ترجمات عبرية

هآرتس: في الحسابات الإسرائيلية عن الخروج الى هجوم بري في جنوب لبنان لا مكان لغرور العظمة

هآرتس 30/9/2024، عاموس هرئيل: في الحسابات الإسرائيلية عن الخروج الى هجوم بري في جنوب لبنان لا مكان لغرور العظمة

في الضاحية الجنوبية في بيروت اخرجوا ظهر أمس جثة رئيس حزب الله، حسن نصر الله، من تحت انقاض مركز القيادة، المبنى الذي قصفه سلاح الجو الاسرائيلي في يوم الجمعة. بعد وقت قصير أكد حزب الله بأنه في هذا الهجوم قتل ايضا علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله. في هجوم آخر لاسرائيل في يوم السبت قتل نبيل قاووق، وهو اسم معروف في قيادة حزب الله منذ ثلاثة عقود. وأمس، حيث استؤنف القصف في الضاحية، يبدو أنه كان على مرمى الهدف عدد من الباقين الأخيرين في قيادة حزب الله.

بعيدا عنهناك، في ايران، في حادث لم تتضح ظروفه بعد، قتل المنسق الاعلى اليمني للحوثيين بتحطم مروحية. في اليمن نفسها قصف سلاح الجو للمرة الثانية ميناء الحديدة ردا على اطلاق صاروخ على مركز البلاد أول أمس. جميع هذه العمليات، التي كل واحدة منها كانت ستحصل على عنوان كبير لو أنها كانت قبل شهر أو شهرين، تم اقصاءها الى هامش الاخبار على خلفية اغتيال حسن نصر الله، الذي هو من الاشخاص الهامين في الشرق الاوسط في العقود الاخيرة.

في مقال نشر في مجلة “تايم” اقتبس فراس مقصد، محلل في أحد معاهد الابحاث في واشنطن، مقولة قديمة لفلادمير اليتش لينين: “هناك عقود لا يحدث فيها أي شيء. وهناك اسابيع تحدث فيها عقود”.

هذا صحيح بالتأكيد بالنسبة للاسابيع الاخيرة التي فيها يبدو أن اسرائيل حطمت تقريبا بشكل كامل العمود الفقري لقيادة لحزب الله، ودمرت جزء كبير من مخزون صواريخه وقذائفه، وأنهت ذلك بعملية الاغتيال الصارخة لرئيسه. ولكن المهمة لم تنته حقا. فالهجمات الكثيفة لسلاح الجو تستهدف، الى جانب الاستمرار في ملاحقة الشخصيات الرفيعة، مخازن صواريخ وقذائف اخرى. سؤال واحد بقي مفتوح وهو هل العملية التي تستكمل الهجوم الجوي، التي سجلت نتائج بعيدة المدى، ستشمل هجوم بري للجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان.

رؤساء المجالس المحلية على الحدود الشمالية، التي تم اخلاء سكانها، اضافة الى شخصيات رفيعة في قيادة المنطقة الشمالية، يضغطون للدفع قدما بهذه الخطوة. حسب قولهم هناك حاجة كبيرة الى معالجة البنية التحتية العسكرية التي اقامها رجال حزب الله، بالاساس وحدات قوة “الرضوان”، قرب الحدود، فوق وتحت الارض، خلال سنوات منذ الحرب الاخيرة في 2006. ومثلما حدث في قطاع غزة فان هذا يمكن أن يتم بالاساس بواسطة ادخال القوات البرية، لكن سيرافقه احتكاك عسكري اصعب وخسائر ايضا. على مدى سنين تمت مناقشة خطط مختلفة، بدءا بدخول محدود الى مناطق سيطرة وانتهاء باحتلال كل المنطقة جنوب نهر الليطاني.

مع الاخذ في الحسبان الاجراءات التي قام بها حزب الله لسنوات استعدادا لعملية برية من قبل اسرائيل في جنوب لبنان، فان هذه لن تكون مهمة سهلة. حتى لو كان كثير من اعضاء الحزب هربوا نحو الشمال. النقاشات في اسرائيل تتناول مسألة هل هذه العملية هي حيوية، وهل الضروري الآن هو ضربة اخرى للحزب من اجل تدميره والمس بمكانته وقدراته لسنوات.

الادعاء السائد في الفترة الاخيرة هو أن اسرائيل عانت من تقدير زائد لحزب الله، وخلال سنوات اخافت نفسها منه بشكل مبالغ فيه. الضعف والتشويش الذي يظهره حزب الله منذ هجوم البيجرات في 17 ايلول يثير وبحق مثل هذه التساؤلات. مع ذلك، ليس بالصدفة أن هذه هي الحادثة الاولى في نوعها التي فيها جيش، أو منظمة، يشهد انهيار كبير في وقت الحرب خلافا للتوقعات المسبقة. ضربة مفاجئة كبيرة جدا اثناء الحرب تؤدي الى الفوضى والشلل وتضر باتخاذ القرارات في القيادة وتترك القادة في الميدان والجنود العاديين ليحاربوا وحدهم. بالتحديد اسرائيل من بين الجميع يجب أن تعرف ذلك. هذا تقريبا ما شاهدته فرقة غزة في 7 تشرين الاول.

الانجازات الكبيرة التي راكمها الجيش الاسرائيلي مؤخرا شجعت على اجواء النشوة في الاستوديوهات، حيث المذيعين والخبراء تنافسوا فيما بينهم على تقدير ضعف العدو وتوزيع المديح على ابداع اسرائيل. ومثلما هي الحال دائما يجدر التذكر بأنه لا يوجد هنا صافرة نهاية، وأن العدو، بدءا بايران وحتى حزب الله وحماس، ما زال يمكنه الرد حتى لو تعرض لضربة شديدة. وحقيقة أن حزب الله يطلق في هذه المرحلة بضع مئات من الصواريخ تعكس كما يبدو قوة الصدمة والتشويش في صفوف الحزب. هذا لا يعني أنه لن يقوم أي أحد في مستوى القيادة هناك ويتولى زمام الامور في القريب.

الامر الذي يقلق الكثر هو رد ايران. فالحساب المفتوح على اغتيال اسماعيل هنية زاد بشكل كبير بعد اغتيال حسن نصر الله. وحتى أن الزعيم الروحي علي خامنئي (85 سنة)، الذي يحذر بشكل عام من التورط في حرب، يصعب التصديق بأنه سيسمح لنفسه لفترة طويلة بالمرور مر الكرام على ما حدث.

بخصوص الساحة الجنوبية يمكن التقدير وبحذر أن الشائعات حول موت رئيس حماس يحيى السنوار كانت مبالغ فيها، وربما سابقة لأوانها. وللمفارقة، ربما يوجد في ذلك افضلية معينة، السنوار يظهر في هذه الاثناء أنه الشخص الوحيد في حماس الذي يمكنه عقد صفقة التبادل. وهو منذ فترة طويلة يقوم بتأخير الرد على محاولات الوساطة، لكنه ليس الوحيد الذي يفشل الصفقة. فرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي بشر أول أمس المواطنين بـ “أيام كبيرة” تنتظر شعب اسرائيل، يبدو كأنه فقد الاهتمام كليا بالمفاوضات في الجنوب.

نتنياهو يدفع ضريبة كلامية من اجل اعادة المخطوفين، لكنه عمليا يركز على الصراع الاقليمي الآخذ في السخونة. رئيس الحكومة يحظى بالتصفيق والهتافات من قاعدته السياسية على خلفية النجاحات في لبنان، التي وبحق احتاجت منه اتخاذ قرارات في ظل عدم اليقين والمخاطرة. حسب ما يمكن فهمه الآن فان توجه نتنياهو هو نحو الهجمات على كل الجبهات. ووقف اطلاق النار لا يوجد على رأس سلم اولوياته رغم صراخ عائلات المخطوفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى