ترجمات عبرية

هآرتس: مصالح نتنياهو وترامب تبتعد، ورئيس الورزاء يضطر أن يختار بين السير على الخط والتصعيد

هآرتس 14/5/2025، عاموس هرئيل: مصالح نتنياهو وترامب تبتعد، ورئيس الورزاء يضطر أن يختار بين السير على الخط والتصعيد

بعد نصف سنة من التوقعات المتناقضة، منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الامريكية، فان توجه دونالد ترامب الاستراتيجي آخذ في الاتضاح. توجهه، كما تم الادعاء منذ فترة طويلة، هو نحو الصفقات الضخمة والتسويات السياسية، وليس نحو حروب اخرى. فرضية من يؤيدون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن ترامب سيعطي اسرائيل بطاقة مفتوحة للهياج في غزة، يبدو أنها تحطمت. نتنياهو، مع الظهر الى الحائط، يجب عليه تسوية خطه رغم الخطاب الصقوري الذي يطلقه.

في الوقت الذي فيه يشاهد من يشجعون نتنياهو ازمة ثقة خطيرة ازاء ما يرونه كخيانة لترامب، فانه من المهم معرفة اذا كان رئيس الحكومة نفسه سقط في الشرك. هو في نهاية المطاف يعرف الرئيس، حتى من ولايته الاولى، ويعرف أن ما يوجهه هو في المقام الاول المصالح الشخصية (في ذلك هما لا يختلفان عن بعضهما). هي من المحتمل أن نتنياهو ينتظر تلقي ضربة منذ اشهر وفي الواقع يضلل الجمهور في اسرائيل، حتى عندما هدد مؤخرا بعملية واسعة اخرى في القطاع. في المقابل، بعد اللقاء الاول بينهما في هذه السنة في البيت الابيض، الذي فيه ترامب تحدث كثيرا عن “الهجرة الطوعية” لسكان غزة، عاد نتنياهو الى البلاد مسرور جدا. على مدى اسابيع عادت الغطرسة المشهورة، الى ان جاء الالتقاء المؤلم مع الواقع: التصادم تفاقم مع اقتراب زيارة ترامب في دول الخليج التي ستبدأ اليوم. 

صفحة الرسائل من مكتب رئيس الحكومة الى ابواق المخلصين الذين يصممون على التجمع على متن السفينة، تقول بان تحرير الجندي المخطوف الكسندر هو بشكل عام نتيجة الضغط العسكري الذي استخدمته اسرائيل. حسب هذه الرواية فان حماس ترتجف من الخوف ازاء الهجوم الجديد للجيش الاسرائيلي وحاولت وقف توسيعه بواسطة تحرير الجندي الذي لديه الجنسية الامريكية. اسرائيل ستواصل الضغط العسكري وهكذا ستحاول الدفع قدما بخطة ستيف ويتكوف، المبعوث الامريكي، حسب هذه الخطة ستتم اعادة 10 مخطوفين على قيد الحياة اضافة الى جثامين مخطوفين، في اتفاق مؤقت سيضمن وقف اطلاق النار لشهر ونصف. 

هذا ادعاء مهين تقريبا لأنه يفترض أنه دائما يمكن مواصلة بيع المزيد من الاكاذيب لمواطني اسرائيل. عمليا، مثلما سبق وطرح بوضوح في تقارير وسائل اعلام امريكية، حتى شبكة فوكس اليمينية التي على الاغلب تميل لنتنياهو، فان الرئيس ومبعوثه يبثان مؤخرا بأنهما متعبين ومتشككين، لا نقول يائسين، من الاعيب نتنياهو. ايضا في واشنطن ادركوا ان رئيس الحكومة معني باطالة الحرب الى ما لا نهاية، بأي ذريعة ممكنة، بهدف ضمان الائتلاف.

وقف الحرب وتحرير كل المخطوفين مقابل آلاف السجناء وابقاء تدخل حماس في الحكم المستقبلي في غزة، كل ذلك لن يكون مقبول على بن غفير وسموتريتش، وسيعتبر فشل بالنسبة لجزء واسع من الجمهور، هذا حتى قبل طرح افكار اخرى طرحت في الخليج، من بينها تحسين مكانة السلطة الفلسطينية وربما رسم مسار لاقامة الدولة الفلسطينية.

في الوقت الذي فيه نتنياهو اصبح عاشق جديد لخطة ويتكوف، التي لم يعمل على دفعها قدما لفترة طويلة، فان ترامب عاد الى خطته: تحرير كل المخطوفين بمرة واحدة، في اطار صفقة تنهي الحرب. واذا كان حظ لاسرائيل فربما سيتوسل الرئيس للسعودية كي يشمل الاقتراح صيغة معينة لخطة التطبيع مع اسرائيل، التي نوقشت بصورة حثيثة في ولاية بايدن.

الشعور بالاهمال في القدس لا يقتصر فقط على قضية المخطوفين: مصالح ترامب ونتنياهو تبتعد ايضا في قضايا رئيسية اخرى مثل المفاوضات النووية المتقدمة مع ايران، المصادقة التي يتوقع أن تعطيها الادارة الامريكية للمشروع النووي السعودي، والانسحاب المفاجيء للولايات المتحدة من المعركة الهجومية في اليمن. واذا لم يكن هذا كاف فان نتنياهو بدأ بتسريبات تهدف الى تمهيد الارضية لقرار ترامب، عدم تجديد اتفاق المساعدات الامنية لاسرائيل، الذي يمكن أن يوقع من جديد في 2026.

نتنياهو، الذي سارع الى التفاخر بالعملية المثيرة للانطباع للجيش الاسرائيلي والموساد في انقاذ جثة الجندي تسفي فلدمان من سوريا، لا يقول الحقيقة للجمهور حول القضايا الملتهبة اكثر الموجودة على الاجندة. هو تقريبا لا يتحدث مع عائلات المخطوفين، ولا يعترف بالضغط الذي يستخدمه ترامب عليه، وبالتأكيد لا يذكر أبدا اخفاقه في ادارة الحرب. 

عندما يتم التحقيق مع مستشاريه ويتم اعتقالهم، وعندما الافلام اليومية من مكتبه بدأت تتعثر وتحرج، وحيث الحريديون يهددون باسقاط الحكومة اذا لم يتم تمرير قانون الاعفاء من الخدمة، فانه يبدو أن العجلات بدأت تتفكك عن عربة الائتلاف. حتى الان نتنياهو اظهر في هذه الفترة استعداده لتحمل مخاطر امنية من اجل النجاة من ضائقة سياسية. الصراع على بقائه لم ينته، ربما هو امام تصعيد آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى