ترجمات عبرية

هآرتس: المشكلة الحقيقية هي ان النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ما زال قائما

هآرتس 25/6/2025، سامي بيرتسالمشكلة الحقيقية هي ان النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ما زال قائما

جولة النصر لحكومة نتنياهو في الحرب ضد ايران تشمل تصريحات متغطرسة عن ضمان أمن اسرائيل لاجيال قادمة، وتحقيق السلام والامن والازدهار. أداء الجيش الاسرائيلي والموساد وسلاح الجو الامريكي في ايران يظهر مبهر جدا. ونتائج وتاثيرات هذه الحرب سنراها ونفهمها في السنوات القادمة.

ان تصفية المشروع النووي في دولة معادية لا يعتبر شيء جديد. بيغن قرر تدمير المفاعل في العراق في 1981، واولمرت صادق على تدمير المفاعل في سوريا في 2007. في الحالتين الامر كان يتعلق بحدث واحد وليس حدث معقد بني بالتدريج. ببساطة، نحن استيقظنا في الصباح وسمعنا أنه كان هناك مفاعل وأنه لم يعد موجود. امام ايران هذا  حدث مختلف، لأنه بني خلال عقدين وشمل منشآت كثيرة متفرقة ورافقته حملة طويلة وعدد غير قليل من التهديدات والخطابات والضغوط. نتنياهو قرر تدميره فقط بعد الفشل في 7 اكتوبر، الذي تسبب بضرر كبير لردع اسرائيل، وسارع الى عزو الانجاز لنفسه، “مهمة حياتي”، وهو سيلوح به ويضخمه على طول الطريق الى صناديق الاقتراع.

ولكن من يعلن بأن ضرب ايران يضمن وجود اسرائيل لاجيال قادمة، وأنه سيؤدي الى الازدهار والسلام والامن، لا يقول الحقيقة. من اجل تحقيق الامن الحقيقي فانه لا يكفي ابعاد التهديد الايراني، بل هناك حاجة الى حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، الذي جبى عشرات آلاف الضحايا وانزل علينا الكارثة الاكثر في تاريخ الدولة. الانجاز في ايران هو لنتنياهو، والفشل الفظيع في 7 اكتوبر هو له ايضا. هو كان المشكل الرئيسي لسياسة اسرائيل في العقدين الاخيرين. بالنسبة لمؤيديه فان نتنياهو في الساحتين وفر البضاعة: قام بتخريب حل الدولة من خلال تقسيم الساحة الفلسطينية بين حماس والسلطة الفلسطينية. واضر بالمشروع النووي الايراني. ولكن بمفاهيم معظم الجمهور في اسرائيل فان قراره تمويل حماس واعتبارها ذخر، فقد جلب علينا كارثة (حتى لو كان درعي يعتقد أن 7 اكتوبر قد انقذ شعب اسرائيل.

الفجوة بين الانجازات امام اعداء اسرائيل الاقوياء، ايران وحزب الله، وبين الفشل الذريع امام حماس في 7 اكتوبر، سيتم التحقيق فيها لسنوات. ولكن التفسير الاساسي واضح وهو أن اسرائيل ونتنياهو اعتبروا ايران وحزب الله اعداء خالصين، في حين اعتبروا حماس عدو وذخر في نفس الوقت. من جهة، هم يحاربونه ومن جهة اخرى يمولونه ويسمحون له بالتقوي. الفشل العسكري والاستخباري امام حماس ينبع، ضمن امور اخرى، من هذا التشويش الاستراتيجي. عندما تدفع الحكومة قدما وبمباركة بضخ مليارات الدولارات لحماس وتجري معها علاقات مالية مقابل الهدوء فان هذا يؤدي الى التشويش والاستخفاف. اذا اردنا فهم كم هذا مربك فيمكن التقدير كيف كانت تبدو المعركة امام حزب الله وايران لو ان اسرائيل كانت تشجع دول الخليج على ضخ عشرات مليارات الدولارات لها من اجل زيادة قوتها.

ان تحييد تهديد ايران في السنوات القريبة القادمة لا يحل المشكلة الفلسطينية. ومن يقول انه يوفر الان الامن والسلام للاجيال القادمة يجب عليه مواجهة النزاع الذي لم يتم حله مع 5.5 مليون فلسطيني، وحسب توقع البروفيسور سيرجيو ديلافرغولا فانه خلال اربعة عقود سيصل عدد السكان بين البحر والنهر الى 30 مليون نسمة، بالتساوي بين اليهود والعرب.

المس بالمشروع النووي الايراني هو انجاز حاسم، لكنه يبدو مثل مهمة سهلة امام حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ان توفير السلام والازدهار مع دول الخليج البعيدة، وحتى مع السعودية، هي انجازات مدهشة، لكن الواقع اليومي لمواطني اسرائيل يتأثر وسيتأثر على المدى القصير بالاساس بالعلاقات مع الجيران القريبين. هناك يجب ان تكون الجهود الكبيرة القادمة، وصفقة المخطوفين هي شرط ضروري لتحريك علاج النزاع.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى