هآرتس: في الائتلاف ينفرون من الشغب في قواعد الجيش لكن الخوف من القاعدة يشلهم
هآرتس 31/7/2024، رفيت هيخت: في الائتلاف ينفرون من الشغب في قواعد الجيش لكن الخوف من القاعدة يشلهم
مهما ظهر الامر سخيفا فان اعمال الشغب في سديه تيمان وفي بيت ليد لا يتوقع أن تؤثر، على الاقل في الفترة القريبة، على المنظومة السياسية بشكل عام وعلى الائتلاف بشكل خاص. من اجل امتاع الأذن يجدر وضع التشويه في معادلة بسيطة. احداث مثل الفشل في تمرير قانون الحاخامات، الذي يعتبر بؤبؤ عين رئيس شاس، آريه درعي والذي تم منع تمريره من قبل الوزير ايتمار بن غفير، تهز الائتلاف. الامر مختلف عندما يقتحم جمهور عنيف قاعدة للجيش الاسرائيلي اثناء الحرب بمشاركة ودعم وزراء واعضاء كنيست.
كثيرون في الائتلاف يعارضون ما حدث أول أمس، وحتى أنهم يدركون الاخطار الكامنة في تحقيق كهذا، والتي تصل الى درجة التهديد بتفكيك جيش الشعب. ولكن في معظمهم، حسب اقوال وزير، ببساطة يخافون من القاعدة ولذلك هم يصمتون. باستثناء الجناح الكهاني في الحكومة، معظمهم يجدون صعوبة في تبرير اختراق فظ جدا لمعايير مدنية اساسية، باسم الدفاع عن افعال أو الاشتباه بافعال مثل التنكيل والتحرش الجنسي. الحل السائد الذي عثر عليه معظمهم هو التراجع الى التناظر الذي يضع امام هذه الاحداث الاحتجاج ضد الحكومة (اول من استخدمه هو بالطبع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو). “يوجد هنا 10 في المئة من اليمين و10 في المئة من اليسار، الذين ببساطة يدمرون الدولة”، قال وزير في الحكومة. “المتطرفون سيطروا هنا على كل شيء، وكل شيء يجب أن يستدعي موافقتهم. عندما يجب عليك سماع رأي سموتريتش وبن غفير عن كل شيء وعن كل موضوع فان هذا هو الوضع الذي ستصل اليه”.
ادعاء آخر يتم سماعه في اطار “الحداد” الذي يرافق بتصميم انتقاد اعمال الشغب يتعلق بالطريقة التي تم فيها تنفيذ الاعتقالات. هذا كان موقف اليمين المهيمن في النقاش المغلق والسري الذي جرى أمس في لجنة الخارجية والامن، الذي سماه المشاركون بأنه أحد النقاشات الصاخبة والاكثر تشددا في الكنيست الحالية، الذي فيه واجه بعض اعضاء الكنيست الذين شاركوا في اعمال الشغب قادة كبار في الجيش. “من الواضح أنه اذا المشتبه فيهم قد فعلوا ما نسب اليهم فيجب أن تتم معاقبتهم”، قال مصدر رفيع في الليكود. “لكن هناك طريقة لفعل ذلك، وفي هذه الحالة النيابة العامة فقدت البوصلة”.
عضو آخر في الائتلاف قال إن “اقتحام قواعد الجيش الاسرائيلي هو خط احمر محظور اجتيازه، لكن النيابة العامة تصرفت برحمة. لا يمكن التعامل مع جنود الجيش الاسرائيلي مثلما يتم التعامل مع اعضاء مافيا، مسموح التحقيق معهم، لكن محظور اعتقالهم”.
الردود لبعض اعضاء الائتلاف الذين يعتبرون معتدلين (أي انهم ليسوا كهانيين)، التي تتراوح بين التورط والتحفظ، لا يمكن أن تفاجيء أي شخص لديه منحنى تعلم متوسط. بما يشبه الانقلاب النظامي، حتى في الايام الاولى بعد 7 اكتوبر، ايضا الآن هناك عدد غير قليل من اعضاء الائتلاف الذين يتحفظون بصورة قاطعة من اعمال الشغب، لكنهم يمتنعون عن اسماع صوتهم ضدها، بدون دمجها بادعاءات مختلفة من اجل “البقاء على قيد الحياة في القاعدة”.
يمكن ايجاد العزاء في أنه انضم لوزير الدفاع يوآف غالنت، ممثل جهاز الامن والذي يحذر من كارثة اخرى في اعقاب تعزز الفوضويين الكهانيين، وزير الداخلية موشيه اربيل. ففي تصريح علني حازم اربيل وبعض اعضاء الكنيست في الائتلاف قاموا أمس بنشر رسالة خاصة في اعقاب اعمال الشغب. ولكن طالما أن رئيس الحكومة لا يتخذ أي خطوات ضد اعضاء حكومته الذين يدعون الى التمرد في الجيش فان معنى هذه التصريحات محدود.
التوتر بين الحكومة والجيش يتوقع أن يتفاقم اذا استمر نتنياهو في احباط فرصة اخرى للتوصل الى عقد الصفقة، رغم موقف جهاز الامن الذي يعطي اشارات لكل وسيلة عن الحاحية التوصل الى هذه الصفقة. اذا ذوصلت الامور وبحق الى هناك فان كثيرين يقدرون بأن رؤساء جهاز الامن سيعبرون عن مواقفهم علنا. هذا التصعيد يؤجل في هذه الاثناء مشكلة اخرى وهي تسخين الساحة في الشمال بعد رد اسرائيل في بيروت على مذبحة الاطفال في مجدل شمس.
ساعر لا ينضم حتى الآن
في الليكود يقولون إن ساعر اوضح في هذه المرة بأنه لن يكتفي بأقل من حقيبة الدفاع، وتحصين رجاله في الليكود. (“نتنياهو حتى الآن لا يوجد في وضع يسمح له باقالة غالنت، ايضا هو غير واثق بأن تحصين رجاله سيمر بسهولة في مركز الليكود”، يقولون هناك). ساعر ينفي اجراء مثل هذه المفاوضات. وتجربة الماضي تدل بالمناسبة على أن ساعر هو الذي يقول الحقيقة. مع ذلك، هو لا يغلق بشكل نهائي الباب.
مصادر في المستوى السياسي تقدر بأن الظروف السياسية، التي هي ضعفه في الاستطلاعات، والاحتمالية الناقصة حتى الآن لتشكيل حزب كبير لليمين، يمكن أن تضعف المعارضة القوية التي عبر عنها في السابق. “جدعون ساعر هو كائن سياسي، والكائن السياسي يريد مواصلة العيش في المجال السياسي. والآن لا يبدو أن لديه أي بديل”، قال احد اصدقاءه في المعارضة.
يجب اضافة الى هذا التخمين تحفظات. ساعر، الذي هو من الاركان الاساسية في حكومة التغيير امتنع أن يبيع حتى الآن معارضته لنتنياهو مقابل ثمن زهيد، بما في ذلك مناصب رفيعة تم عرضها عليه. تحفظ آخر هو طبيعة نتنياهو نفسه. “نتنياهو يمكن أن يعرض على ساعر ما يريده، لكن في نهاية المطاف هو لن يتخلى عن بن غفير وسموتريتش والحريديين”، قال وزير في الليكود. “هم الكتلة الفولاذية بالنسبة له، وخلافا لساعر هم لا يمكنهم الانقلاب عليه”.