا. الى جانب ذلك في الجيش الإسرائيلي يأخذون بالحسبان أيضا تآكل قوات الاحتياط التي انهكت في السنة والنصف الأخيرة.

بالنسبة لخطة التهجير التي اثارها الرئيس ترامب، وبتشجيع نتنياهو فانها تخبو منذئذ كل يوم وتوضح أوساط جهاز الامن بان الشرط الأساس لتحريك الفكرة ليس قائما ولا يبدو في الأفق: اقناع دولة ثالثة لاستيعاب الغزيين وهذا حدث سياسي أساسا. ويقدر مصدر امني كبير بانه “توجد عوائق ومشاكل اكثر من فرص عملية لتحقق ذلك. لكن اذا نجحنا في تجربة اختبارية لنقل بضع مئات من الغزيين ممن يجتازون حواجز حماس عندها يمكن لهذا أن يمتد الى آخرين فيتبعونهم. وربما مع الوعد بانه سيتاح لهم العودة في المستقبل الى غزة.

في الجيش ثمة من يشكك بقدرة اقتراح ترامب على المساعدة في تحقيق اهداف الحرب واساسها تقويض حماس: “حتى لو نجحنا في أن نخرج من القطاع عشرات الالاف او مئة الف او حتى نصف مليون دون أن نتهم بجريمة حرب، فكيف سيؤدي هذا الى تقويض حماس؟ صحيح انه في مثل هذا الوضع ستتضرر شرعية حماس الداخلية لكن سيبقى لها اكثر من مليون غزي لتتطور وتبقى في داخله”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى