هآرتس: نصر الله: الانتظار في إسرائيل هو جزء من ردنا
هآرتس 7/8/2024، عاموس هرئيل: نصر الله: الانتظار في إسرائيل هو جزء من ردنا
اسرائيل وحزب الله واصلا أمس تبادل اللكمات على الحدود اللبنانية، لكنهما ما زال بانتظار المرحلة القادمة: هجوم كثيف يخطط له التنظيم الشيعي في مركز البلاد وفي الشمال ردا على اغتيال رئيس اركانه في الاسبوع الماضي فؤاد شكر. من تصريحات ومنشورات في ايران وفي لبنان فانه يبدو أن حزب الله يقود رد المحور الشيعي على اسرائيل، سواء على اغتيال شكر في بيروت أو اغتيال زعيم حماس اسماعيل هنية في طهران. اسرائيل، لاسباب سياسية، لم تنفذ ضربة استباقية لايران أو حزب الله، بل تستعد في هذه المرحلة دفاعيا للرد على الهجوم بمساعدة الولايات المتحدة ودول اخرى، وتوجيه ضربة قاسية في حالة أدى الهجوم عليها الى اصابات كثيرة.
ظهر أمس قتل الجيش الاسرائيلي في هجوم جوي في جنوب لبنان خمسة من رجال حزب الله. بعد ذلك بفترة قصيرة اطلق حزب الله، حسب بيانه، سرب من المسيرات نحو قاعدة شرغا التابعة للواء غولاني في جنوب نهاريا. يبدو أن أحد صواريخ الاعتراض التي اطلقت نحو المسيرات اخطأ الهدف وانفجر في شارع شمال القاعدة، 19 مواطن وجندي أصيبوا في هذا الهجوم، احدهم في حالة خطرة. الآن حزب الله يوسع مدى اصابته باتجاه اهداف اكثر جنوبا مما يهاجم بشكل عام، ويحاول اثبات قدرة هجوم أكثر فتكا.
رئيس حزب الله، حسن نصر الله، قال أمس في خطابه في بيروت بأن هجمات المسيرات للحزب تكشف اسرائيل في حالة ضعفها. في السابق ذكر بأن الجيش الاسرائيلي كان يعترض المسيرات حتى وهي في سماء لبنان؛ الآن “نحن نصل الى عكا رغم استعداد اسرائيل الكبير”. في جزء من المستوطنات في الجليل وفي هضبة الجولان طلب من السكان أمس البقاء قرب الملاجيء.
التقديرات في اسرائيل بخصوص خطط المحور برئاسة ايران ترتكز على تجربة حزب الله في توجيه اصابات قاسية لقواعد الجيش الاسرائيلي ومنشآت امنية أخرى، في الشمال وفي غوش دان. المحلل المقرب من حسن نصر الله، محرر صحيفة “الاخبار”، ابراهيم الامين، كتب امور بهذه الروحية أمس. فقد قال إن “ساحة الرد يمكن أن تكون تل ابيب، ويمكن أن تشمل المس بالمدنيين على هامش الهدف الرئيسي”. وقد وعد الامين بتوجيه ضربة بارزة في المركز، الجهة التي قررت عملية التصفية وشاركت في تنفيذها، الامر الذي يبدو كاشارة لمعسكر هيئة الاركان الموجود في مقر وزارة الدفاع.
الدكتور شمعون شبيرا، الخبير في شؤون حزب الله والذي شاهد خطاب حسن نصر الله، قال أمس بأن الامين العام يظهر غاضب بشكل واضح على موت شكر الذي عمل معه جنبا الى جنب لبضعة عقود. قبل حسن نصر الله ألقى نجل فؤاد شكر، محمد، خطاب وهو يرتدي الزي العسكري، والامين العام تفاخر بأنه قام لقيادة الحزب جيل محارب لمواصلة الدرب. وحسب شبيرا “عملية الاغتيال لا تشبه عمليات اغتيال قادة حزب الله الذين كانوا اصغر سنا من حسن نصر الله. بسبب اغتيال شكر في بيروت هو مستعد للارتفاع درجة في الرد ويخاطر ايضا باشعال حرب. العقبة الكأداء تم اجتيازها في شهر نيسان في هجوم ايران الكبير على اسرائيل بعد اغتيال الجنرال الايراني في دمشق. يبدو أنهم في هذه المرة سيتجرأون أكثر وسيذهبون حتى النهاية”. مع ذلك، من اقوال حسن نصر الله لم يظهر أي تهديد صريح بحرب اقليمية، التي يبدو حتى الآن أن حزب الله وأسياده في ايران يريدون تجنبها.
حسن نصر الله اعطى اشارات على أن حزبه ملزم بالرد، وأن القرار حول ذلك تم اتخاذه. السؤال هو هل هذا الرد سيكون بصورة متوازية مع اعضاء المحور الآخرين. حجم النيران التي سيتم اطلاقها يتعلق حسب قوله بمصالح الشركاء. اضافة الى ذلك فقد قال “هم قادرون على اصابة كل نقطة في اسرائيل من عدة جهات. الانتظار الطويل هو جزء من الرد. هو يشد حسب رأيه اعصاب اسرائيل ومواردها في انتظار الرد. وقد اضاف حسن نصر الله بأن حزب الله يعمل “رويدا رويدا”، يوجد لدينا صبر”.
في الجانب الاسرائيلي يوجد صبر أقل، لكن ايضا اذا تبدد التوتر الذي وصل الى ذروته فيما بعد، بعد تبادل اللكمات فانه لن يكون هناك أي حل للمشكلة الاستراتيجية في الشمال. الجليل يتعرض للهجمات منذ اشهر، و60 ألف من سكانه مهجرين ويد الدولة عاجزة عن الانقاذ.
الرسائل التي تأتي من ايران اقل حزما من الرسائل من لبنان رغم التهديد التقليدي لاسرائيل. الانطباع هو أن حزب الله يمكنه أن يقود العملية وايران توفر له الدعم، لكن ليس بالضرورة أنها ستنقض وتهاجم.
في زيارة رئيس مجلس الامن القومي الروسي، سيرجيه شفيغو، في طهران أول أمس، طلبت ايران حسب “نيويورك تايمز” شراء منظومات دفاع جوية متطورة وطائرات هجومية من روسيا، هذه امور تحتاج الى وقت. وكالة “رويترز” نشرت أن شفيغو نقل لمستضيفيه رسالة من الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، تقول بأنه يجب عليهم أن لا يضروا بردهم المدنيين الاسرائيليين.
مما قيل يمكن سماع موافقة بوتين على حق المحور في ضرب مواقع عسكرية في اسرائيل. دعم روسيا لايران، وبشكل غير مباشر لحزب الله وحماس، كان واضح خلال فترة الحرب. فقط قبل بضع سنوات تفاخر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأن علاقته مع بوتين تعكس “درجة مختلفة”. ولكن يبدو أننا انخفضنا درجة.