هآرتس: الحكومة تكذب، لكن ماذا بشأن زمير؟

هآرتس 14/5/2025، عومر بارليف: الحكومة تكذب، لكن ماذا بشأن زمير؟
الادعاء بأن ضغط عسكري اخر سيؤدي الى اجتثاث حكم حماس يذكرني بادعاء قالته جهات امنية، عندما كنت عضوا في لجنة الخارجية والامن في فترة عملية “الجرف الصامد” في 2014. في حينه ايدت جهات امنية وقف قصير لاطلاق النار من اجل السماح لقادة حماس بالخروج من جحورهم ورؤية الدمار الكبير الذي زرعته العملية والذي كان بسببهم، والعدد الكبير من المدنيين المصابين (الذي يسمى باللغة العسكرية “اضرار جانبية”). في اعقاب ذلك قدرت هذه الجهات ان قادة حماس سيتوسلون من اجل وقف القتال.
هذا لم يحدث، سواء بعد وقف اطلاق النار الاول أو بعد عملية تصفية محمد الضيف التي قتلت فيها زوجته واولاده، وليس ايضا بعد 12 – 13 وقف آخر لاطلاق النار في تلك الخمسين يوم. الرؤية العقلانية (الغربية؟) للجهات الامنية في اسرائيل، ولبنيامين ننتنياهو، رئيس الحكومة في حينه والآن، لم تكن ذات صلة.
في 1982 شنت اسرائيل حرب لبنان الاولى بهدف ضرب المخربين وتغيير النظام في لبنان. الجيش الاسرائيلي احتل مساحة اكبر بكثير من المنطقة التي ينوي المستوى السياسي الحالي احتلالها في غزة. ليس فقط ان النظام في لبنان لم يتم استبداله بنظام يتعاطف مع اسرائيل، بل الجيش راوح في المكان وغرق في وحل لبنان مدة 18 سنة، وفقد تلك المعركة مئات الجنود. نتيجة مباشرة لمحاولة اسرائيل تغيير طبيعة النظام في لبنان كانت اقامة المنظمة الارهابية حزب الله، الذي اصبح مع مرور الوقت التهديد الاكبر لاسرائيل.
لا يمكن هزيمة العدو، خاصة حماس، فقط بواسطة عملية عسكرية وبذلك انهاء الحرب. المسيحانيون الذين يقودون حكومة اسرائيل معنيون بحرب ياجوج وماجوج التي ستستمر الى الابد. ولكن ماذا بشان رئيس الاركان الذي مهمته هي تحديد موقف مهني وعملي بخصوص امكانية القضاء على حماس؟ وانا اتساءل: يا رئيس الاركان ايال زمير، هل هذا ممكن؟ هل انت حقا تعتقد ان رئيس الاركان السابق وكل قادة الفرق الذين قاتلوا قبلك ببسالة في غزة، تم منعهم ببساطة من القيام بما منع عنك؟ في نهاية المطاف الحكومة هي نفس الحكومة.
ماذا بشان رئيس الاستخبارات العسكرية، المسؤول عن تقدير الاستخبارات القومية؟ هل انت، الجنرال شلومو بندر، لم تتعلم دروس حرب لبنان الاولى؟ الم تتعلم دروس السنة والنصف الاخيرة التي بحسبها رغم حل الاغلبية الساحقة من الاطر العسكرية لحماس وتدميرها، إلا أن هذا التنظيم الارهابي القاتل يواصل تجنيد مقاتلين جدد ويقضم ذيل قوات الجيش الاسرائيلي؟ هل حسب تقديرك هذا يتوقع ان يتوقف؟.
الاكثر فظاعة من كل الاعلانات الكاذبة هو الادعاء بان الضغط العسكري الزائد سيؤدي الى تحرير المخطوفين. تجربة الـ 584 يوم التي مرت منذ 7 اكتوبر تثبت، للاسف، العكس. من الاسبوع الاول للحرب كان من الواضح للجميع ان حماس لن تطلق سراح كل المخطوفين الى ان يتم الاعلان عن وقف اطلاق النار وخروج الجيش الاسرائيلي من القطاع.
الضربة التي تعرضنا لها في 7 اكتوبر، اضافة الى الاهانة الوطنية، لم ننجح في اخفائها. لقد حان الوقت للنظر مباشرة الى الواقع وانهاء الحرب والخروج من القطاع واعادة جميع المخطوفين الى البيت.