ترجمات عبرية

هآرتس: محور فيلادلفيا ليس العائق الأساس

هآرتس 22/7/2024، عاموس هرئيل: محور فيلادلفيا ليس العائق الأساس

في خلفية السفر المخطط له لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في صباح اليوم فانه يتعزز الاجماع في اوساط رؤساء جهاز الامن بأنه يمكن ويجب التوصل الى صفقة التبادل مع حماس في الاسابيع القريبة القادمة. أبناء عائلات المخطوفين سمعوا من كبار قادة جهاز الامن، من بينهم رئيس الشباك رونين بار، بأنه يمكن التوصل الى تفاهمات تضمن رقابة اسرائيلية تمنع تهريب السلاح في معبر رفح ولا تُفشل الصفقة. القصد هو تطوير حلول تكنولوجية لتشخيص الانفاق ومحاولات التهريب بالتعاون مع مصر، التي تناقش اسرائيل معها طبيعة الترتيبات وموعد انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي من محور فيلادلفيا. القضية الاكثر حسما تتعلق بطلب نتنياهو عدم تمكين مسلحي حماس من الانتقال من جنوب القطاع الى الشمال عبر ممر نتساريم.

مع ذلك، بعض رؤساء جهاز الامن يعتقدون أن نتنياهو سيجد طريقة لتجاوز هذه المشكلة اذا قرر أنه ينوي التوصل الى اتفاق. رئيس الحكومة يستمر في ارسال رسائل متناقضة في هذا الشأن. وايضا في الائتلاف المواقف منقسمة. رجال الامن تولد لديهم الانطباع بأن نتنياهو يتلاعب بمعسكري الائتلاف، من يؤيدون الصفقة ومن يعارضونها، وفقا لحاجاته، وأنه سيتخذ القرار في نهاية الامر حسب الظروف السياسية. بقي حتى الآن رؤية كيف سيؤثر اعلان الرئيس الامريكي، جو بايدن، الانسحاب من المنافسة على الرئاسة، على المفاوضات. في كل الحالات اذا توصل نتنياهو الى قرار فانه يتوقع أن يتم اتخاذه فقط بعد عودته من القاء الخطاب في الكونغرس وانتهاء الدورة الصيفية للكنيست، لأن نتنياهو يخشى من تعريض للخطر استقرار الحكومة. رئيسا الاحزاب اليمنية المتطرفة، ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يهددان بالانسحاب من الحكومة اذا تم التوقيع على صفقة تشمل تنازلات لا يوافقان عليها. نتنياهو صادق أمس على سفر طاقم المفاوضات لجولة محادثات اخرى مع دول الوساطة في يوم الخميس القادم. في موازاة ذلك نشر مكتب وزير الدفاع، يوآف غالنت، بيان استثنائي قبل سفر نتنياهو، جاء فيه بأنه “على خلفية الانجازات العملياتية في الحرب وجدت الظروف وهناك نافذة فرص محدودة لصفقة تحرير المخطوفين”.

العقيد احتياط ليئور لوتين، المستشار المقرب من غالنت والذي تخصص في العقود الاخيرة بالعمليات التي تتعلق بالاسرى والمفقودين، قال أول أمس في مقابلة اجريت معه في “اخبار 12” بأن “هذا هو الوقت المناسب. توجد فرص خاصة في المفاوضات، لكنها ستمر اذا لم يتم استغلالها. شروط الصفقة تتضمن اخطار يمكن لجهاز الامن احتواءها. هذا ما يقوله كل رؤساء اجهزة الامن. أن تضع امامهم شيء نظري وكأنه يمكن تحقيق اكثر بمزيد من الضغط العسكري، هذا غير صحيح”، قال واضاف. “الهواء في بالون المخطوفين آخذ في النفاد. لقد بقيت طبقة صغيرة من الاوكسجين. حماس قامت بتغيير موقفها. ففي السابق اشترطت الانتقال المرحلي في الصفقة (بين المرحلة الانسانية والمرحلة الثانية) في نهاية الحرب. الآن هذا غير موجود. فالضغط على رئيس حماس، يحيى السنوار، من قبل حماس نفسها ازداد بشكل كبير”.

التغيير في موقف حماس تمت ملاحظته في 3 تموز عندما ردت للمرة الاخيرة على اقتراح بايدن – نتنياهو للصفقة. رئيس الـ سي.آي.ايه، وليام بيرنز، قال في الاسبوع الماضي بأن قادة حماس في الميدان يطلبون من السنوار التوصل الى وقف لاطلاق النار وتحرير المخطوفين الاسرائيليين من اجل ذلك. يمكن الافتراض بأن محمد ضيف بالذات، رقم 2 في الذراع العسكري والذي كما يبدو قتل في عملية الاغتيال الاسرائيلية في 13 تموز، كان من بين الاشخاص في منظومة القوة الداخلية في حماس، الذي انتقل مؤخرا الى تأييد الصفقة. هذا ازاء علاقته الوثيقة مع المستويات الميدانية في الذراع العسكري.

الانعطافة في موقف حماس حدثت لعدة اسباب. بشكل جزئي يقولون في جهاز الاستخبارات بأن تفسير هذه الانعطافة يكمن في زيادة نجاعة الضغط العسكري. هذه النجاعة وجدت التعبير في تصفية محمد الضيف وفي الهجمات الجوية الكثيرة التي قتل فيها بضع عشرات من المخربين والقادة الميدانيين في حماس. سبب محتمل آخر يتعلق بالتغير في الرأي العام الدولي بالنسبة للحرب. في الاشهر الاولى من السنة اظهرت الدول الغربية الاهتمام الكبير بما يحدث في غزة، مع وجود انتقاد متزايد لاسرائيل ازاء قتل المدنيين والمشكلات في ادخال المساعدات الانسانية الى القطاع. الآن الولايات المتحدة تنشغل بالدراما التي تحدث حول الانتخابات الرئاسية وانسحاب الرئيس الامريكي من المنافسة. الاحتجاج في الغرب ضد اسرائيل بسبب افعالها في القطاع تقلص، وفي حماس اصبحوا لا يعتقدون أن المنظمة تنجح في املاء جدول الاعمال الدولي، ووضع القضية الفلسطينية على رأسه. 

في نفس الوقت دعم الجيش الاسرائيلي للصفقة يرتبط ايضا بسلم الاولويات الاستراتيجية. في الجيش آخذة في التبلور فكرة أن التحديات في جبهات اخرى، حزب الله، الحوثيين وخلفهم التوجيه من ايران، تزداد وتقتضي متابعة أكثر يقظة والاستعداد وتخصيص الموارد. في الجيش الاسرائيلي معنيون بمواصلة العمليات ضد حماس كلما كانت حاجة اذا انهار وقف اطلاق النار. ولكنهم يريدون تقليص حجم القوات الموجودة في القطاع من اجل الاستعداد لاحتمالية تصعيد آخر في لبنان.

ليس نهاية المطاف

يستمر في سلاح الجو وفي قيادة الجبهة الداخلية التأهب خوفا من هجمات اخرى بالصواريخ والمسيرات من قبل الحوثيين في اليمن. جزء من قرار مهاجمة اليمن في يوم السبت الماضي كان ينبع من الضغط الذي استخدمه الجيش. الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو بشكل خاص يخططون منذ فترة طويلة لاحتمالية مهاجمة اليمن، رغم المسافة البعيدة، بسبب ازدياد العمليات الاستفزازية للحوثيين منذ بداية الحرب. حقيقة أن اطلاق المسيرة في فجر يوم الجمعة الماضي تسبب باصابات، قتيل وثمانية مصابين، زادت الضغط من اجل العمل.

نتنياهو نفسه لم يكن متحمس للرد. خلال الحرب حرص على القول في النقاشات الامنية بأن الحوثيين لا يعتبرون مشكلة بالنسبة لاسرائيل. وقد برر ذلك بأن العالم هو الملزم بالعمل على حماية الملاحة البحرية. عندما تشكل التحالف البحري ضد الحوثيين برئاسة الولايات المتحدة، قال نتنياهو بأن تشكيله اثبت صحة رأيه. لكن الهجمات الكثيرة لدول الغرب لم تزحزح الحوثيين عن موقفهم ولم تعزز أمن الملاحة في البحر الاحمر. قناة السويس وميناء ايلات تكبدا ضربة اقتصادية قاسية من الهجمات على السفن في البحر الاحمر وفي المحيط الهندي. في المنظومة السياسية قالوا إن هجوم الحوثيين في تل ابيب، ورد اسرائيل القاسي في ميناء الحديدية في اليمن، تقدم الدليل على أن نتنياهو اخطأ في قراءة الوضع. عقد الكابنت في يوم السبت الماضي بشكل استثنائي نبع ايضا من أنه لم تعرض عليه في السابق خطة هجوم في اليمن، لأن رئيس الحكومة لم ير أي حاجة اليها. صباح أمس اطلق الحوثيون صاروخ بالستي نحو ايلات. الصاروخ تم اعتراضه بصاروخ “حيتس 3” الاسرائيلي، الذي تم اطلاقه من جنوب اسرائيل. ولكن في منطقة ايلات سمعت صفارات الانذار خشية سقوط شظايا بسبب الاعتراض. لم تكن أي اصابات، والنجاح في الاعتراض اعتبر أمر مفهوم ضمنا، رغم أنه تم استخدام منظومة “حيتس” بصورة جارية للمرة الاولى فقط الحرب الحالية. في اسرائيل يعتقدون أن هذا ليس نهاية المطاف وأن الحوثيين سيواصلون محاولة ضرب اهداف اسرائيلية. المتحدثون الحوثيون هددوا في الاشهر الاخيرة بتشويش حركة الملاحة حتى في موانيء اسرائيل على البحر المتوسط، حيفا واسدود، كما فعلوا لحركة الملاحة البحرية في ميناء ايلات. المليشيات الشيعية في العراق تفاخرت عدة مرات منذ بداية الحرب بأنها قامت بمهاجمة هذه الموانيء، رغم أنه لم يتم تشخيص أي مسيرات قربها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى