ترجمات عبرية

هآرتس: في الطريق الى قصف فوردو، اعتماد اسرائيل على الولايات المتحدة يصل ذروة جديدة

هآرتس 18/6/2025، الوف بنفي الطريق الى قصف فوردو، اعتماد اسرائيل على الولايات المتحدة يصل ذروة جديدة

حرب 7 اكتوبر عمقت اعتماد اسرائيل على الدعم الامريكي، الدبلوماسي، الاقتصادي والامني. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يمكنه مواصلة هذه الحرب للاسبوع الواحد وعشرين، ويواصل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين، وتدمير غزة وتهديد سكانها بالطرد، واحتلال اراضي من سوريا ولبنان اعتمادا على الفيتو الامريكي في مجلس الامن، الذي يمنع مسبقا أي محاولة للامم المتحدة لفرض على اسرائيل وقف اطلاق النار أو الانسحاب. الجيش الاسرائيلي يمكنه المحاربة ومخازنه مليئة بمنظومات السلاح من انتاج امريكي، بتمويل ميزانيات المساعدات التي تعاظمت. الدفاع عن سماء اسرائيل من الصواريخ والمسيرات يعتمد على منظومات الكشف والانذار والتنسيق العملياتي الذي تديره قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الامريكي (السنتكوم).

حتى يوم الجمعة الماضي، الدعم الامريكي كان فقط دفاعيا. شن الحرب ضد ايران يشكل ذروة جديدة في اعتماد اسرائيل على الولايات المتحدة. للمرة الاولى في تاريخها فان اسرائيل تطلب أن تشارك قوات امريكية الى جانبها حتى في القتال الهجومي ومساعدتها على قصف منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم. حسب اقوال الخبراء فان تدمير هذه المنشأة بواسطة القصف يتجاوز القدرة التكنولوجية لسلاح الجو الاسرائيلي، لأن ذلك يحتاج الى استخدام قنبلة ثقيلة “تخترق الحصون”. هذه القنبلة يمكن القاءها فقط بواسطة قاذفة النخبة المتملصة بي2 الموجودة في الاستخدام الحصري لسلاح الجو الامريكي. ايضا هم ايضا بحاجة الى عدة طلعات لتدمير المنشأة المحصنة المخبأة تحت سلسلة جبلية.

الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيبت في الايام القريبة القادمة اذا كان سيرسل القاذفات الى فوردو. في ظل غياب دفاعات جوية ايرانية فان المهمة غير معقدة بشكل خاص. وحسب ما نشر في وسائل الاعلام الامريكية فان هذه العملية تم التدرب عليها في السابق. المنشأة في الاصل لا يمكن أن تهرب، ومشغلوها حصلوا على ما يكفي من الانذار من اجل اطفاء الاجهزة وتهريب العاملين. تردد ترامب ينبع من الخطر السياسي وليس العسكري. فاعلان الحرب على دولة عظمى اقليمية، التي يمكن أن تشوش تزويد النفط العالمي، وجر امريكا الى تورط ثالث في الشرق الاوسط بعد الحرب في افغانستان والعراق، جيران ايران.

ترامب تم انتخابه مرتين في ظل وعده بعدم الانجرار الى حروب زائدة، وهذا هو ايضا موقف الجناح الايديولوجي في حزبه. في المقابل، الجمهوريون الذين يؤيدون نتنياهو والذين يعبرون في صحيفة “وول ستريت جورنال” عن رأيهم وفي الموقع المحافظ “بري بريس” يقفون ويطلبون من الرئيس انهاء العمل الذي بدأ فيه الجيش الاسرائيلي وارسال بي2 الى فوردو.

الرسالة المفهومة ضمنا في الاعلام الاسرائيلي واضحة. فالرئيس الامريكي فرنكلين روزفلت رفض قصف القطار الذاهب الى اوشفيتس في 1944، وترامب يمكنه تشغيل “اوشفيتس جديدة” في فوردو اذا لم يعمل بكل القوة الآن. نتنياهو يصف ويشبه منذ سنوات المشروع النووي الايراني بأنه نسخة حديثة لمعسكرات الموت النازية. في الفترة الاخيرة هو يحذر من مثل هذه التصريحات، لكن يمكن التقدير بأن خطة حرب نتنياهو ورئيس الاركان ايال زمير تعتمد على “قدم تقوم بالانهاء”، التي ستقلع من امريكا وتدمر المنشأة النووية الموجودة على سفح الجبل. اذا بقيت فوردو سليمة فان ايران يمكنها ترميم المشروع النووي بسرعة كبيرة جدا.

في عملية “كديش” في 1956 وضعت فرنسا اسراب حربية في اسرائيل من اجل الدفاع عن سمائها من سلاح الجو المصري. الولايات المتحدة كررت هذا النموذج في نشر بطاريات الباتريوت في حرب الخليج في 1991 امام صواريخ السكاد العراقية، وفي كل الازمات التي اندلعت منذ ذلك الحين. الآن يوجد في جبل كيرن الموجود في النقب رادار بعيد المدى للجيش الامريكي، الذي يكشف الصواريخ التي تهاجم من ايران. وفي مواقع اخرى في اسرائيل تنتشر بطاريات ثائد. عندما هاجمت ايران بالصواريخ والمسيرات اسرائيل مرتين في السنة الماضية، ومرة اخرى في الحرب الحالية، فان الطائرات والسفن التابعة للولايات المتحدة وحلفاء آخرين شاركت في الاعتراض. هذا التعاون سجل ايضا امام الحوثيين في اليمن. 

لكن حتى الآن امتنعت اسرائيل عن الطلب من الامريكيين المحاربة الى جانبها ومن اجلها. بناء على ذلك فان زعماءها وقادة جيشها عادوا وقالوا انهم لن يعرضوا للخطر الجنود الامريكيين، خلافا لحلفاء آخرين للولايات المتحدة. المساعدات الامنية الضخمة لاسرائيل تم تبريرها بذريعة ان الجيش الاسرائيلي هو “حاملة الطائرات البرية” للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، وهي البديل لانتشار دائم للقوات الامريكية مثلما في المانيا، كوريا الجنوبية، اليابان والسعودية.

هذا المبدأ تم تحطيمه الآن، وللمرة الاولى تم تثبيت السابقة التي تقول بأن اسرائيل تطالب بأن يحارب الطيارون الامريكيون جنبا الى جنب مع رجال تومر بار، قائد سلاح الجو. وحتى لو لم يتم قصف المنشأة في فوردو في نهاية المطاف فان ايران ستخضع وتفككها بنفسها، أو أن الجيش الاسرائيلي سيجد طريقة اخرى لقصفها – الطابو على طلب المساعدة الامنية تحطم، الطلب بأن تقوم امريكا بقصف فوردو يدل على ان هناك مهمات اكبر من مقاس الجيش الاسرائيلي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى