هآرتس: “التحريض” سبب موت عائشة
هآرتس 12/9/2024، جدعون ليفي: “التحريض” سبب موت عائشة
الجيش الاسرائيلي عاد مرة اخرى ليكون الجيش الاكثر اخلاقية في العالم. لم تكد تمر اربعة ايام على قتل جنوده للناشطة في حقوق الانسان، الامريكية، عائشة نور عزغي ايغي، حتى تم استكمال التحقيق الذي فتحه، والذي توصل الى الاستنتاج المبريء: المواطنة اصيبت بطريقة غير مباشرة وغير متعمدة في اطلاق النار من قبل الجيش الاسرائيلي الذي كان موجه نحو أحد المحرضين الرئيسيين. اصابة غير مباشرة وغير متعمدة للنار التي تم توجيهها. هل فهمتم؟ مشكوك في ذلك.
في الوقت الذي نزل فيه المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي على الحبل في العرض الذي قدم للنفق الذي اعدم فيه الستة مخطوفين من اجل أن يعرض امام العالم الوضع الفظيع الذي تم احتجازهم فيه (متى سيأخذنا الى سديه تيمان لرؤسة ظروف الاعتقال الصادمة للمخطوفين الفلسطينيين المكبلين هناك؟)، قام جنود وحدته بصياغة التفسير المتعرج للقتل الاجرامي لامرأة بريئة.
من نافل القول التوضيح بأن التحقيق الموسع هدف فقط الى ارضاء الامريكيين، الذين قال رئيسهم بأنه “منزعج من قتل مواطنة من بلاده”. وبعد ازالة القلق كانت رسالة الجيش المتعرجة كافية من اجل تخفيف الانزعاج الرئاسي. الامر الاخير الذي يقلق البيت الابيض هو قتل نشيطة متعاطفة مع الفلسطينيين. من كان يجب عليهم الانزعاج من هذا التفسير هم الذين لم يهتموا بالقصة من البداية، أي الاسرائيليين.
المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي اعلن “الموت للمحرضين”. الجنود اطلقوا النار على محرض لاعدامه، وبالخطأ اصابوا محرضة اخرى. هذا يحدث. بكلمات اخرى: تغيير مبالغ فيه في اوامر فتح النار، الآن ايضا اصبح رسميا وعلنيا. اذا كان في السابق الامر يحتاج الى اثبات وجود خطر فانه الآن يكفي تشخيص التحريض. من هو بالضبط المحرض؟، هل من يطالب في المظاهرات الى تحرير الشعب الفلسطيني؟ من يطالب باخلاء البؤرة الاستيطانية الوحشية والهستيرية افيتار؟ من يتظاهر لصالح تأييد حقه في ارضه؟. بكلمات اخرى، عندما يلاحظ جنود الجيش الاسرائيلي أي تحريض هم سيطلقون النار من الآن فصاعدا من اجل قتل، بأمر، هذا المحرض.
ما الذي قلناه؟ الجيش الاكثر اخلاقية في العالم. هناك شك اذا كان المتحدث بلسان الجيش الروسي سيتجرأ على الاعتراف بأن جنوده يطلقون النار من اجل قتل المحرضين.
التحريض” بالنسبة لسلاح دعاية دانييل هجاري مهما كان معناه هو ذريعة من اجل الاعدام. بقي فقط قدرة القنص الفاشلة للجنود التي وجهت نحو احد المحرضين (المحرض الرئيسي) واصابت محرضة اخرى. يسهل وصف ايضا السائحة الامريكية بأنها محرضة. فقد كانت تؤيد اعطاء العدالة للفلسطينيين. الاجراءات سيتم توضيحها والجنود سيتم ارسالهم الى حقل رماية آخر. من فضلكم، قوموا بفحص جوازات السفر قبل الاعدام القادم. من الافضل عدم المس بالامريكيين. لو أن الاصابة في ذلك اليوم كانت لفلسطينية ابنة 13 سنة في قرية قريبة لما قام أحد بالتحقيق في ذلك. لا أحد يقلقه ذلك. ربما هي ايضا قامت بالتحريض وهي تقف على شرفة البيت.
جندي يطلق النار في مظاهرة، متظاهرة قتلت. ما هو الامر الاكثر طبيعية من ذلك؟. لكن الزميل يونتان فولك الذي كان في القرية اثناء عملية القتل قال إن الجنود اطلقوا النار على الناشطة بعد عشرين دقيقة على توقف المواجهة. اذا كان الامر هكذا فان هذا القتل تم بدم بارد. هذا كان نشاط عائشة الاحتجاجي الأول والاخير. أي مجتمع سليم كان على الاقل سيحترمها للمرة الاخيرة على شجاعتها ومبادئها.
الامر الذي يجب أن يقلق هو ما يوجد بين السطور في اعلان المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي: التحريض هو ذريعة للاعدام. لا أحد قام بالاعتراض على ذلك. توجه أوجه كثيرة للتحريض. اذا كانت الدعوة لحرية الفلسطينيين هي تحريض عقوبته الاعدام. واذا كان الاحتجاج ضد سرقة الاراضي الخاصة هو تحريض فيمكن التدهور بسرعة الى منزلق لزج. لماذا لم يتم السماح لرجال الشرطة بقتل المحرضين في كابلان؟ وماذا عن المحرضين في مزرعة رونين؟ هم ليسوا فقط محرضين بل هو ايضا ينفذون تحريضهم. هل نقوم باعدامهم؟ وماذا عن المحرضين الكبار في الحكومة وفي وسائل الاعلام الذين يطالبون بـ “تسوية غزة” و”زج” العشب الاخضر فيها؟ جميعهم يستحقون الموت. أيها القناصة، اطلقوا النار، يوجد اذن من هاجري.