هآرتس: لحظة قبل تحول لبنان الى غزة 2، يجب استعادة قرار الامم المتحدة 687
هآرتس 29/9/2024 الوف بن: لحظة قبل تحول لبنان الى غزة 2، يجب استعادة قرار الامم المتحدة 687
الحرب الايرانية – الاسرائيلية على الهيمنة في الشرق الاوسط، التي بدأت بهجوم حماس في 7 تشرين الاول الماضي، دخلت الى مرحلة جديدة عندما تم تفجير بيجرات حزب الله في 17 ايلول، وتصعيد اسرائيل لهجماتها في لبنان، التي وصلت الآن الى الذروة باغتيال حسن نصر الله. ولكن حتى بدون الامين العام الذي خلال سنوات تم تضخيمه في الرأي العام في اسرائيل كعدو اسطوري، وحتى بعد الاضرار الشديد بحزب الله، فان تهديد “حلقة النار” لم تتم ازالته بعد. الصواريخ الثقيلة يمكن أن تمس الجبهة الداخلية والبنى التحتية، ومستوطنات الجليل الاعلى المهددة بالصواريخ المضادة للدروع والصواريخ قصيرة المدى ما زالت فارغة.
النجاحات العملية في الشمال جددت ثقة الجمهور بقدرة الجيش الاسرائيلي، التي هزت بشكل كبير بعد الهزيمة الاولى في الجنوب. الدعم الكبير للمجتمع اليهودي لتصعيد الحرب ضد حزب الله، وربما حتى ضد ايران، يقرب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من التيار العام بعد سنتين على التخندق مع اليمين المتطرف والجمهور الحريدي. فجأة نتنياهو والجيش يصبحون اصدقاء، يحتفلون بالنصر الذي اعلن عنه رئيس الحكومة في الامم المتحدة. بعد عدة عناقات كهذه سيقوم “اخوة السلاح” سيطلبون منه القاء خطاب ضد نفسه في المظاهرات. عندما ستنتهي الشمبانيا الوردية ويتلاشى الغبار عن الانقاض في الضاحية، يجب على اسرائيل اتخاذ القرار بشأن الى أين نحن ذاهبون. أحد البدائل سيكون “العملية البرية” في جنوب لبنان – تدمير القرى الشيعية ومنع عودة سكانها وضم المنطقة حتى نهر الليطاني. اسرائيل ستشرح للعالم بأن لبنان تنازل بالفعل عن سيادته في الجنوب، لذلك فانه مسموح نقل الحدود واستبدال السكان. هذا يظهر بشكل جيد في مجموعات الواتس اب لليمين، ولكن تجديد الحزام الامني سيثير المشكلات الاخلاقية صعبة، وسيتعرض الجنود للخطر ولن ينهي التهديد للجبهة الداخلية.
في نفس الوقت تجديد قرار الامم المتحدة 1701، الذي نص على ابعاد حزب الله عن الحدود بعد انتهاء حرب لبنان الثانية، يثير القليل من الحماس بعد الفشل الطويل الذي استمر لسنوات في تطبيقه. بدلا من العودة الى فصل القوات الذي فشل فان اسرائيل يجب عليها أن تطرح عملية جريئة اكثر، نزع سلاح حزب الله بشكل كامل، لا سيما الصواريخ الثقيلة برقابة دولية.
الخطاب في اسرائيل فضل استخدام القوة على الدبلوماسية، وباركت قصف المنشآت النووية في العراق وفي سوريا. ولكن اسرائيل ربحت ليس أقل من ذلك من نزع سلاح التدمير الشامل في العراق وليبيا وسوريا، الذي قامت به الامم المتحدة بدعم الدول العظمى. قرار الامم المتحدة رقم 687 الذي أنهى حرب الخليج قضى على المشروع النووي الذي قام بتطويره صدام حسين بعد المفاعل النووي. وسوريا اضطرت الى التنازل في 2013 عن السلاح الكيميائي، واسرائيل توقفت عن تزويد المواطنين بكمامات الغاز وحقن الاتروفين. ليبيا تنازلت حتى قبل ذلك عن مشروعها النووي خوفا من مهاجمتها.
في السنة الاخيرة اسرائيل اظهرت استعدادها لاستخدام القوة بدون كوابح حتى لو كانوا يصرخون “ابادة جماعية”، ويهددون قادتها بالاعتقال، وخفضوا تصنيفها الائتماني. في غزة اسرائيل جردت بنفسها حماس من قدراتها، نفق تلو نفق، وهي تتقدم في عملية كهذه في الشمال ايضا، بالاساس من الجو. لحظة قبل تحويل لبنان الى غزة 2، يجب عليها أن تطالب المجتمع الدولي بتكرار القرار 687 وانشاء آلية لنزع سلاح حزب الله واعادة سيادة حكومة لبنان في الدولة. بدلا من خلق المزيد من الدمار واللاجئين يجب عليها ارسال الى الميدان مراقبين يرتدون الخوذات الزرقاء من اجل تدمير الصواريخ ومصانع الانتاج. التصعيد سيتوقف، سكان الجليل سيعودون الى بيوتهم، واسرائيل يمكنها تحقيق وقف لاطلاق النار واعادة المخطوفين في الجنوب، بعد أن اظهرت لاعدائها بأنه لا يمكنهم العبث معها.