ترجمات عبرية

هآرتس: وقف اطلاق النار في لبنان يصطدم بهوامش التدخل الامريكي مستقبليا

هآرتس 21/11/2024، عاموس هرئيل: وقف اطلاق النار في لبنان يصطدم بهوامش التدخل الامريكي مستقبليا

عاموس هوخشتين، المبعوث الامريكي للرئيس جو بايدن، صرح مؤخرا بأنه سيأتي مرة اخرى الى الشرق الاوسط فقط اذا ظهرت في الافق احتمالات حقيقية للتوصل الى صفقة لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله. هوخشتين تردد بعد الانتخابات الامريكية، لكنه اخيرا اتخذ القرار وجاء الى لبنان أول أمس، وأمس وصل الى اسرائيل. مصادر لبنانية وامريكية – سواء كانت تستند الى شيء أو لا – تنشر تفاؤل حذر فيما يتعلق باحتمالية التوصل الى الاتفاق، وتقول إن “80 في المئة من المشكلات” تم حلها في الطريق الى هناك.

نقاط اختلاف مركزية، التي بقيت عالقة حسب التقارير الاخيرة من لبنان، تتعلق بتحديد حق اسرائيل في العمل في اعقاب خرق الاتفاق وبالتدخل الامريكي في الاشراف على تنفيذه. امين عام حزب الله الجديد، الشيخ نعيم قاسم، قال أمس في خطاب القاه في بيروت بأن الحزب يوافق على اقتراح الوساطة الامريكي، وأنه الآن كل شيء يتعلق باسرائيل. التقديرات في اسرائيل حذرة اكثر. فالاتصالات ما زال يمكن أن تستمر لفترة معينة رغم أنه يبدو أن التوجه ايجابي. من المرجح أنه في المرحلة الاولى سيتم الاتفاق على وقف اطلاق النار لمدة ستين يوم، خلالها سيحاولون التوصل الى تفاهمات بعيدة المدى وملزمة.

ما تريد اسرائيل تحقيقه باستثناء وقف القتال في لبنان، هو قطع العلاقة بين جبهتي الحرب الاساسيتين، لبنان وغزة. الامين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، الذي اغتالته اسرائيل في نهاية ايلول صمم على الحفاظ على العلاقة بين الساحات ورفض وقف اطلاق النار في لبنان طالما أنه لن يتم التوصل الى اتفاق في غزة. من استبدله، قاسم، المح مؤخرا بأنه يمكن التوصل الى اتفاق منفصل في لبنان، ولم يتراجع عن ذلك في خطابه أمس. هذه الخطوة ستمكن الجيش الاسرائيلي من تقليص نشر القوات في الشمال والتركيز على اعمال الاعمار والاستعداد الامني للوضع الجديد هناك في الوقت الذي يستمر فيه القتال في الجنوب. اسرائيل تجد صعوبة اكثر مما كان في السابق في التنبؤ بالخطوات القادمة لحزب الله، على خلفية التغييرات الكثيرة في قيادة الحزب. جزء من القيادة الرفيعة الجديدة التي تم استدعاءها لاستبدال القادة والزعماء الذين قتلوا، هم غير معروفين الآن للاستخبارات الاسرائيلية.

اعتبارات اسرائيل واضحة، رغم أن الحكومة يجب عليها ايضا اقناع سكان الحدود الشمالية من اجل الموافقة على العودة بأمان الى بيوتهم. ايضا اعتبارات حزب الله معروفة. فمعظم القيادة العليا السياسية والعسكرية في الحزب قتلت في الاشهر الاخيرة، وهكذا ايضا جزء كبير (70 – 80 في المئة) من قوة نيرانه تم تدميرها. عدد الاصابات في صفوفه تجاوز حسب تقدير الجيش الاسرائيلي الـ 3 آلاف قتيل. الحزب بحاجة الى الهدوء. كما أن هذه هي الرغبة الواضحة لجميع الطوائف الاخرى في لبنان، التي انزلت عليهم المواجهة مع اسرائيل الدمار. 

اللاعبة الاكثر اهمية من وراء الكواليس هي ايران. فحتى قبل هوخشتين وصل  الى بيروت مبعوث آخر، الشخصية الايرانية الرفيعة علي لاريجاني، مبعوث الزعيم الاعلى علي خامنئي. ايران قامت بحساب اوسع، وبالنظر الى الامام، قبل عودة ترامب الى البيت الابيض. ايران تخشى من خط امريكي متصلب أكثر بقيادة ترامب. هم يريدون التوصل الى اتفاق يقلص العقوبات على اقتصادهم المتعثر ويرفع تهديد هجوم عسكري، مقابل وقف تقدم المشروع النووي. في اطار ذلك جرى جس نبض من جانبهم تجاه الادارة الجديدة، وهكذا تزداد الاشارات الى أنه في هذا الاطار ايران مستعدة لكبح حزب الله كي ينقذوا ما تبقى من قوته العسكرية، وفي محاولة لحل المواجهة حول المشروع النووي.

الوعود والواقع

رغم التنبؤات المتفائلة إلا أن الصورة العسكرية ما زالت معقدة. فكل يوم يتم اطلاق حوالي 100 صاروخ وعدد من المسيرات على شمال البلاد. ومرة كل يومين أو ثلاثة ايام يتم اطلاق الصواريخ ايضا نحو المركز. السيطرة البطيئة للجيش الاسرائيلي على خط القرى الثاني في جنوب لبنان، شمال الحدود، في الواقع تصطدم بمقاومة قليلة نسبية من قبل حزب الله، ولكنه ينجح مع ذلك في الحاق الاصابات باسرائيل كل يوم. 

بعد احتلال خط القرى الاول قبل نهاية شهر تشرين الاول سرحت اسرائيل جزء كبير من قوات الاحتياط التي عملت في جنوب لبنان، واستخدمت عدد اقل من القوات التي في معظمها هي قوات نظامية، في هذه المنطقة. التقدم نحو الخط الثاني هو جزئي، لكن اذا لم يتم التوصل الى اتفاق فان الحكومة ستقرر ابقاء الجيش في لبنان، وستضطر الى الحسم هل تشن هجوم بري آخر نحو الخط الثالث، المحاذي لنهر الليطاني. في هذه الحالة يجب تجنيد الاحتياط من جديد بشكل واسع، الذي سيثقل العبء على جهاز الاحتياط وابناء عائلات الجنود.

الانشغال الكثيف بلبنان يدل على رغبة الحكومة في العمل على انهاء القتال هناك، حتى الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف لا يدفع نحو البقاء الطويل في جنوب لبنان ولا يتحدث عن اقامة مستوطنات في المنطقة. هذه الاحزاب تركز على ما يحدث في غزة وتضغط على بنيامين نتنياهو لاقامة حكم عسكري في اجزاء من القطاع كتجهيز لاعادة المستوطنات، تقريبا بعد عشرين سنة على الانفصال. نتنياهو المح لرؤساء احزاب قوة يهودية والصهيونية الدينية بأنه سيكون منفتح على مثل هذه الافكار، لكنه يفضل فعليا الانتظار الى حين يتضح موقف ترامب.

في غضون ذلك رئيس الحكومة ينثر مرة اخرى تنبؤات متفائلة حول مصير المخطوفين. ففي خطاب القاه في الكنيست أول أمس تحدث فجأة عن الأمل في اعادة عشرات المخطوفين في القريب. وقبل يومين اجرى نقاشا في الليل حول المخطوفين مع قيادة جهاز الامن، وفي محيطه يلمحون الى أن الاتفاق في لبنان سيمكن من نقل الضغط الى غزة والدفع قدما بصفقة التبادل. ولكن مصادر تنشغل بموضوع المخطوفين شككت بواقعية هذه الاقوال. حسب رأيهم نتنياهو مرة اخرى يلعب على الوقت ويحاول بالاساس ازالة عنه ضغط عائلات المخطوفين وحركات الاحتجاج، بدون التوصل الى اتفاق يقتضي تقديم تنازلات ويؤدي الى ازمة مع شركائه في اليمين المتطرف.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى