هآرتس: نتنياهو قرر معارضة الصفقة قبل أسابيع ووجد أن بوسعه أن يكسب النقاط من فيلادلفيا
هآرتس 4/9/2024، رفيت هيخت: نتنياهو قرر معارضة الصفقة قبل أسابيع ووجد أن بوسعه أن يكسب النقاط من فيلادلفيا
“بنيامين نتنياهو قرر قبل بضعة اسابيع بأنه لا يريد الصفقة، وعندما اصبحت ممكنة فقد دخل الى حالة ضغط وفعل كل ما في استطاعته لافشالها، وأنه فحص ووجد أن محور فيلادلفيا سينجح في تجنيد الى جانبه ايضا اليمين العقلاني، وأنه يستطيع أن يكسب النقاط”.
هذه الاقوال لم تسمع من رجال المعارضة أو المتظاهرين في كابلان، ولا حتى على لسان يوآف غالنت، وهو الوزير الوحيد الذي ناضل على حياة المخطوفين، بل هي قيلت على لسان مصدر في الائتلاف، مطلع على ما يحدث في الحكومة وهو جزء منها. هذه الاقوال تعكس الفصل الاكثر ظلامية في تاريخ القيادة في اسرائيل، اذا لم تكن الاكثر ظلامية. حياة الانسان الذي يحتضر في كفة، ورئيس الحكومة الذي يتصرف مثل الديكتاتور الذي يفعل ما يشاء ويسمح لنفسه بأن يتلاعب بهم وفقا لمصالحه. وزراء واعضاء في الكنيست يعرفون جيدا الاعتبارات السياسية التي توجهه، وهم لا يحركون ساكنا لانقاذ حياتهم. في الحزب الحاكم لا يوجد أي وزير يؤيد غالنت، ويبدو أنه حتى في المستقبل القريب لن يكون شخص كهذا.
هناك بعض الوزراء الذين يتحدثون بشكل قاطع حول عقد الصفقة في المنتديات ذات الصلة مثل موشيه اربيل وغيلا غملئيل ونير بركات. ولكن بالنسبة لهم طالما أن رئيس الحكومة لم يجلب القرار للتصويت عليه على طاولة الحكومة فانه لا يجب عليهم القيام بنشاطات اخرى. نتنياهو بالطبع لا يجلب أي قرار كهذا، ومنذ حل كابنت الحرب فانه هو المقرر الحصري. ايضا الاحزاب الحريدية تتعاطف مع عقد الصفقة وتصرح بين حين وآخر في صالحها، لكنها تنشغل بشؤونها الداخلية مثل قضية قانون التجنيد وقانون الحاخامات وتمويل المدارس الدينية. المخطوفون مهمين بالنسبة لهم بدرجة أقل.
باختصار، لا احد في الحكومة يكلف نفسه عناء الوقوف ضد زعرنة سموتريتش وبن غفير، اللذان يمليان سلوك نتنياهو في هذا الشأن، ويحكمان على المخطوفين بالموت. “لا أحد من الوزراء، حتى الذين يعرفون أن نتنياهو يقوم بتعويق الصفقة، سيفعل أي شيء”، قال احد المصادر. “هم مرتبطون ببعضهم البعض، وبقاءهم السياسي مرهون بحياة الحكومة. لذلك، هذا الوضع سيستمر. نتنياهو سيقود الى حرب لا تنتهي لأن هذا جيد له”.
بعد تحطم فرضية “الضغط العسكري فقط هو الذي سيعيد المخطوفين” فان الرواية السائدة الآن في اروقة اليمين هي أن “حماس لم توافق على أي صفقة. نتنياهو وغالنت يجريان المفاوضات فيما بينهما، لذلك فان كل النقاش هو سياسي فقط”. الاحتجاجات في اعقاب قتل المخطوفين الستة، الذين تمكنوا من اجتياز الـ 11 شهر في أسر حماس بعد التخلي عنهم في 7 اكتوب، تشبه احتجاجات “الكوتج” أو بلفور، ويقولون بأن لها طابع سياسي واضح. “الناس يرون أن هؤلاء هم نفس المشاركين ونفس الاشخاص ونفس الرسائل. لذلك فان المظاهرات فقط تعزز الحكومة”.
الادعاءات التي تنسب لحماس عدم الرغبة في عقد الصفقة، والادعاءات التي تكرر مرة تلو الاخرى تشبيه الاحتجاجات من اجل المخطوفين بنضال “القبيلة البيضاء التي ستعيد الدولة الى ايديها”، توصف بدرجة كبيرة بعدم الاستقامة. من المعروف أن يحيى السنوار يتوقع أن يستمر في التنكيل بالمجتمع الاسرائيلي بواسطة المفاوضات التي يجريها من جهنم. ولكن تصريحات نتنياهو تؤكد قتل كل ديناميكية المفاوضات التي بدونها لا يمكن أن تكون أي نتيجة. وبخصوص المظاهرات، حياة الانسان من كل القبائل والانواع يتم التضحية بها الآن لاسباب غير موضوعية. ما هو التشابه بين ذلك وبين الرأي السياسي، وبين اصل وانتماء قبيلة؟.
من كان يأمل بأن قتل المخطوفين الستة على أيدي آسريهم سيغير ولو قليلا الاحاسيس اليمينية اخطأ خطأ كبيرا. انغلاق الضمير ازاء التخلي عن المخطوفين بقي على حاله. الحكومة قامت بتحصين نفسها من الاحتجاجات الكبيرة مثل التي كانت في هذا الاسبوع، وهي تقف امامها بدون أي وجل. نتنياهو تخلى عن تخوفه العميق من تكرار ليلة غالنت. واطلاق حملته المخادعة حول محور فيلادلفيا يدل على النضال الكامل بثقة ضد التهديد الحقيقي الذي هدد بقضم حملة استيقاظه. وبدون أي اداة ضغط جديدة فانه يبدو أن اطلاق سراح المخطوفين يبتعد اكثر.
غانتس ليس المسألة
بني غانتس اغضب الكثير من معارضي الحكومة عندما شارك في حفل زفاف موتي بابتشيك، الذي هو من الاشخاص المؤثرين في يهدوت هتوراة، في اليوم الذي تم فيه دفن المخطوفين الستة الذين قتلوا. اساس هذا الغضب كان بسبب حقيقة أن غانتس قام بمصافحة بن غفير، وحتى ربت على كتفه.
عدم الارتياح مفهوم، وبالتأكيد في هذه الايام المؤلمة. شخص مثل بن غفير لا يستحق أي مظهر من مظاهر الشرعية. مع ذلك، يجب التذكر بأن “كل لحظة يتم تكريسها لمهاجمة غانتي هي لحظة تحسم من انتقاد اعضاء الحكومة الذين هم ايضا شاركوا بحفل الزفاف في عرض منفصل. وخلافا لهم فان غانتس عمل وما زال يعمل على اطلاق سراح المخطوفين ويقوم بدعم عائلاتهم.
يمكن عزو اخطاء لغانتس وانتقاده على سلوكه السياسي، الذي مثل رؤساء المعارضة الآخرين، لم يؤد الى النتيجة الوحيدة التي يمكن اعتبارها نجاح، اسقاط الحكومة. ولكن ليس هو المشكلة في هذه الدولة المدمرة هنا.