ترجمات عبرية

هآرتس: بوسع نتنياهو منع حرب إقليمية وليس عليه الا أن يوافق على صفقة مع حماس

هآرتس 5/8/2024، جاكي خوري: بوسع نتنياهو منع حرب إقليمية وليس عليه الا أن يوافق على صفقة مع حماس

التأهب والترقب قبل الاشتعال الاقليمي اصبح يُشعر به منذ بضعة ايام في كل ارجاء الشرق الاوسط. فوق كل الاسئلة “التقنية” (هل ايران ستهاجم اسرائيل بنفسها أو أنها ستكتفي بمبعوثيها؟ ما هي الاهداف التي ستتم مهاجمتها؟) يحلق في الصالونات في البيوت وفي الاستوديوهات سؤال هل ستندلع في المنطقة حرب شاملة؟.

التخوف كبير، ويرفع معه سيناريوهات مخيفة. هناك ايضا أمر غير واضح لا يوجد لأحد اجابة قاطعة عليه. تحذيرات الحملة ودعوات دول لمواطنيها بمغادرة المنطقة، اضافة الى اعلان شركات طيران عن الغاء رحلاتها. الشرق الاوسط يوجد على برميل كبير للمتفجرات وينتظر. منذ قتل الـ 12 طفل وفتى بصاروخ في مجدل شمس  قبل اسبوع تقريبا، الذي اتهمت اسرائيل حزب الله باطلاقه، والمنطقة توجد في منحدر زلق. حادث بهذا الحجم أجبر اسرائيل على الرد، حتى لو كان الامر يتعلق بمنطقة غير معترف بها في الساحة الدولية كمنطقة توجد تحت سيادتها. اسرائيل ردت بصورة شديدة، اغتيال قائد كبير في حزب الله، فؤاد شكر، في قلب معقل الحزب في الضاحية الجنوبية في بيروت. ولكن في الوقت الذي يحاول فيه الجمهور استيعاب هذه الحادثة، جاءت عملية اغتيال اخرى، هذه المرة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، في طهران. منذ ذلك الحين اصبحت احتمالية اندلاع حرب واسعة واقعية. احتمالية أن ايران أو رعاياها لن يقوموا بالرد لم يتم طرحها في أي نقاش، والسؤال هو فقط كيف ومتى. 

ولكن لدى شخص واحد توجد القوة لاخراج الصاعق من القنبلة الموقوتة، أو على الاقل تخفيف المواجهة المقتربة، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. فاذا اعلن بأن توجهه هو نحو الصفقة مع حماس، التي تضمن وقف اطلاق النار في القطاع واعادة المخطوفين، ودعا الى جلسة للحكومة في هذا الشأن ونقاش في الكنيست رغم العطلة الصيفية، فهو بذلك سيضمن هبوط فوري في حجم التوتر. هذا الاعلان لن يكون فيه أي خضوع لايران وحزب الله، وبالتأكيد ليس لحماس. حقيقة هي أن جميع رؤساء اجهزة الامن في اسرائيل وفي الولايات المتحدة وفي دول المنطقة، يؤيدون الصفقة. ايضا في الساحة العامة في اسرائيل توجد اغلبية لتأييد الصفقة، بدءا من عائلات المخطوفين ومن يؤيدونها وحتى المعارضة التي تضمن لنتنياهو شبكة امان من اسقاط حكومته على يد اعضاء اليمين المتطرف.

يوجد لنتنياهو حتى نوع من صور الانتصار، واحدة من بيروت مع تابوت فؤاد شكر، وواحدة من طهران مع تابوت اسماعيل هنية. واذا اراد صورة اخرى من غزة مع الاعلان عن الاغتيال الناجح للقائد الكبير في حماس محمد الضيف. صحيح أن الدمار الكبير في القطاع والقتل غير المعقول للمواطنين لا يشكل أي وزن لدى الجمهور في اسرائيل من اجل وقف الحرب، لكن يوجد لرئيس الحكومة ما يكفي من الذرائع من وجهة نظر اسرائيل كي يوافق على الصفقة.

صحيح أن ردود عسكرية على عمليات الاغتيال من قبل ايران وحزب الله هي أمر حقيقي. وصحيح ايضا أنه اثناء الحرب كانت في السابق ردود كهذه مرت بسلام نسبي. ولكن نتنياهو، الذي قبل هجوم ايران في نيسان اختار اخذ المخاطرة واعتمد على منظومة الدفاع الجوية بدعم من امريكا ودول في المنطقة، لا يمكنه الاعتماد على ذلك في هذه المرة. ولا أحد يمكنه ضمان نجاح مشابه، لا سيما عندما يتوقع أن يكون رد حزب الله شديد، أيضا الحوثيون كما يبدو سيدعمون الهجوم.

مع ذلك، الاعلان عن صفقة في القريب سيجبر ايران ومؤيديها على قياس ردودهم بحذر، حتى في بيروت وفي طهران توجد اسباب كثيرة لعدم تحطيم كل الأدوات وشن حرب، التي ايضا هناك لا يعرفون كيف ستكون نهايتها. احتمالية الرد والثأر ستواصل البقاء بالنسبة لهم على الطاولة، لكن الصفقة مع حماس التي ستؤدي الى وقف الحرب ستمكنهم من الرد بشكل محسوب وستمكن جميع الاطراف من استيعاب الحدث.

الحديث لا يدور عن مفاوضات حول اقتلاع المستوطنات واعادة مناطق أو اقامة الدولة الفلسطينية، بل الحديث يدور عن اعادة المخطوفين ووقف الحرب التي تستمر منذ عشرة اشهر تقريبا –امكانية منع اشتعال غير مسبوق في الشرق الاوسط. كل ما يجب قوله هو نعم للصفقة، وهذا الامر يتعلق بنتنياهو، الذي يجب عليه أن لا يتردد. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى