ترجمات عبرية

هآرتس: بينما احتفلت إسرائيل اندفعت ايران نحو النووي

هآرتس 3/6/2025، الوف بن: بينما احتفلت إسرائيل اندفعت ايران نحو النووي

تقري الوكالة الدولية للطاقة النووية حول ايران الذي نشر في نهاية الاسبوع الماضي، كشف كيف أن تغز الخطى ووصلت الى مكانة قريبة جدا من ترسانة السلاح النووي، في حين ان اسرائيل غارقة في وحل غزة. هذه البيانات تعرض وبدقة هندسية انجاز ايران وتضع في محل شك اعلانات النصر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على المحور الذي تقوده طهران.

هاكم الحقائق: في بداية الحرب، في تشرين الاول 2023، كانت ايران تمتلك 128.3 كغم من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة. قبل اسبوعين كان لديها 408.6 كغم من اليورانيوم المخصب، أي اكثر من ثلاثة اضعاف. الان مطلوب من ايران درجة واحدة اخرى من التخصيب كي تتمكن هذه المادة المتفجرة من ان تصبح قنبلة نووية. البنية التحتية، المعرفة والقدرة، توجد منذ زمن في يدها، والوقت المطلوب للتخصيب النهائي يصل الى صفر تقريبا. حسب خبير الطاقة الامريكي ديفيد البرايت، فان اسلوب فقط مطلوب لانتاج اليورانيوم المخصب لقنبلة واحدة في منشأة بوردو. المخزون الذي يوجد لدى ايران يكفي لانتاج 10 رؤوس حربية نووية. ويوجد لديها مادة لتغذية اجهزة الطرد المركزية لشهرين أو ثلاثة اشهر.

حسب التقارير فانه في السنة الاولى للحرب حافظت ايران على وتيرة تخصيب اليورانيوم. الانقلاب حدث في 5 كانون الاول 2024، في ذلك اليوم بدأوا في تغذية اجهزة الطرد المركزي باليورانيوم المخصب بمستوى 20 في المئة من اجل مراكمة كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب بالمستوى الاعلى الذي يصل الى 60 في المئة، بوتيرة اعلى سبعة اضعاف مما كان في السابق، ونقل “العتبة النووية” الى نقطة الانطلاق قبل الاخيرة. الوكالة الدولية للطاقة النووية لم تجد أي دلائل على مشروع نشيط لتركيب رؤوس حربية نووية. ايضا المخابرات الامريكية تقدر بأنه لا يوجد مثل هذا التطوير. وعلى فرض أنهم على حق، فان ايران بحاجة الى وقت اضافي من اجل تركيب القنابل على الصواريخ التي يمكن أن تصل الى اسرائيل. مع ذلك، مراكمة المادة المتفجرة هي المرحلة الاكثر حسما في الطريق الى السلاح النووي.

الايرانيون عملوا في وقت مريح. ففي كانون الاول الماضي الولايات المتحدة كانت في فترة الانتقال بين الرئيسين جو بايدن وترامب، الادارة التاركة كانت منهكة من الهزيمة في الانتخابات والخشية من عودة ترامب، وترأسها رئيس مريض وجد صعوبة في اداء عمله. اسرائيل كانت مصابة بثمل النصر بسبب انهيار حزب الله ونظام الاسد، وتستعد لاحتلال قطاع غزة وطرد سكانه بعد ترك بايدن ويرفع ترامب القيود عن الجيش الاسرائيلي.

في 20 كانون الاول نشرت في “وول ستريت جورنال” مقابلة مع نتنياهو، التي تبجح فيها بالنصر في الحرب وبالضربة القاسية التي وجهتها اسرائيل لايران. هو لم يقل وربما لم يعرف، بانه في حينه كان مهندسو الذرة يعملون في بوردو على القفزة الاكبر نحو القنبلة. عدو اللدود، الزعيم الاعلى علي خامنئي، استغل الفرصة لتثبيت حقائق استراتيجية تضع في الظل تبجح نتنياهو.

علي خامنئي كان يمكنه انقاذ “حلقة النار” التي اقامتها ايران حول اسرائيل لو أنه دفع حلفاءه لوقف النار في بداية الحرب. ولكن خامنئي اختار مواصلة القتال والمخاطرة باطلاق الصواريخ على اسرائيل. بعد ذلك شاهد بعجز هجوم البيجرات ضد حزب الله واغتيال حسن نصر الله وسقوط الاسد وتدمير غزة والقصف الاسرائيلي الذي دمر الدفاعات الجوية في بلاده. القدرة العسكرية التي طورتها ايران خلال سنوات انهارت دفعة واحدة، لكن ليس بالصدفة، لعبة الشطرنج كانت في صالح ايران. فخامنئي قام بالتضحية بـ “الوكلاء” وركز على القدرة النووية. بالذات في الوقت التي ظهرت فيه ايران متعبة وضعيفة اكثر من أي وقت مضى، قامت بتسريع تخصيب اليورانيوم.

الآن وصل خامنئي ونتنياهو الى الامتحان الحقيقي الذي سيحدد نتيجة الحرب وميزان القوة في الشرق الاوسط. ايران كما يبدو تقدر بان اسرائيل غير قادرة على تدمير مشروعها النووي، سواء بسبب نقص السلاح المناسب أو بسبب معارضة ترامب الذي يخشى من التورط العسكري ومن ارتفاع اسعار النفط، ولأنه يفضل اتفاق نووي جديد. نتنياهو يحاول التلميح الى ان المنع العلني لترامب لمهاجمة اسرائيل في ايران هو في الحقيقة موافقة بصمت على عملية مفاجئة، تعطي للامريكيين هامش “انكار”. كل طرف يتصرف وكأن الاوراق لديه، وينتظر القرار الحاسم في البيت الابيض، اما اتفاق نووي يدحرج المشكلة الى المستقبل أو “أم المعارك”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى