هآرتس: لاتفاق مناقض لمباديء اليمين وروح القاعدة، لكن اعضاء الحكومة لا ينبسون ببنت شفة ضده
هآرتس 27-11-2024، رفيت هيخت: لاتفاق مناقض لمباديء اليمين وروح القاعدة، لكن اعضاء الحكومة لا ينبسون ببنت شفة ضده
اكثر من أي شيء آخر، يبدو أن اعضاء الحكومة يخجلون. أو على الاقل لا يتفاخرون بشكل خاص – باتفاق وقف اطلاق النار في لبنان امام حزب الله الذي دفع بنيامين نتنياهو نحوه بكل القوة. باختصار، عندما يبررون الاعيب تسويق نتنياهو فان الحديث يدور عن اتفاق مناقض لمباديء اليمين وروح القاعدة والاقوال الفارغة حول النصر المطلق، وفوق كل ذلك هو مناقض لرغبة معظم رؤساء السلطات في الشمال الذين يرفض سكانه العودة الى بيوتهم. حتى نتنياهو يبدو أنه لا يصدق وعوده بخصوص اعادة سكان الشمال بشكل آمن – هو نفسه لم يخاطر بدعوتهم الى العودة الى بيوتهم.
إن حرج الحكومة وقف وراء الاحاطات السريعة لاعضاء الحكومة حول الضغط الشديد من قبل الادارة الامريكية. هذه الاحاطات شملت اخطار مختلفة جدا، التي مشكوك فيه اذا كان لها أي صلة حقيقية بالواقع الذي يوجد خلف صفحات رسائل نتنياهو، مثل تمرير قرارات ضد اسرائيل في مجلس الامن بدون فرض الفيتو الامريكي، وتسهيلات مبالغ فيها للفلسطينيين، وبالطبع تأخير ارساليات السلاح.
التلميح الى انهزامية الادارة الديمقراطية، وهو عمل ينكر الجميل، وقف في مركز خطاب نتنياهو، الذي قرر بنفسه ما هو النصر المطلق، حتى لو لم يكن لذلك أي صلة بالواقع الحقيقي لعشرات آلاف الاسرائيليين المخلين. البيبية، التي لا ترتبط سواء باليمين أو اليسار، تكتفي بذلك اصلا. واكثر من ذلك أن نتنياهو لم يعد حقا يهتم.
بعض الاعضاء في الحكومة اظهروا خلال اليوم فجأة براغماتية يقظة بشأن “عالم بدائل”، الذي فيه الاتفاق هو الافضل الذي كان يمكن التوصل اليه. ولكن الدليل الافضل على حرج الحكومة هو رفض الكثير من الوزراء تسميتهم في قائمة المؤيدين الواضحين لخطوة نتنياهو. أي واحد منهم لم يرغب في أن يسجل في القاعدة المؤيدة للاتفاق، لكنهم لم يتجرأوا على الوقوف ضده.
باستثناء قلائل مثل عميحاي شكلي، دان اليزور، عميت هليفي، تالي غوتلب وموشيه سعادة، في القائمة حافظوا على الهدوء. “في قاعدتنا توجد معارضة شاملة تقريبا لهذا الاتفاق”، قال وزير من الليكود. “لكن حجم هذه المعارضة لم يصل الى مستوى يزعج بيبي، الذي عمل في هذه المرة بقوة كي يمرر الاتفاق”.
نتنياهو حاول تأطير الاتفاق مع حزب الله على أنه وقف مؤقت لاطلاق النار، يخضع للامتحان، وأن يبث رسالة تقول بأنه يكسب الوقت الى حين دخول ترامب الى البيت الابيض، الذي سيمنحه كما يبدو حرية عمل اكبر. اضافة الى أنه لا يوجد أي شخص جدي يصدق نتنياهو، إلا أن هناك مكان للشك بأن ترامب ايضا كان معني جدا بوقف اطلاق النار الذي يدور الحديث عنه، واحتمالية السماح باستئناف الحرب في ولايته هي صفر تقريبا (“ترامب يريد تسلم منصبه في الوقت الذي لا تكون فيه حرب”، قال مصدر مطلع على المحادثات).
في تصريحه المسجل والمحرر حاول نتنياهو العودة الى العامل المعروف بالنسبة له وهو التلويح باجتثاث تهديد ايران كذريعة لاهمال كل المشكلات الاخرى (ليس أن الهدف الاساسي تحقق، وبالتأكيد ليس في السنة التي هاجمت فيها ايران اسرائيل بمئات الصواريخ، والآن هي تسسرع الخطى نحو السلاح النووي). وعلى سؤال لماذا في الشمال يمكن العودة والقتال متى شئنا أو عند الحاجة، وفي غزة، التي يوجد فيها اخوتنا واخواتنا الذين يعانون من التنكيل المتواصل، لا يمكن فعل ذلك؟. هو لم يكلف نفسه عناء الرد على هذا السؤال.
إن فصل الساحات يعتبر انتصار لاسرائيل، وانجاز يمكن أن ينسبه نتنياهو لنفسه. ولكن محظور نسيان الفرق الجوهري بين الجبهات، الذي يقف في علاقة معاكسة مع اهمية استمرار الحرب. انهاء الحرب في غزة سيخيب أمل الشركاء اصحاب الطموحات العقارية في القطاع. لذلك فان من شأنه أن يحل الحكومة. انهاء القتال في الشمال لم يطرح تهديد كهذا لأنه باستثناء عدد من الحالمين فان لا احد يريد الاستيطان في لبنان. هذا كما يبدو هو معظم القصة اذا لم يكن كلها.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook