ترجمات عبرية

هآرتس: مشاركة اعضاء كنيست ووزراء في اقتحام قواعد للجيش الاسرائيلي، مرحلة مقلقة في المجتمع

هآرتس 30/7/2024، يوسي فيرتر: مشاركة اعضاء كنيست ووزراء في اقتحام قواعد للجيش الاسرائيلي، مرحلة مقلقة في المجتمع

في التاريخ الذي سيتحدث عن عملية حيونة المجتمع الاسرائيلي، التي ازدادت بشكل كبير منذ 7 تشرين الاول، فان اقتحام قاعدة سديه تيمان احتجاجا على اعتقال جنود في الاحتياط للتحقيق معهم بتهمة التحرش الجنسي بمعتقل فلسطيني، يحتل مكانة خاصة، لكن هذا فقط هو جزء من التدهور، بما يشبه ازدياد المذابح المنهجية التي ينفذها المستوطنون العنيفون ضد الفلسطينيين؛ جعل اليئور ازاريا بطل اليمين؛ الشتائم ضد ابناء عائلات المخطوفين من الزعران المتطرفين باسم بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير؛ الهجمات العنيفة ضد مراسلين في وسائل اعلام يحرض عليها الائتلاف بشكل ثابت.

الاختلاف البارز والمقلق، حتى لو لم يكن مفاجيء، في هذه المرة شاهدنا أيضا ممثلو السلطة، وزراء واعضاء كنيست بالبدلات وهم يذوبون في داخل رعاع وحشي ويقودونه للانقضاض على قاعدة عسكرية. عضو الكنيست تسفي سوكوت (الصهيونية الدينية) تسلل من خلال فتحة ضيقة في البوابة. الوزير عميحاي الياهو (قوة يهودية)، وعضو الكنيست نسيم فاتوري (الليكود) سارا بصدور متوترة في داخل سديه تيمان، وكأنهما في الطريق الى حائط المبكى بعد تحرير البلدة القديمة. الوزير اسحق فاسرلاوف وقف خارج البوابة.

هؤلاء حصلوا على الدعم من مقر الحكومة في القدس على شكل تصريحات تحريض، نموذجية، للوزير ايتمار بن غفير والوزير بتسلئيل سموتريتش والوزير ياريف لفين والوزير شلومو كرعي والوزيرة ميري ريغف. بعد ذلك زعموا أن الاجراءات القانونية التي اتخذها المجتمع الدولي ضد القيادة في اسرائيل هي تعبير عن معاداة السامية. الاستثناء الوحيد كالعادة هما وزير الدفاع يوآف غالنت (الليكود) ووزير الداخلية موشيه اربيل (شاس). نحن ايضا تعودنا على ذلك وعلى حقيقة أن رئيس الاركان، هرتسي هليفي، الجنرال بالزي العسكري الذي يعبر عن قيم ومعايير اسرائيل الديمقراطية. 

اربيل بالمناسبة، عمل خلافا لروح الكهانية التي تسيطر على حزبه، الذي اصدر بيان يدعم المشتبه فيهم ويهاجم المحققين. هذا هو الجوهر الثنائي لآريه درعي، الذي بيد يحاول اعطاء الانطباع بأنه العنصر المعتدل والمسؤول في الائتلاف وأنه يجد صعوبة، وباليد الثانية يركب على كل موجة قومية كي لا يفقد نصف مقعد لصالح بن غفير. 

رئيس الحكومة انتظر ساعتين حتى اصدر بيان مقتضب دعا فيه الى “تهدئة النفوس”، وندد “بشدة” باقتحام القاعدة. من جهة، بمعايير نتنياهو الملتوية هذا رقم قياسي اولمبي في رد مسؤول ومطلوب، أي ضد القاعدة. بشكل عام هو يصمت أو ينتظر يوم وبعد ذلك يصدر بيان يخلق فيه تناظر، الذي هو بشكل عام لا يوجد، مع معسكر مقابل، حقيقي أو وهمي. ومن جهة اخرى، ايضا في هذه المرة هو حرص على احترام القاعدة ولم يقم بنشر أي فيديو. في حادثة التشهير المهينة لنوعا ارغماني في الانترنت التقطت له صورة وتوسع في الشرح وعبر عن الصدمة الشديدة بلهجة حازمة كما يعرف كيف يفعل ذلك. 

النصوص التي اسمعها المشاغبون في سديه تيمان وبعد ذلك خارج قاعدة الشرطة العسكرية في بيت ليد ومنتخبو الجمهور الذين تشوشت اعتباراتهم بشكل كامل في الطريق الى الهاوية، هدروا بشكل صريح دماء المخربين المعتقلين في اسرائيل، وكما هو معروف ايضا دماء رؤساء جهاز القضاء (هذا يوجد بالفعل في الاجراءات منذ فترة الانقلاب النظامي وقبل ذلك بفترة طويلة حتى). 

لقد تم توجيه الشتائم ايضا للمحكمة العليا من وزير العدل لفين كاهن الكراهية والشر الرئيسي، وايضا للمستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا (لفين سيتهم المحكمة العليا ايضا بدرجة الحرارة المرتفعة). لا يوجد للمستشارة القانونية وللمحكمة العليا (في هذه الاثناء) أي صلة بالحادثة مدار الحديث. ولكن ائتلاف المجانين وكتائب الشارع هذه تعتبر فرصة بالنسبة لهم من اجل تجميع المكروهين في رزمة واحدة. ريغف اتهمت النيابة العامة العسكرية بـ “ارضاء الكارهين لنا”.

كرعي، المتحدث باسم نتنياهو والذي يهاجم غالنت من اجله قال: “وزير الدفاع والنيابة العامة الرئيسية والمستشارة القانونية هم الذين يتحملون المسؤولية عن ملاحقة جنود الجيش الاسرائيلي”. وكل ذلك برعاية وصمت رئيس الحكومة المدوي. لو أنه لم يتم صد انقلاب نتنياهو واصدقاءه ضد الديمقراطية في اسرائيل، ولو أن جهاز القضاء اصبح أداة في يد السلطة، لكان سيتم اعطاء الضوء الاخضر والدعم الكامل لجنود الجيش، في الخدمة النظامية وفي الاحتياط، لتنفيذ الجرائم ضد الفلسطينيين. نير بركات “العقلاني” اعلن بأنه “يدعم المقاتلين”. وقد طلب من وزير الدفاع “منع المحاكمة الاستعراضية والمهينة ضدهم” (أي محاكمة؟). 

استقلالية وجودة منظومة القضاء العسكرية ومنظومة القضاء بشكل عام، هي الرصيد الثابت الاخير الذي بقي لاسرائيل في الساحة الدولية. ميزة الجيش الاسرائيلي، أنه جيش غربي يعمل بشفافية وحسب القانون له عمود فقري قيادي منظم ومباديء حديدية، هي الذخيرة الاكثر اهمية امام العالم، الذي جزء كبير منه يصف اسرائيل بأنها دولة تُقاد من قبل مجرمي حرب، وترتكب جرائم حرب. حسب الرأي الهستيري لاعضاء كثيرين في الائتلاف فان هذا لا يعتبر وصف مخجل، بل هو تخيل في أبهى الصور ويمثل حلم الاجيال. 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى