ترجمات عبرية

هآرتس: فيلادلفيا ونتساريم هما ذريعة فقط، المخطوفون يموتون على مذبح الائتلاف

هآرتس 2/9/2024، عاموس هرئيلفيلادلفيا ونتساريم هما ذريعة فقط، المخطوفون يموتون على مذبح الائتلاف

مرحبا، يا ابناء الصف الاول، اليوم سنتعلم عن التخلي عن الاخوة والاخوات. قليل من الاحتفالية التي بقيت من احداث افتتاح السنة الدراسية صباح أمس، 1 ايلول، اخذت منها في الليلة الاخيرة عندما بدأت تتسرب البشرى السيئة من رفح، ستة مخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة بشكل ما في انفاق حماس تقريبا مدة 11 شهر، رغم الاعمال الفظيعة التي مرت عليهم في الاسر تم اعدامهم في الايام الاخيرة على يد حراسهم.

عندما وصل جنود الكوماندو البحري الى النفق كان الوقت اصبح متأخر جدا. في المكان بقيت فقط جثث، امرأتان واربعة رجال. واحدة من سكان كيبوتس، والخمسة من المشاركين في الحفل، الذي فقط عدد قليل من الناجين منه بقوا على قيد الحياة في جهنم غزة.

عمليا، هناك خوف معقول من أن عملية الجيش الاسرائيلي الاخيرة في رفح، للبحث عن المخطوفين هي التي جعلت حماس تقرر قتل المواطنين الستة الاسرائيليين. يمكن التقدير بأن هذا اصبح اسلوب عمل ثابت وأنه تمت بلورته بعد عمليات انقاذ ناجحة نفذها الجيش في الاشهر الاخيرة – قتل المخطوفين اذا اقترب الجنود من اجل حرمان اسرائيل من أي انجاز محتمل. هذه جريمة حرب فظيعة. يجب الامل، والاهتمام ايضا، بأن كل كبار قادة حماس، من يحيى السنوار وما دونه، سيدفعون الثمن عن دورهم في هذه الافعال.

تسلسل الاحداث الاخيرة يضع في ضوء مختلف قليلا جلسة الكابنت التي عقدت في مساء يوم الخميس الماضي. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، نفذ هناك انقلاب سريع أدى الى المصادقة على مشروع قرار يبقي قوات الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا. وزير الدفاع، يوآف غالنت، عارض ذلك بالصراخ. نتنياهو، قال غالنت، فرض على القيادة العليا في الجيش خارطة انتشار لم يرغب الضباط بها. “رئيس الحكومة يمكنه اتخاذ أي قرار، ايضا يمكنه تقرير قتل جميع المخطوفين”، قال وزير الدفاع.

بأثر رجعي هذا يبدو كتحذير مما سيحدث في المستقبل بعد يوم ونصف. هل سبق لغالنت أن تنبأ أو عرف بأن تصميم نتنياهو على الاستمرار في الضغط العسكري فقط من اجل التوصل الى تحرير مخطوفين آخرين، بالذات سيؤدي الى موت عدد منهم؟. صوت غالنت كان صوت وحيد. اعضاء الكابنت الآخرين ينشغلون في التملق لرئيس الحكومة والمطالبة برد اعتباره من وزير الدفاع. عندما صوت غالنت ضد وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير، امتنع. ولكن بالنسبة له الحديث يدور عن اعتبارات انانية ولفت واضح للانتباه. أي اعتبار موضوعي بعيد عنه. 

نتنياهو يقوم بتغليف مواقفه بالمبررات الامنية. ويبدو أنه فقط الاحتفاظ بمحور فيلادلفيا سيمنع اعادة تسلح حماس، وفقط الاحتفاظ بممر نتساريم سيمنع انتقال المخربين المسلحين من العودة الى شمال القطاع. عمليا، هناك شك اذا كانت هذه الخطوات ستحقق الاهداف العلنية لها. كبار قادة الجيش والشباك يقولون بأنه اذا تفجرت المحادثات بعد انتهاء المرحلة الاولى في الصفقة (اطلاق سراح “المجموعة الانسانية” من المخطوفين) فانه سيكون بالامكان احتلال محور فيلادلفيا ونتساريم مرة اخرى، بتكلفة متدنية نسبيا. يمكن الجدال حول من هو محق في هذا الخلاف الامني. يصعب تجاهل أن رئيس الحكومة تحركه اعتبارات بقائه الشخصي. من اجل تعويق الاجراءات الجنائية في محاكمته فانه غارق في الحفاظ على الائتلاف بأي ثمن (اليمين المتطرف يهدد بالانسحاب من الحكومة اذا تم الاتفاق على الانسحاب وتحرير جماعي للسجناء الفلسطينيين). 

لا يمكن، حيث موجة غضب كبيرة تسيطر على جمهور واسع في اسرائيل، تجاهل ما حدث هنا لروح التضامن التي تقف في اساس وجود الدولة. في 7 اكتوبر تم التخلي عن مدنيين – في بيوتهم في الغلاف وفي الحفلة وفي مواقع الجيش الاسرائيلي وفي الدبابات، التي تم ابقاء قوات صغيرة فيها لم تكن مناسبة لمهمة الدفاع امام هجوم واسع جدا لحماس. أمس تمت معرفة نتائج الاهمال الثاني، الذي لا رجعة عنه، هذا عار اخلاقي ملقى على كل القيادة، وعلى رأسها نتنياهو. ايضا الجيش شريك في ذلك لأنه من جهة يواصل البحث عن عمليات بطولية لانقاذ مخطوفين، ومن جهة اخرى يقوم بشق الطرق في المحاور التي يريد نتنياهو الاحتفاظ بها الى الأبد.

ديكتاتور في طور التشكل

الشائعات حول اكتشاف الجثث بدأت تنتشر مساء أمس، في الوقت الذي تجمعت فيه عائلات المخطوفين لاجتماع آخر حزين قرب الكرياه في تل ابيب. ولأنه لم يتم اخراجهم بعد من النفق فقد اضطر الجيش الى الحفاظ على غموض معين. وحدة المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، بضغط كبير من وسائل الاعلام، اصدر بعد الساعة 11 ليلا بيان قصير تحدث فيه عن العثور على جثث بدون تفاصيل. مكتب رئيس الحكومة كان منشغل في حينه في شؤون ملحة اكثر، نشر نفي للادعاء بأنه تم الاتفاق على وقف انساني لاطلاق النار من اجل البدء في عملية التطعيم ضد شلل الاطفال، الذي انتشر في القطاع مجددا بسبب الحرب. الهدف الاول تم الحفاظ عليه – نتنياهو يجب أن يظهر متصلب في نظر القاعدة. في الصباح تم ارسال الى الجمهور المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، العميد دانييل هاجري، كالعادة مع الانباء السيئة. ومثلما في 7 اكتوبر في الساعات الاولى اختفى نتنياهو عن انظار الجمهور. وزيارته التقليدية بمناسبة افتتاح السنة الدراسية التي تم التخطيط لاجرائها في مدرسة “غواتيمالا” في كريات يوفيل في القدس، تم الغاءها. قبل الظهر نشر رئيس الحكومة فيديو تم تسجيله مسبقا.

وقد جاء هناك كل ما يمكن تخمينه مسبقا: حماس هي التي تتحمل الذنب عن كل شيء، وافعالها تثبت بأنها لا تريد الصفقة؛ دماء قادتها تم هدره ونحن سنقوم بمطاردتهم حتى آخر واحد. قبل نشر البيان قالت هيئة عائلات المخطوفين بأنها تنتظر من نتنياهو تحمل المسؤولية، وبيان بأنه ينوي العودة والدفع قدما بالمفاوضات. لولا الظروف لكان يمكن القول بأن سذاجة العائلات هي تقريبا كانت مسلية. أين هو وأين اسحق رابين، الذي ببيان قصير للشعب قبل ثلاثين سنة تحمل المسؤولية عن فشل عملية انقاذ نحشون فاكسمان. في الظهيرة شاهدت فيلم نتنياهو القصير. الشخص ظهر فيه مثل ديكتاتور في طور التشكل. وكان من الواضح أنه لا يشعر بأي واجب تجاه مواطنيه وأنه منذ فترة بعيدة فقد القدرة على التماهي مع خوفهم وألمهم. اذا كان راض عن رؤساء جهاز الامن المتملقين حسب رأيه فقد كان يجدر به تولي اجراء المفاوضات بنفسه حول الصفقة، والاظهار لهم كيف يمكن الحصول من حماس ومن دول الوساطة شروط افضل. هذا لن يحدث بالطبع. من الاسهل القاء المسؤولية عن الفشل على المستويات المهنية.

اعادة جثث المخطوفين الستة هي حدث يثير القشعريرة ولا يمكن استيعابه – مع ذلك، ايضا كان متوقع. في الخلفية ايضا الضفة الغربية تسخن، ثلاثة رجال شرطة قتلوا صباح أمس في عملية اطلاق نار في غرب الخليل، وجندي قتل أمس في جنين. أول أمس تم احباط عملية بواسطة سيارتين مفخختين في غوش عصيون. رغم السلسلة التي لا تنتهي من الانباء السيئة فان هيئة عائلات المخطوفين ستحاول في هذا المساء اعادة الجمهور الى الشوارع وتصعيد النضال. هذا سيحدث رغم محاولة شرطة بن غفير فرض الرعب على المتظاهرين ووضع العقبات امام الاحتجاج. اذا لم يتم تأجيج روح الحرب مرة اخرى كما حدث في ليلة غالنت في آذار السنة الماضية فسنعرف أن الامر اصبح ضائعا بقدر معين. 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى