ترجمات عبرية

هآرتس: حماس وحزب الله والحريدي القومي الاسرائيلي، يستخدمون الله من اجل نزواتهم

هآرتس 1/10/2024، ب. ميخائيل: حماس وحزب الله والحريدي القومي الاسرائيلي، يستخدمون الله من اجل نزواتهم

ثلاث هيئات، أو منظمات، أو قوائم، أو معسكرات – يصعب ايجاد وصف مناسب لها، تحيط باسرائيل من الجهات الثلاثة. الثلاثة متشابهة مثل قطرات البلغم، وكأنها من نفس الأب. الثلاثة ترتدي ملابس متشابهة، ترتدي عمائم متشابهة، تتمتم بشكل متشابه، تفرض على نسائها عادات “الحشمة” الغبية، وهي ايضا لها عادات طعام غير عادية بدرجة معينة. هم متشابهون الى درجة أن الحرف الاول في اسمائهم هو حرف “ح”. حماس، حزب الله والحريديون القوميون. الـ ح. ح. ح، هذا أمر غير مضحك تماما. نعم، الثلاثة من نفس الأب، اسمه “الاحتلال”. بابا احتلال. ولدوا في احضانه وازدهروا وتعلموا زرع الشر والموت. 

الأخ الاكبر هو الأخ حردل، أي الحريدي القومي، الذي ولد في العام 1967، بعد بضع ثوان على استكمال هزيمة الايام الستة، بعد ذلك نبتت بذوره الاولى. وخلال بضع سنوات نما وازدهر واصبح وحش جشع ومتوحش. في 1982 انضم الأخ حزب الله، وفي 1989 وصل الأخ حماس. ايضا هم اولاد “بابا احتلال”. للمفاجأة، قرب مهد الأخ الاصغر وقفت دولة اسرائيل وفركت يديها براحة. “هذا الصغير سيدمر من اجلي السلطة الفلسطينية”، همست في أذنها هي نفسها. وداعبت الطفل الصغير حديث الولادة بعروض عن العملة الاجنبية. اسرائيل هي بمثابة ايران بالنسبة للأخوين، الأخ حردل والأخ حماس. ومنذ ذلك الحين هؤلاء الاخوة الثلاثة المجتهدين يصنعون الموت في كل المنطقة. حردل، الأخ اليهودي المتعالي، يبدو أنه افضل من اخوته الذين هم بربريون متخلفون، وهو درة تاج الخالق والخلق. هو مخطيء. هو مثلهم بالضبط. هو مخادع اكثر بقليل. منافق ومدلل أكثر. هو يحظى بدعم دولة كاملة وجيشها. 

في كل الامور الاخرى الاخوة وبحق هم توائم متشابهة. ثلاثتهم يطمحون الى دولة شريعة هستيرية من البحر الى النهر (على الاقل)، ثلاثتهم يحبون العنف، ثلاثتهم ديماغوجيون محتالون. اذا كانت اقوال الابادة الجماعية والمواعظ للقتل الجماعي هي ذريعة للائحة اتهام جنائية (كما هو جدير ومطلوب) لكان ثلاثتهم، بما في ذلك مساعديهم ومن ينشرون بشارتهم، تم وضعهم في السجن منذ زمن.

ثلاثتهم بالطبع يتحدثون باسم الله. صوت واحد لكل آلهتهم: صوت السيادة والتعالي، التفوق والعنصرية، العنف والشر. صوت الوثنية، الاصولية والقومية، وضعوه في فم الهتهم، وهو المخدر الذي يتنفس اصطناعيا منذ سنوات – لم يعد يمكنه المعارضة. برعايته السلبية حقا يمكن فعل كل شيء. لأنه من يريد مناقشة الله  هو حقا متعصب ويبحث عن الانتقام. 

للدهشة: الله الذي اخترعوه لانفسهم هو بشكل عام غير عنصري. الاخوة الثلاثة هو يبيعهم الهراءات، سواء حماس السنية أو الحردل اليهودي أو حزب الله الشيعي. أنتم رائعون، مقدسون، محقون. اذهبوا واقتلوا، نكلوا، انهبوا، اشبعوا كل رغباتكم. بابا الذي يُحلل. 

هناك قاسم مشترك بين الاخوة الثلاثة: اللامبالاة المطلقة بكل بني البشر الذين حولهم. وكأنه تم تعيينهم وقرروا احداث الخراب والمعاناة والألم والفقر على جميع مستضيفيهم. شريطة أن يواصل هؤلاء دفع الضرائب، الخضوع لنزواتهم، ومواصلة سفك دمائهم من اجلهم. هكذا الامر في غزة وفي اسرائيل وفي لبنان. لأن هذا ما يقوله الله. 

مع ذلك، هناك دروس مهمة يمكن استخلاصها مما يحدث. الاول، نرى أنه لا مناص من اخراج الله خارج القانون. الكثير من الحقيرين الذين يركبون على ظهره. الثاني، انظروا الى غزة والى لبنان والى ايران وافغانستان. الى هناك يقودنا الحردل خاصتنا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى