ترجمات عبرية

هآرتس: بلدة يهودية تقام بين تجمعات بدوية في النقب وسيف الطرد يلوح فوق سكانها

هآرتس 24/12/2024، عيدان سولومونبلدة يهودية تقام بين تجمعات بدوية في النقب وسيف الطرد يلوح فوق سكانها

على قمة تلة نقية توجد كرفانات بيضاء الواحد بجانب الآخر. تراكتورات تنتشر في المنطقة وضجة مولدات الكهرباء تدوي في الخلفية. موسيقى تصويرية تقريبا طبيعية للمشهد هناك. عمال يقومون بتركيب أعمدة الكهرباء، وهو الدليل على أن الاصوات في الخلفية مؤقتة وربما أن المستوطنة الجديدة دائمة. علم اسرائيل يرفرف على سطح أحد المباني. هذه متسبيه يونتان، على اسم يونتان شتاينبرغ، قائد لواء الناحل الذي قتل في 7 اكتوبر. الآن تعيش هنا حوالي عشرين عائلة. هذه المستوطنة محاذية لعدد من التجمعات البدوية، هي تشبه البؤرة الاستيطانية مع فرق صغير. فهي قائمة داخل حدود اسرائيل، على بعد 2 كم جوا عن عراد. كل ذلك مكشوف وقانوني.

الخصائص الاخرى كما يبدو، تشبه اكثر ما يحدث وراء الخط الاخضر. “نحن هنا من اجل احياء القفر والتمسك بالارض”، كتب في صفحة تجنيد التبرعات التي بدأت فيها العائلات، وجميعها من ابناء الصهيونية الدينية المنتمين لـ “نواة النقب”. هدف الاستيطان، الذي يحدث بواسطة جمعية “هشومير هحداش” المتماهية مع اليمين، هو “تعزيز سيطرة اليهود هناك”. كيف سيتم ذلك؟ مصدر في النواة قال للصحيفة بأن تجنيد الاموال يهدف بالاساس الى تطوير الزراعة في المنطقة. “هذا بالتأكيد أداة لمنع السيطرة غير القانونية”. وعندما يحدث ذلك قرب قرى للبدو فان الاعلان الذي اصدره الزملاء، الذي يقول إن الهدف هو وقف ما يسمى “سيطرة البدو في النقب”، يوضح بشكل جيد المقصود.

في محيط عراد توجد قرى بدوية غير معترف بها ومعدة للاخلاء، البقيعة (داخل المجال البلدي لعراد) وأم البيدون (التي توجد في نطاق المجلس الاقليمي تمار). البقيعة مساحتها بضعة كيلومترات، وهي غير بعيدة عن متسبيه يونتان. “هذه التجمعات تعيش في المنطقة منذ الخمسينيات، وهي تطالب بتسوية تمكنها من أن تكون جزء من عراد”، قالت دفنه سبورتا، وهي مهندسة معمارية في جمعية “بمكوم”. “هي جزء لا يتجزأ من المنطقة، ولا يوجد أي عائق تخطيطي لتسويتها كأحد الاحياء في المدينة. حتى أن سكان القرى مستعدين للتجمع من اجل ذلك، حيث أن عراد هي مركز حياتهم”. يبدو أن الجهد الاساسي في المنطقة هو منع هذا التجمع من أن يكون جزءا من المدينة أو قريبا منها.

من ناحية رسمية فان متسبيه نتان تعتبر قرية مؤقتة للطلاب، من اجل مجتمع سيتبلور، وبعد ذلك الانتقال الى مستوطنة من المستوطنات اليهودية الاربعة المخطط لاقامتها على مدخل عراد (يتم التخطيط لخمس مستوطنات، واحدة منها للبدو). مع ذلك، في وزارة الاستيطان والمهمات الوطنية برئاسة الوزيرة اوريت ستروك، اوضحوا بأن “المستوطنات اليهودية الاربعة سيتم توطينها على يد أنوية سيتم اختيارها من قبل لجنة وزارية، التي لم تنه عملها ولا توجد أي نتائج حتى الآن. بكلمات اخرى، الخطة ترتكز حقا على أنوية الاستيطان. فهل “نواة النقب” ستكون واحدة منها؟ ربما، ولكن هناك ايضا احتمالية اخرى.

حسب الاعمال على الارض والتصريحات التي سمعت في الفترة الاخيرة، ربما أن المؤقت سيصبح دائم. في مقابلة مع “المصدر الاول” قال اوري سبير، نائب مدير عام الاستيطان وهيئة “هشومير هحداش”، بأنهم في هذه الجمعية لا يستبعدون البقاء هناك لفترة طويلة. وهذا ما قاله ايضا عدد من السكان. رئيس بلدية عراد ايضا، يئير معيان، يطمح الى البقاء الدائم في المكان. “مدخل عراد سيستغرق سنوات كثيرة للبدء في اقامته وتوطينه. ولكن هذه النقطة قريبة جدا”، قال للصحيفة. “توجد هناك طريق زراعية ستربطها بمدخل عراد وخلق علاقة وثيقة بينها. في الصيف سنضاعف هذا الاستيطان: اضافة 20 وحدة سكنية، وبعد ذلك الدفع قدما هناك بخطة هيكلية تجعل المكان حي قروي مع امكانية كامنة لمئات الوحدات السكنية”.

ربما هذه فقط قرية نموذجية، الاولى من بين قرى كثيرة. “أنا أهتم باقامة المزيد من النقاط خارج المدينة مثل متسبيه يونتان”، قال معيان. “في مجالس القرى غير المعترف بها اصبحوا يحسبون الخسائر. “من اجل اقامة المستوطنات الجديدة سيتم طرد آلاف البدو من سكان المكان”.

المسدسات موجودة

آشر (اسم مستعار)، يتوقع أن يعيش في شقة من العشرين شقة التي توجد هناك. في الوقت الحالي هو ينشغل ببناء سور حجري قرب مدخل بيته. المكان يعتبر قرية للطلاب (المجلس الوطني للتعليم العالي اعطلى الاذن لاقامته). آشر ليس طالبا حتى الآن، وحتى أنه لم يسجل للتعليم. زوجته انهت الجامعة، ولا يبدو أن هذا يزعج خطته. منذ فترة غير بعيدة كان يعيش في مدينة في الجنوب، وقبل ثلاثة اشهر انتقل بشكل مؤقت الى عراد، الى أن يصبح كل شيء جاهز في متسبيه يونتان.

نحن انتقلنا الى عراد من اجل تسجيل الاولاد في اطر التعليم في المدينة”، قال. معظم اعضاء النواة جاءوا معا من ديمونة. ولكن عائلة آشر جاءت لوحدها. “هم بحثوا عن عائلات للانتقال معهم الى هنا كي يكون هناك ما يكفي من العائلات والاشخاص من اجل منع السرقة وامور مشابهة”. السبب الرئيسي للانتقال بالنسبة له هو ايديولوجي: تعزيز الاستيطان اليهودي في النقب. “هذا لا يستحق بالنسبة لي”، قال. “أنا حتى تركت عملي وهذا لا يوجد له افضلية واحدة. نحن ترددنا كثيرا، لكني وضعت كل شيء جانبا، بعد الخدمة في الاحتياط عرفت ما هو المهم: القيام بعملية الاستيطان”.

في هذه الاثناء آشر يسكن في عراد. المستوطنة ما زالت في مهدها، لا يوجد انترنت ولا موجات للهاتف المحمول، فقط مبان مؤقتة حولها مشهد طبيعي للصحراء. التلة التي توجد على بعد عشر دقائق سفر من المدينة نحو الصحراء تطل من جهة على قاعدة لتدريب لواء الناحل، وخلفها نحو جنوب جبل الخليل. من الجهة الثانية توجد القرى البدوية التي تعيش في الوقت المقترض. الاراضي الزراعية التي ستضاف للمستوطنة اليهودية يتوقع أن تزيد الضغط عليها. “كل المراعي في المنطقة – الاغنام، الجمال، حقا متاخمة لاحيائهم”، قال فايز أبو جويعد (42 سنة)، وهو عضو في اللجنة المحلية للبقيعة. ” في هذه الفترة كل المنطقة جافة، لكن قبل الربيع، حيث القطعان والجمال تخرج الى المنطقة، أنا اعتقد أن الاحتكام الجدي سيبدأ. هذا يمكن أن يؤدي الى توتر كبير، خاصة اذا قاموا بتطوير الزراعة في هذه المنطقة”.

الحديث الآن لا يدور عن وضع متخيل، بل عن حقائق، كما تعلمنا جولة في المستوطنة الموجودة على التلة. معدات شخصية تنتشر خارج المباني كدليل على الانتقال الغض. قرب احد المباني توجد ارجوحة مرتجلة وحفلات ممتعة للفتيان، عدد قليل من الشباب الذين تتم رؤيتهم خارج البيوت ينشغلون في اقامة مداخل البيوت. في هذه الاثناء هي تظهر مرتجلة وخطيرة على الاطفال بسبب الصخور الكبيرة التي تنتشر في المحيط. من البنطال تظهر المسدسات، وهذا ليس بالصدفة. فهذه المستوطنة تعمل كبؤرة للحرس المدني. كل ليلة يقومون بجولات حول المستوطنة والجميع يتطوعون في الشرطة. “نحن اجتزنا عملية تأهيل على الحراسة المدنية للمساعدة على انفاذ القانون، بالاساس في منطقتنا”، قال أحد السكان. “نحن نجلس على خط التماس. وحسب ما قالوا لنا فان هذا هو محور للتهريب. واذا حدثت حادثة جنائية أو أمنية فنحن مستعدون لذلك”. احد السكان اضاف: “في الشرطة يسمون هذا المحور “محور اللصوص”، لأنهم عندما يسرقون من المدينة يمرون هنا من اجل الهرب. ووجودنا هنا يشوش على هذا الامر”.

الدولة تخطط لاخلاء البدو قسرا الى قرية رعي، بعيدا عن مكانهم اليوم، وتنفصل عنهم اجتماعيا وتشغيليا. “هم يريدون تجميعنا في حي مع عائلات اخرى لا نعرفها. بدون مكان للرعي وبشكل مكتظ وبدون اهتمام بنمط الحياة البدوية”، قال عدي كرشان، وهو مهندس بناء 28 سنة) من البقيعة. “يدفعوننا للانتقال، وهم لا يدركون بأنه في هذه الظروف توجد ثقافة كاملة تم تدميرها. بعد عشر أو عشرين سنة لن تكون ثقافة بدوية ونمط حياة بدوي قائم. ماذا سيحدث؟ مخيمات بدوية مع معدل جريمة عال، شبيها بما يحدث في رهط”.

دفنه سبورتا، من جمعية “بمكوم”، تعرف هذه الاقوال والاحباط الذي يرافقها. “في الوقت الذي تعطى فيه لليهود فرصة للعيش في أحياء حضرية متطورة، فانه يجب على البدو، سكان المكان منذ اجيال، النضال من اجل حقهم في البقاء في المكان الذي يعيشون فيه. هذا رغم ارادتهم الواضحة في الاندماج في النسيج الحضري في عراد مع الحفاظ على نمط حياتهم الخاص. السلطات المؤسسية لا توفر حلول مناسبة تمكنهم من العيش بكرامة وتعاون مع التجمعات الاخرى في المدينة، الامر الذي يشكل تمييز صارخ في اعطاء فرص تخطيطية”.

بالطبع، هناك ايضا الزاوية الاقتصادية. “مثل اصدقاءهم في نواة “حيران” الذين حصلوا على اراضي أم الحيران بنصف الثمن، ايضا اعضاء “نواة النقب” يتوقع أن يحصلوا على الاراضي بتسهيلات تبلغ 700 ألف شيكل أو اكثر”، قالوا في مجالس القرى غير المعترف بها. “الخاسر هم مرة اخرى السكان المحليون الذين يسكنون في قراهم”.

حسب اقوال سبورتا فانه خلال سنوات هي واللجنة المحلية للبقيعة وأم البيدون حاولوا الدفع قدما بخطة تنظم هذه القرى كي يتم اعتبارها حي في داخل عراد – خطة تم عرضها على رؤساء المدينة في السابق وعلى معيان ايضا. “نحن حاولنا الدفع قدما ببديل كهذا بحيث يكون منطقي وعادل للجميع”، قالت. “هذا لم يؤد الى نتائج في حينه. وحسب معيان يتضح أنه لا توجد أي جدوى من أن يحبس البدو الانفاس في انتظار تحقق ذلك”.

في هذه الاثناء في متسبيه يونتان الجيران القدامى يقابلون الجيران الجدد، قرب الكرفانات الجديدة يمر أب وابنه من سكان القرى البدوية القريبة وهم يركبان على حمار. توقفا ونظرا بحب استطلاع على هذه المنشأة المتشكلة ويسألان عن السكان الجدد، من أين جاءوا وما هو هدفهم. بعد لحظة صمت يقولان: لا يهمنا أن يعيشوا الى جانبنا. فقط أن لا يحدث هنا مثلما حدث في الضفة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى